إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مساومة الأسد على "الكيماوي" "طوق نجاة" للنظام رغم خسارة "الأفضلية العسكرية"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مساومة الأسد على "الكيماوي" "طوق نجاة" للنظام رغم خسارة "الأفضلية العسكرية"


    بيروت - رويترز
    مساومة بشار الأسد على الأسلحة الكيماوية مع كل من روسيا والولايات المتحدة، جاءت بمثابة طوق نجاة سياسي وعسكري للرئيس السوري بعد عامين من توقع واشنطن سقوطه ووصفها له بأنه "جثة تتحرك على قدمين".
    وقد أمكن التوصل إلى الاتفاق تحت التهديد بضربات جوية أمريكية، وبعد تدخل موسكو حليفة الاسد، وهو اتفاق سيدفع له الرئيس السوري ثمنا مكلفا. وبإجبار الاسد على تسليم ترسانته من الاسلحة الكيماوية التي لم تكن حكومته تعترف بوجودها بشكل معلن حتى الاسبوع الماضي، سيحرم الرئيس السوري من أفضلية عسكرية ترهب المقاتلين المعارضين له في الداخل وسلاح الردع الذي يملكه في مواجهة اي هجمات أخرى من جانب عدوته اسرائيل. لكن على المدى القصير على الاقل جاءت المبادرة الروسية التي أعلنت سوريا قبولها لها عشية عيد ميلاد الاسد الثامن والأربعين الأسبوع الماضي كهدية للرئيس السوري. فقد رفع الاتفاق خطرا فوريا بعمل عسكري أمريكي ضد سوريا ومنح لحكومة الاسد دورا لا غنى عنه خلال الاشهر القليلة القادمة في المساعدة على تدمير مخزونات الاسلحة الكيماوية. وقال ايهم كامل -وهو محلل في مجموعة يوراسيا الاستشارية: "انت تنظر هنا الى عملية لاعادة اضفاء الشرعية على النظام. لا الاسد فقط بل الدائرة المقربة منه كلها. وفي المستقبل المنظور أصبحت الحكومة السورية المحاور الرئيسي مع المجتمع الدولي".
    ومنذ الشهور الاولى للانتفاضة السورية عام 2011، والتي تحولت الى حرب أهلية قتل فيها مئة ألف شخص، دعت الولايات المتحدة الاسد الى التنحي وتوقعت الولايات المتحدة وخصومه في أوروبا والشرق الاوسط سقوطه الوشيك في مراحل عديدة من الصراع. ووصف مسؤول أمريكي حكومة الاسد في ديسمبر عام 2011 بأنها "مثل جثة تتحرك على قدمين" وأصرت وزارة الخارجية الامريكية الاسبوع الماضي على ان اتفاق الاسلحة الكيماوية لم يغير موقف واشنطن من الاسد بأنه "فقد الشرعية ويجب الا يستمر كحاكم لسوريا". لكن رغم ان الرئيس الامريكي باراك أوباما لم ينطق بها صراحة، إلا أن الأسد ومسؤوليه هم وحدهم الذين بوسعهم تنفيذ الاتفاق الذي توصل اليه يوم السبت الماضي في جنيف وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف. ورغم ان كيري قال ان تدمير الاسلحة الكيماوية السورية يجب ان يستكمل بحلول منتصف العام المقبل، إلا أن المهمة المضنية التي قامت بها الامم المتحدة لإزالة الاسلحة الكيماوية والبيولوجية العراقية في التسعينيات تكشف الى اي مدى يمكن ان تمتد هذه العملية. ويعتقد المسؤولون الامريكيون ان سوريا لديها ألف طن من العناصر الكيماوية منها غاز الخردل وعدد من غازات الاعصاب مثل السارين ورصدوا 45 موقعا يقولون ان لها صلة ببرنامج الاسلحة الكيماوية. وحتى لو كانت هذه المواقع تحت سيطرة جيش الاسد فان الحرب الاهلية ستعقد عملية التخلص من تلك المواد بشكل آمن وهو ما يتيح فرصة للتأخير حتى لو كانت دمشق صادقة تماما فيما التزمت به. وقال كامل: "نحن الان في مرحلة تمهيدية للغاية. تعاون الاسد الجزئي مرده الرغبة في تفادي هجوم. لم يتضح ان هذا (التعاون) سيستمر في المستقبل".
    وسمح العدول عن الضربة الامريكية للأسد بضرب مقاتلي المعارضة بقوات تفرقت لفترة قصيرة لتفادي الغارات الجوية الامريكية. وقال تشارلز ليستر المحلل بمركز الارهاب والتمرد في لندن: "بالاساس عاد (النظام) الى ما كان يفعله وواصل الجيش القيام بما كان يفعله في الايام التي سبقت الهجوم الكيماوي". وأضاف "إنهم يقمعون بضراوة المناطق الموالية للمعارضة حول دمشق بضربات جوية وقصف مدفعي. وهذا يعني ان الخوف من عقاب غربي لاي شيء يفعله الجيش لم يعد قائما". كما ان وضع العمل العسكري الامريكي على الرف هو نكسة لداعمي الجيش السوري الحر- وهو تنظيم فضفاض لا يضم جهاديين- الاقليميين السعودية وقطر.
    وكانت الرياض قد دعت الى موقف حاسم وجاد من الاسد. لكن ايران حليفة الاسد المقربة التي تقدم مساعدات اقتصادية وعسكرية لحكومته، سارعت بالترحيب بمبادرة الاسلحة الكيماوية. ويرى المحلل ليستر ان شعور اليأس الذي يحسه الان الجيش الحر يجب ان يكون بمثابة تحذير لمسانديه الغربيين والعرب الذين يأملون ان يبرز الجيش السوري الحر كقوة مضادة للقوة المتنامية لإسلاميين متشددين ومقاتلين لهم صلات بالقاعدة. وقال ليستر: "ثارت تساؤلات حول سيطرته على ما يسمى بالمعارضة المعتدلة. لو كانت له اي سيطرة فعلا ستنظر اليه قطاعات كبيرة الان ولقدرته المفترضة على جذب المساندة الغربية على انه صار الان أضعف مما كان عليه الحال قبل ايام معدودة". واستطرد: "ما حدث الان هو اتفاق روسي-أمريكي يضفي شرعية على الخط الذي تنتهجه القاعدة، وهو أن الغرب يعمل فقط من أجل مصالحه ولن يتدخل الا بما يتفق مع هذه المصالح".
يعمل...
X