نتائج متباينة في أولى جولات دوري المحترفين.. و"صدمة" الجماهير تزيد الضغوط على الفرق الخاسرة

[جريدة الرؤية]

الرؤية- أحمد محمد- عادل البلوشي
شهدت أولى جولات دوري المحترفين نتائج متباينة، مع انطلاق الموسم الجديد الذي طال انتظاره، وكان العنصر الأبرز في هذه الجولة ما وصف بأنّه "صدمة" الجماهير في الأندية التي انفقت ببذخ على شراء لاعبين محترفين من خارج الحدود العمانية، حيث تمخض الجبل وولد فأرا...
الضغوط الجماهيرة لعبت بدورها عنصرا مؤثرا في هذه الجولة، ومن المتوقع أن تواصل التأثير على الفرق المتبارية، فلا تزال البطولة في بدايتها، والجميع يتحين الفرص لالتقاط النصر، ومواصلة التألق.
السيب والعروبة
وفي افتتاحية رائعة للسيب فقد أطاح بالعروبة بهدف جميل للمتألق إبراهيم الزدجالي في الدقيقة 67 سجل على إثرها السيب أول حالة فوز بدوري المحترفين 2013 / 2014 ودخل الزدجالي التاريخ من أوسع أبوابه باعتباره أول لاعب يبصم على أهداف دوري المحترفين. شوط المباراة الأول جاء متعادلا بين الفريقين في كل شيء ووضح الاستعداد البدني للاعبين وجاهزيتهم رغم أنّها المباراة الافتتاحية، وتخلى الفريقان من حذرهما ولعبا شوطا مفتوحا من حيث السرعة وتبادل الهجمات؛ ولكن تألق الدفاع وحراس المرمى جعل الشوط عذريًا. أمّا شوط المباراة الثاني فكان أفضل نسبيا؛ فالانتشار الجيد للاعبي السيب وتحكمهم بمنطقة الوسط ساهم في أن يفرض فريق العاصمة أسلوبه، وبالتالي أحرز هدفه ومن ثمّ نسّق ونظّم خطوطه واعتمد على إغلاق مناطقه والاعتماد على المرتدات بعد اندفاع لاعبي المارد العرباوي نحو الهجوم لاستخلاص هدف التعديل ولكن بدون جدوى ليقتنص السيب أول ثلاث نقاط وهي بداية تختلف تمامًا عن بدايته الموسم الفائت، وتؤكد أنّ الفريق يسير في الطريق الصحيح كونه أيضًا قد تصدر مجموعته بكأس دوري الرابطة المحترفة وتواجده ضمن الأربعة الكبار للبطولة بعد انتصاراته المتتالية بما فيها الفوز على بطل الثلاثية أصفر الباطنة.
النهضة وصحار
مباراة الجارين جاءت مثيرة وقوية والفريقان يعرفان بعضهما جيدًا حيث التقيا في كأس دوري الرابطة المحترفة مرتين، وفي هذا اللقاء تمكن الإيفواري جمعة سعيد من إنقاذ النهضة من التعادل عندما سجل الهدف الثاني في الثواني الأخيرة من الشوط الثاني ليفوز النهضة بصعوبة بهدفين مقابل هدف لصحار سجل للنهضة أفلاي في الدقيقة 10 وعادل لصحار حازم جودة في الدقيقة 52 جاءت المباراة جيدة المستوى وحماسية تقاسم فيها الفريقان شوطي المباراة. الشوط الأول جاء للنهضة في كل شيء لعبا ونتيجة حيث سيطر لاعبوه على وسط الميدان والأجناب واكتفى لاعبو صحار بالهجمات المرتدة التي لم تشكل خطورة تذكر في هذا الشوط وترجم أفلاي سيطرة النهضة بهدف. بينما جاء الشوط الثاني مغايرًا بالنسبة لصحار الذي اندفع لاعبوه من أجل التعديل، وتحقق لهم ذلك عن طريق الأردني حازم جودة بتسديدة قوية ارتطمت بالعارضة ودخلت المرمى وسط فرحة لاعبي صحار. وقبل أن يلفظ هذا الشوط أنفاسه فاجأ الإيفواري المتألق جمعة سعيد الذي توغل داخل منطقة عمليات صحار ويسدد كرة ولجت الشباك الصحارية معلنة حصد النهضة لأول ثلاث نقاط له في الدوري؛ الأمر الذي سيدفع بالفريق نحو انطلاقة جيدة هذا الموسم على عكس الموسم الفائت الذي تباين فيه مستوى الفريق من مباراة إلى أخرى؛ في حين عاد صحار بخسارة تحمل الحسرة كونها جاءت في الثواني الأخيرة من عمر اللقاء ولكن جهازه الفني واللاعبين يدركون بأنّها البداية وأنّ هناك مبادرة على المستويين الرسمي والجماهيري بصحار لدعم النادي في الظهور الأول له بدوري المحترفين.
فنجا والشباب
وصدم فنجاء المدجج بالنجوم الدولية جماهيره بتعادل أشبه بالخسارة أمام الشباب المتحفز والذي عرف لاعبوه كيف يروضون الملك الفنجاوي ليخرج الفريقان متعادلان بهدف لكل منهما. الشوط الأول كان فنجاويا بكل المقاييس من حيث التنويع الهجومي والانتشار الجيّد وتبادل الكرات فيما بين اللاعبين وبالتالي السيطرة الميدانية المطلقة والتي أفرزت هجمات فنجاوية متتالية تفنن من خلالها لاعبو الملك في ضياع الفرصة تلو الأخرى وسط ذهول المتابعين خصوصا رائد إبراهيم الذي أضاع 3 فرص محققة إلا أنّ المتألق مبارك المقبالي، والذي أظهر قيمة فنية عالية استطاع أن يجعل فريقه في المقدمة بإحرازه لهدف السبق في شباك عمر العبري. الهدف فتح شهية لاعبي أصفر الداخلية نحو الهجوم وكاد مهاجموه أن يضاعفوا النتيجة لكن صلابة دفاع الشباب وتألق العبري حالا دون ذلك ولم يستسلم فريق الشباب لهذا الواقع وتحرك بإيجابية في بعض الأحيان مستفيدًا من سرعة مهاجمه البرازيلي دي سيلفا ومضى الوقت المتبقي من الشوط الأول بتبادل بين الفريقين للهجمات والبحث عن الشباك إلا أنّ صافرة الحكم سبقت اللاعبين وحسمت الشوط الأول بهدف لفنجاء. الشوط الثاني جاء مغايرًا بالنسبة للشباب بعد التغييرات الجيدة التي أجراها مدربه إدريس المرابط لتمتلك الصقور الشبابية الأفضلية خصوصًا وسط الميدان ويتحرر لاعبوه ويوقظ المحترف الكيني لورنس مدرجات فريق الشباب عندما أطلق صاروخا تجاه مرمى الحارس أحمد الهطالي إلا أنه تألق في إبعاد الكرة ليحرم الشباب من هدف التعادل. وحملت الدقيقة 78 الخبر السعيد لفريق الشباب حيث نجح في استثمار تحسن أحواله الفنية وذلك بتسجيل هدف التعادل بمجهود فردي رائع من لاعبه محمد علي الذي اخترق الدفاعات الفنجاوية بشجاعة حتى بات على مرمى حجر من الشباك ليمرر الكرة وهو على الأرض لزميله يونس المشيفري اللاعب السابق لفنجاء الذي لم يتوان عن وضع الكرة في شباك أصفر الداخلية وسط فرحة جماهيرية شبابية لتنتهي المباراة بتعادل صادم للفنجاوية وبطعم الفوز للشبابية.
صور والإتحاد
عاد صور بثلاث نقاط ثمينة بعد أن تمكن من الفوز على الوافد الجديد للدوري فريق الاتحاد 2/1 ويعتبر هذا الفوز غاليًا لصور بعد أن تمكن من الفوز خارج قواعده. الشوط الأول بدايته كانت حذرة من الفريقين إلا أنّ لاعبي الأزرق الصوراوي تحرروا من حذرهم وشنوا هجمات متتالية على مرمى عبد الحليم فايل أثمرت عن هدف في الدقيقة 33 عن طريق ياسين جمعه واستغل لاعبوه حالة عدم الاتزان في الدفاعات الاتحادية ليحرزوا الهدف الثاني بعد دقيقتين بقدم عبدالله صالح العريمي. الشوط الثاني شهد أفضلية كبيرة للاعبي الاتحاد مستغلين حالة التراجع الكبيرة للاعبي الأزرق وسيطر لاعبو الاتحاد على مفاصل الملعب وشنوا هجمات متتالية من العمق والأجناب أسفرت عن تمكن الاتحاد من تقليص النتيجة في الدقيقة (66) إثر ركنية نفذها عبدالعزيز البريدعي استقبلها السنغالي شيخ ديناس برأسية استقرت في شباك قيصر الحبسي حارس مرمى صور وفي الدقيقة (75) كاد نايف عيد أن يحرز هدف التعديل عندما قابل الكرة العرضية ليحولها رأسية ارتطمت بالعارضة، وفي ما تبقى من زمن المباراة تبادل الفريقان الهجمات حتى أطلق حكم المباراة نهايتها بفوز صور 2/1.
السويق والنصر
وواصل فريق السويق بطل الثلاثية انتصاراته وبدأ موسمه بفوز ثمين خارج أرضه على النصر في قمة مباريات الجولة الأولى وفي مباراة من أجمل مباريات الأسبوع الأول من دوري عمانتل، وعانى السويق كثيرا قبل أن يخطف الفوز بهدفين مقابل هدف واحد، حيث تخلف الفريق بهدف مع سيطرة نصراوية واضحة لكن خبرة مدربه وحنكة مصبح هاشل حسمت الأمور لمصحلته. الشوط الأول جاء سلبي النتيجة وقوي في الأداء؛ حيث تبادل الفريقان الهجمات مع أفضلية نسبية للنصر ومع ذلك فقد أجاد لاعبوا الفريقين غلق المناطق الدفاعية وتشتيت الكرة أولا بأول والانطلاق بالهجمات والهجمات المضادة لكن بدون فاعلية تذكر مع تألق الدفاعات وحراس المرمى. الشوط الثاني جاء قويًا كسابقه، وحملت الدقيقة (61) الفرحة للاعبي وجماهير الملك النصراوي عن طريق محمد الشامسي الذي اطلق تسديدة قوية ارتطمت بالقائم وارتدت للشباك بعد ارتطامها بالحارس فايز الرشيدي ثم انحصر بعدها اللعب في وسط الملعب مع هجمات خجولة من قبل الفريقين حتى الدقيقة (86) التي حملت هدف التعديل للسويق عن طريق البديل العبد النوفلي الذي استغل هفوة دفاع النصر عندما تهيأت له الكرة أسكنها الشباك ومن هجمة مضادة تمكن السويق من إضافة الهدف الثاني في الدقيقة (89) عن طريق عبدالله ثويني عندما تهيأت له الكرة خلف المدافعين لم يتواني عن إيداعها الشباك لتنتهي المباراة بفوز ثمين للسويق بهدفين لهدف.
ظفار ومجيس
كشر نادي ظفار عن أنيابه وأمطر شباك مجيس بثلاثية نظيفة أمام مرأى ومسمع من جماهير السماوي؛ وذلك خلال أول ظهور للفريقين ضمن مباريات الجولة الافتتاحية لدوري عمانتل للمحترفين بمجمع صحار الرياضي. وافتتح أحمد مانع باب تسجيل الأهداف بعد أن تمكن من إحراز الهدف الأول في الدقيقة السابعة عشرة بعد استلامه لكرة مخادعة ليسددها مانع قوية تسكن شباك مجيس. أمّا الهدف الثاني فجاء بواسطة اللاعب مصطفى المختار، بعد أن تابع تسديدة أحد زملائه والتي ارتطمت بالقائم، ليكملها برأسه تجاه الشباك، فيما كان الهدف الثالث من إمضاء اللاعب الغيني أترام والمحترف في صفوف ظفار قادمًا من هجر السعودي إثر تسديدة قوية من داخل منطقة العمليات، بهذا الفوز يكون نادي ظفار قد حصد أول ثلاث نقاط له في الدوري. الفريقان بدءا اللقاء بهدف تسجيل الفوز الأول لهما، وكان واضحا التفوق في الفارق الفني والإمكانيات لظفار، مما مكن الزعيم من الظهور بشكل لافت في الجولة الأولى من الدوري، حيث لم يعان من أي صعوبة بالغة في تحقيق الفوز على مجيس الوافد الجديد للدوري، والذي وضح بأنّه غير مستعد بدنيا رغم أنّه سيطر على مجريات الشوط الثاني من المباراة ولكن ضحالة خبرة لاعبيه جعلتهم في وضع لا يحسد عليه حيث فاز ظفار بخبرة لاعبيه الكبيرة وجاهزيتهم بسهولة وبدون أدنى مشقة وكان بالإمكان مضاعفة النتيجة ولكن اكتفى نجوم الزعيم بالعرض ومحاولة الخروج بالفوز وتجنب الإصابات.
المصنعة وصحم
وفاجأ المصنعة صحم وتمكن من الفوز عليه بهدفين للاشيء جاءت جميعها بإمضاء المغربي المتألق يونس آوجانا والذي سبب صداعًا كبيرًا لصحم. الشوط الأول لم يقدم فيه الفريقان شيئا يذكر وجاء في غالبيته حذرًا من الفريقين وشاهدنا ما يشبه الأشباح في الملعب وكرات عشوائية هنا وهناك. الشوط الثاني جاء مغايرًا خصوصًا من نادي المصنعة والذي استطاع فيه مدربه الوطني فايز الرشيدي أن يفاجئ خصمه الروماني إريسنكا بهجوم ضاغط من الدقائق الأولى لهذا الشوط وضاعف من عدد لاعبي الوسط والمهاجمين وحررهم لينطلقوا وينوعوا في الهجمات حتى حمل المغربي يونس أوجانا الفرحة للاعبي وجماهير المصنعة بإحرازه هدفا خاطفا من عرضية جميلة تلقاها من الجناح السريع فيصل الرشيدي يغمزها بباطن قدمه لتعانق شباك محمد الذيب حارس صحم. الهدف الثاني جاء من تألق للمهاجم الدولي السابق وليد السعدي عندما تبادل الكرة مع آوجانا لتصل إلى الأخير ويتوغل بها ويسددها زاحفة تعانق الشباك الصحماوية بالرغم من الرقابة عليه من قبل أربعة مدافعين إلا أنّه تلاعب بهم وأودعها الشباك. جولة مثيرة بكل المقاييس وبداية تبشر بدوري مثير ومع الجهود الكبيرة والمضنية واللافتة التي قدمها اتحاد الكرة إلا أنّ الجماهير غابت عن المدرجات وكان حضورها خجولا بالرغم من بعض المحفزات التي قدمها الاتحاد وبعض مؤسسات القطاع الخاص الذي بادر وبخجل شديد وغير مبرر ببعض المحفزات والهدايا للجمهور ولكننا كمتابعين نراها غير كافية بالمرة وعلى القطاع الخاص أن يبادر في تقديم الدعم للدوري من أجل تحقيق الإستفادة القصوى واستثمار موجة الحماس الكبير للقائمين على كرة السلطنة والأندية في تقديم موسم كروي مميز.