تويت
مسقط - رياض السيابي
اجتازت 23 مشاركة من دار رعاية الأطفال المعوقين بمسقط ومراكز الوفاء لتأهيل الأطفال المعاقين وجمعية التدخل المبكر، مؤخرًا المستوى الأول من برنامج "بورتج" للتعلم المبكر لمدربي أسر الأطفال ذوي الإعاقة، ويتطلعن إلى الالتحاق بالمستوى الثاني من هذا البرنامج، والذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعيّة ممثلة في دائرة الرعاية الخاصة بالتعاون مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بمسقط.
وتعرفت المشاركات على البرنامج الذي يطبق على الأطفال ذوي التأخر النمائي والأطفال المعرضين للخطر من سن الميلاد وحتى ما دون سن الثالثة في أماكن سكنهم، ومن سن الثالثة وحتى ما دون سن السادسة في مراكز التعلم المبكر، وهو برنامج يخدم كافة الأطفال وأيضًا الأطفال ذوي التأخر النمائي، وذلك بهدف تدريب الأسر ومقدمي الرعاية على التعامل مع الأطفال. كما تعرفن بعد ذلك تاريخيا على البرنامج، والذي صمم عام 1969م في مدينة بورتيج بولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية ليخدم الأطفال ذوي التأخر النمائي والأطفال المعرضين للخطر من سن الميلاد وحتى 6 سنوات، وبعدها سرعان ما انتشر البرنامج في دول أخرى ككندا، ودول أوروبا، وأمريكا اللاتينية.
وعربيا بدأ تنفيذ البرنامج في قطاع غزة من خلال جمعية رعاية المعوقين في 1984، وبعدها امتد لصبح برنامجا وقائيا إلى جانب كونه برنامجا تأهيليا، ونظرا لنجاحه فقد ساهم برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية في تمويل المشروع لجمعية التنمية الفكرية المصرية في القاهرة، وبعدها سعى المجلس العربي للطفولة والتنمية إلى تعميمه وشرع في عقد دورة تدريبية على المستوى العربي لتضم مشاركين من المغرب، والإمارات، والبحرين، وعمان، ولبنان، وتونس، واليمن وأيضا الكويت؛ بهدف خلق الكوادر المدربة.
وقدمت د. سهى طبال خبيرة الطفولة المبكرة بالمملكة الأردنية الهاشمية للمشاركات المعرفة النظرية وإجراء التطبيقات العملية على 5 أبعاد، وهي: البعد الاجتماعي ويتفرع من 5 أبعاد فرعية وهي: العلاقات، والتفاعل مع الآخرين ، والاستجابة الانفعالية، وتطور اللعب الاجتماعي، والتعبير الإبداعي عن الذاتي، وأيضا البعد الاتصالي والذي تتفرع منه 3 أبعاد، وتتمثل في: التواصل، والكلام واللغة، والقراءة المبكرة، وكذلك بعد العناية الذاتية، إلى جانب البعد الحركي.
وفي ختام المستوى الأول للبرنامج - والذي استمر 5 أيام - عبّرت المشاركة منال الزدجالية من جمعية التدخل المبكر عن استفادتها من هذا البرنامج، والذي أتاح لها التعرّف نظريا وعمليا على أنجح طرق تعامل أولياء الأمور ومساعدتهم لأطفالهم من ذوي الإعاقة، حيث بعد اجتيازهم لمستويات البرنامج تعمل المشاركات زيارات منزلية لهؤلاء الأسر؛ وذلك في إطار عملهن كمدربات مع أهمية معرفة عمر الطفل الزمني، والنواحي التي بحاجة إلى تنميتها وتطويرها؛ بمعنى العمل أو الشروع في تدريب أفراد أسرة - وتحديدا- الأم على كيفية الإشراف والاعتناء بابنها أو ابنتها وفقا لما تطرق له في هذا البرنامج في جميع مستوياته وأبعاده.
وأشارت المشاركة منى بنت مبارك الشقصية من مركز الوفاء لتأهيل الأطفال المعاقين ببهلا لمستوى استفادتها من موضوعات المستوى الأول؛ حيث تعلمت كيفية تقييم أداء الطفل من عمر صفر ولغاية عمر 6 سنوات، على أمل حصولها على التقييم الذي يؤهلها لمواصلة أو إكمال مستويات البرنامج، وعلى أمل أن تقوم وزارة التنمية الاجتماعية بعمل متابعة دورية على جميع المشاركات في البرنامج ليتأكد لها مستوى أدائهن.
فيما أكدت المشاركة آمنة بنت سالم الشرجية من مركز الوفاء لتأهيل الأطفال المعاقين بالمضيبي استفادتها من هذا البرنامج الذي يضفي في جانب توعية الأسر وأولياء الأمور بأساليب وطرق التعامل الصحيحة مع أطفالهم من ذوي الإعاقة، حتى تصبح هذه الطرق ثقافة مترسخة لدى أفراد المجتمع.
فيما ذكرت المشاركة بدرية بنت أحمد المعمرية من مركز الوفاء لتأهيل الأطفال المعاقين بصحار أنها تخدم فئة الأطفال الذين لديهم شلل دماغي ممن أعمارهم بين الأربع والخمس سنوات، وهذا البرنامج يتيح لها خدمة هذه الفئة بنحو أفضل، كما أنّ الكثير من المهارات التي اكتسبتها ستنقلها لأولياء الأمور لكي يتمكنوا من التعامل بنحو يتلاءم ومستوى إمكانيات وقدرات أبنائهم.