الرؤية - سعاد العريمية
كشف سعادة محمد بن خميس العريمي وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية، عن أنّ الوزارة بصدد إيجاد تشريع قانوني للحد من الآثار السلبية للأكياس البلاستيكية، إدراكا منها لخطورة الآثار الصحية والبيئية التي تخلفها.
وأوضح لـ"الرؤية "عقب رعاية سعادته صباح أمس الإثنين بديوان عام الوزارة حفل افتتاح ورشة عمل حول الحد من الآثار السلبية للأكياس البلاستيكية على الصحة والبيئة بمشاركة عدد من الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، أن الوزارة شكلت فريق عمل لدراسة آثار استخدام الأكياس البلاستيكية يضم ممثلي وزارات البيئة والشؤون المناخية والتجارة والصناعة والصحة والبلديات الإقليمية وموارد المياه إضافة إلى الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة وجمعية البيئة العمانية، وبين أن الفريق يتولى دراسة الآثار المترتبة على استخدام الأكياس البلاستيكية على البيئة وكيفية الحد منها، وإيجاد الحلول المناسبة للتقليل من استخدام هذه الأكياس وتوعية المجتمع بالآثار الصحية والبيئية المترتبة على استخدام الأكياس البلاستيكية .
وأشار سعادته إلى أن الفريق يعكف على وضع لائحة تشريعية من أجل الحد من الآثار السلبية للأكياس البلاستيكية، مشيرا إلى أن الورشة من شأنها إتاحة الفرصة لإشراك القطاع الخاص في وضع الأطر القانونية لتلك اللائحة قبل إصدارها التي تضمن تحقيق توازن وإيجاد حل توفيقي ينعكس على حماية البيئة وتعزيزا للتنمية.
وقال سعادته: إن السلطنة تعتبر من الدول التي ما زالت تستخدم الأكياس البلاستيكية بشكل واسع إلى وقتنا الحاضر، دون وجود قيود منظمة لذلك، حيث تكمن أهمية معالجة هذا الجانب ضمن أولوية قائمة القضايا الصحية والبيئية التي سبق للدول المتقدمة وبعض الدول النامية الاهتمام بها والتخلص منها نهائياً وذلك بإيجاد البدائل المناسبة والآمنة، مشيرا في هذا الصدد إلى خطة الوزارة لتوعية المستهلك والتي ستواكب تلك الجهود ومؤكدا أهميتها.
وأوضح سعادته أن قضية المخلفات من القضايا الصحية والبيئية التي تنال اهتماما متزايدا على كافة الأصعدة، وتشكل الأكياس البلاستيكية حيزاً كبيرًا منها نظراً لكونها كتلة غير قادرة على التحلل لمئات السنين فتؤدي إلى مضار صحية وبيئية بالإضافة إلى تشويه المنظر العام.
وأشار إلى أن تنظيم هذه الحلقة يأتي في إطار تأكيد تفعيل المشاركة الإيجابية الجماعية بين الجهات الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني مع القطاع الخاص والمتمثلة في الشركات المصنعة للبلاستيك والمستوردة له في السلطنة لتوحيد الجهود وبما يتواكب مع مسار التنمية وحماية البيئة، حيث ستتم خلال الحلقة مناقشة كافة الأطر والإستراتيجيات والبدائل والحلول التي يمكن من خلالها الخروج بتوصيات مهمة تسهل الأمور في عملية إصدار قرار مناسب في استخدام الأكياس البلاستيكية الصديقة للبيئة والقابلة للتحلل السريع بدون أن تنتج عنها أية آثار سلبية على صحة الإنسان والبيئة.
آلية التصنيع
وتضمنت حلقة العمل ثلاث أوراق عمل، حيث ألقى الأولى سعيد بن علي الزدجالي الخبير الكيميائي بمكتب وكيل وزارة البيئية والشؤون المناخية والتي أتت بعنوان الاهتمامات والسياسات البيئية بالسلطنة المتعلقة باستخدام الأكياس البلاستيكية. وتناولت الورقة عدداً من المحاور منها كيفية التصنيع والمراحل التي تمر بها الأكياس البلاستيكية كمنتج حتى تصبح بنهاية الاستخدام من المخلفات، وتأثير ذلك على البيئة ومدى خطورتها على الحياة العامة والفطرية بشكل أخص، كما تطرقت المحاضرة إلى آليات صناعية لمعالجة الآثار السلبية لهذه الأكياس من خلال إدخال بعض العناصر العضوية في الصناعة لتركيبة الأكياس البلاستيكية مما يؤدي إلى تحليل أسرع لها أثناء وجودها بالتربة مما يساهم في الحد من آثارها الطويلة المدى بالحالة الأولى. واستعرض الزدجالي تجارب عدد من الدول الأسيوية والأفريقية والأوروبية التي أجرت حظراً كاملاً وتدريجياً على استخدام الأكياس البلاستيكية وفرض ضرائب رمزية على استخدامها وذلك لرفع الوعي العام بها وبخطورتها, كما وسلطت المحاضرة الضوء على سياسات السلطنة حول تشجيع المبادرات من القطاع الخاص ورواد الأعمال حول إدخال السبل الوقائية في صناعات الأكياس البلاستيكية وطرق استخدامها وتوعية الرأي العام كذلك بخطورتها وضرورة تفاعل الجميع في الحد من آثارها السلبية على الإنسان والبيئة وترقية الصناعات المستخدمة لها حفاظاً على دورة الاقتصاد من جهة وكذلك البيئة.
آثار صحية
بينما ألقت أصيلة بنت سليمان المسكرية من وزارة الصحة الورقة الثانية وتناولت فيها الآثار الصحية المترتبة على استخدام الأكياس البلاستيكية .وأشارت في ورقتها إلى أنه عند استخدام هذه الأكياس بصورة متكررة قد تتسبب في نقل الجراثيم من الغذاء إلى الإنسان مما يسبب التسمم الغذائي والإسهال، كما أن الأكياس البلاستيكية تؤدي إلى الاختناق عند تعرض الأطفال لها وتضر بالغدد الصماء وتؤثر على الجهاز الهضمي والوظيفي حيث تؤثر المادة التي تفرزها الأكياس على الخلايا العصبية وأيضا تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والسكري لأنها تؤثر على الهرمونات، وتنصح أصيلة المسكرية بالاهتمام بالنظافة الشخصية ومراعاة استخدام الأكياس البلاستيكية أو استخدامها في حمل الغذاء والتقليل من استخدامها ورميها في الأماكن المخصصة لها.
المواصفات والمقاييس
وقدمت جهاد بنت جبر البوسعيدية من وزارة التجارة والصناعة ورقة العمل الثالثة حول الأكياس البلاستيكية المواصفات والمقاييس، وتطرقت فيها إلى أنواع مواصفات الأكياس البلاستيكية وكيف يمكن للجهات المعنية المختلفة في السلطنة التعاون للحد من الآثار المترتبة على استخدام الأكياس البلاستيكية بشكل جائر، كما وضحت جهاد البوسعيدية أن البلاستيك مادة جذابة ومدهشة وذلك بسبب لونها وسهولة التشكيل وإنها ذات مرونة عالية بالإضافة إلى كونها خفيفة الوزن كل ذلك ساهم في انتشارها بشكل كبير، وأضافت أن الارتفاع الحاد في استهلاك الأكياس البلاستيكية جعل الأمر مقلقاً.
معرض مصاحب
وعلى هامش الحلقة دشن سعادة وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية معرضاً مصاحباً قدمت خلاله شركة الأوائل لما وراء البحار بالتعاون مع شركة ثروات العهد الزاهر وجامعة صحار ممثلة في مركز البحوث البيئية وقسم الكيمياء من جامعة السلطان قابوس حيث احتوى المعرض على بعض الأمثلة المحتوية على البلاستيك القابل للتحلل والبلاستيك غير القابل للتحلل وبعض النشرات العلمية والملصقات.