مسقط – محمدالرزيقي - عبدالله الراشدي
أكدت ندوة الاقتصاد الإبداعي ( دور السياسات والاستراتيجيات لتنمية الحرف والفنون والصناعات الإبداعية في سلطنة عمان)، والتي اختتمت أعمالها أمس بمتحف بيت الزبير بمسقط، على ضرورة الاهتمام بالاقتصاد الإبداعي وتطويره ووضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة للاستفادة من الفرص والاستثمارات التي يمكن أن يوفرها هذا النوع من الاقتصاد.
ودعا المشاركون إلى عقد ندوة أخرى موسعة بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني للخروج برؤية واضحة ومشتركة تساهم في التخطيط للاقتصاد الإبداعي وجعل السلطنة مجالا خصبا للمبدعين والمستثمرين في مجالات الاقتصاد الإبداعي.
وكانت أعمال الندوة قد تواصلت أمس في يومها الثاني بعرض عدد من المحاور والتجارب الدولية والمحلية المرتبطة بالاقتصاد الإبداعي، حيث تمّ عرض تجربة الإبداع العماني في مجال التصوير، كما عرض أليكس همفراي من المملكة المتحدة تجربة مجموعة من المدن العالمية في التطور المدني والتخطيط الثقافي حيث إشار إلى أهميّة أخذ الاقتصاد الإبداعي بجدية عند تخطيط المدن ورسم خريطة الأماكن التي ترتبط بالاقتصاد الإبداعي. واستعرض في ورقة العمل التي ألقاها تجربة مدينة لندن في الاقتصاد الإبداعي حيث أشار إلى أن 60% من التوظيف في هذه المدينة مرتبط بالاقتصاد الإبداعي، كما تحدث عن مدينة سان فرانسيسكو والتي تعتبر موطن شركات الانترنت لصناعة الحواسيب. بالإضافة إلى عرض تجربة مدينة كاليفورنيا وإسطنبول. وأشار اليكس إلى أنّ هناك عوامل مشتركة بين هذه المدن كالجذب السياحي ومعدلات التوظيف العالية وظهور علامات الإبداع الاقتصادي في الجوانب السياحية والترفيهية.
وأكّد على أهمية وجود إرادة حكومية لدى الدول لدعم الاقتصاد الإبداعي من خلال وضع خريطة واضحة للاقتصاد الإبداعي ووضع استراتيجية والعمل على تنفيذها والتي غالبًا تأخذ عشر سنوات في التنفيذ تقريبًا. وحول عوامل الإبداع للمدن الإبداعية أشار إلى ضرورة حماية ودعم التميز المحلي والمحافظة على الأصالة والانفتاح على الأفكار الجديدة البناءة وتصميم برامج دعم واضحة والاستثمار في الإبداعات والتفكير في دعم ذوي المواهب والإبداعات.
من جانبه أشار مدير عام المجلس الثقافي البريطاني بول دبلداي إلى أنّ السلطنة لديها تراث ثقافي مميز يختلف عن دول المنطقة والعالم، وأكد أهمية دمج متطلبات السوق المحلية والدولية وهذا بحد ذاته تحد كبير. كما أكّد ضرورة وجود أماكن مخصصة للمبدعين للممارسة إبداعاتهم.
كما تحدث طوني أتارد مستشار الاقتصاد الإبداعي بوزارة المالية والاقتصاد والاستثمار في مالطا عن تجربة مالطا في الاقتصاد الإبداعي من خلال دراسة الاقتصاد المالطي ومقوماته ومراجعته وترجمة ذلك في استراتيجية متكاملة من خلال تشكيل فريق عمل من كافة الوزارات والقطاعات الأخرى والاستفادة من الخبراء المتخصصين في الاقتصاد الإبداعي، وأشار إلى أنّه تمّ تطوير 70 برنامج تمويلي والإعفاء على ضريبة الدخل لجعل مالطا منطقة تنافسيّة.