- الشيبانية: تنظيم الندوة يأتي تماشيا مع التوجيهات السامية بالاهتمام بجودة المخرجات التعليمية
- أحمد الهنائي: المواءمة بين التعليم واحتياجات المجتمع من الأهداف الرئيسية للندوة
- تطوير إطار عام للكفايات ليكون مرجعا للسياسات التعليمية وبناء الخطط التربوية في السلطنة
- خبرات محلية وعالمية متخصصة تثري جلسات الندوة
- ضرورة ربط المخرجات التعليمية بمتطلبات سوق العمل
مسقط - محمد خلفان الشكري
يرعى معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة بحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم صباح اليوم الأحد، افتتاح الندوة الوطنية "التعليم: وكفايات القرن الحادي والعشرين" والتي تنظمها وزارة التربية والتعليم على مدى ثلاثة أيام في فندق شانجريلا بر الجصة.
ويتضمن حفل الافتتاح تلاوة من القرآن الكريم، وكلمة الوزارة يلقيها الدكتور بدر بن حمود الخروصي المدير العام المساعد بالمركز الوطني للتوجيه المهني وعضو اللجنة الرئيسية لتنظيم الندوة، يلي ذلك عرض فيلم حول موضوع كفايات القرن الحادي والعشرين، بعدها يقدم المتحدث الرئيسي اللورد جيم نايت وزير التربية والتعليم السابق في المملكة المتحدة ورقته”مهارات القرن الحادي والعشرين لعصر المعلومات".
وسيتم في هذا اليوم عرض الأوراق المقدمة في المحور الأول للندوة:"الأنظمة التعليمية وكفايات القرن الحادي والعشرين" .
وفي الجلسة الأولى التي يرأسها معالي الدكتور علي عبد الخالق القرني مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية ستقدم ورقة "الإطار النظري لكفايات القرن الحادي والعشرين" للدكتور لي وينج أون كمتحدث رئيسي، وورقة"تطوير كفايات القرن الحادي والعشرين من خلال الضوابط المعرفية" للدكتور بيري ماجوا، وتختتم هذه الجلسة بورقة "المناهج الدراسية في سلطنة عمان: تطوير مهارات القرن الحادي والعشرين" ويقدمها كل من الدكتور محمد البوسعيدي وسهام الريامية.
بينما سيرأس سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل الوزارة للتعليم والمناهج الجلسة الثانية والتي ستطرح فيها ورقتا عمل بعنوان" كفايات القرن الحادي والعشرين من خلال المنهج الدراسي" للدكتور إيستر كير، و"تصميم المدارس لعصر الابتكار" ويقدمها بركاش نير، أما الجلسة الثالثة والتي تتزامن مع الجلسة الثانية فيرأسها سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي المستشار بالوزارة، وتضم ورقتي عمل بعنوان:"المعلمون وكفايات القرن الحادي والعشرين" للدكتور دايان تشامبرز، و"استخدام الاتجاهات التربوية لإعداد قوى عاملة ذات كفاءة للمستقبل" وتقدمها ميتشل سميث.
ويتضمن برنامج اليوم الأول جلسات نقاشية متزامنة، ففي القاعة الأولى سيقدم الأستاذ الدكتور بيري ماجوا ورقة(إدماج كفايات القرن الحادي والعشرين في المناهج الدراسية) وفي القاعة الثانية سيقدم الدكتور إيستر كير (التقويم التربوي لتطوير كفايات القرن الحادي والعشرين)، وسيكون النقاش في القاعة الثالثة حول(بيئات التعلم وكفايات القرن الحادي والعشرين) ويقدمها براكاش ناير.
تطوير مستمر
وقالت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم: يأتي تنظيم هذه الندوة تماشيًا مع التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي وجه بها في الانعقاد السنوي لمجلس عمان في عامي2011 و2012م وحث جلالته – أعزّه الله - على ضرورة الاهتمام بجودة المخرجات التعليمية، وعلى أهمية الربط بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل من خلال مراجعة سياسات التعليم وخططه وبرامجه المختلفة، بما يتواءم مع متطلبات المجتمع وسوق العمل.
وأضافت: كما يأتي تنظيم الندوة في إطار عمليات التخطيط والتطوير والتقييم المستمر واستشراف المستقبل القريب والبعيد لسائر عناصر المنظومة التعليمية، والتي كرست لها وزارة التربية والتعليم أقصى جهودها وبالغ عنايتها منذ مطلع الألفية الثالثة، وكان وسيظل - الارتقاء بمستويات تحصيل الطلاب وتجويد المخرجات، والنهوض بمستويات أداء المعلمين، وتطوير المناهج الدراسية وتحديثها وارتكازها على تنمية مهارات وملكات التفكير، والتدريب على المهارات الأساسية للمواد الدراسية، والإنماء المهني وتدريب المعلمين على طرائق وأساليب التدريس الحديثة، التي تنسجم مع تطوير المناهج وأهدافها، والتطوير المستمر لأساليب التقويم التربوي وآلياته، وتمكين النظام التعليمي من استخدام مؤشرات دقيقة في تقييم أداء المدارس وتطويرها – جميعها – ستظل على رأس أولويات هذه الوزارة، انطلاقا من إيمانها وقناعتها بأن التعليم مشروع وطني وقومي وركيزة أساسية في بناء الاقتصاد وتلبية حاجات سوق العمل بمعايير خاصة تركز على جودة المخرجات، ويسعى المختصون بالوزارة إلى دعمها وتعزيزها، والانطلاق بها إلى آفاق جديدة أكثر عطاءً وثراءً، للوصول بحداثة وتنوع البرامج والمناهج الدراسية إلى مخرجات تعليمية تتواءم مع متطلبات سوق العمل.
سلسلة من الندوات
وأضافت معاليها: من جانب آخر تنعقد الندوة اليوم كواحدة من سلسلة متصلة من الندوات والمؤتمرات التي نفذتها الوزارة، والتي يمليها علينا دومًا الواقع المحلي والعالمي وما يطرأ عليهما من متغيرات وتحولات سريعة، كنتيجة طبيعية لما يشهده العالم من ثورة معرفية ومعلوماتية هائلة تقوم وترتكز على التعليم ومؤسساته، وتلقي بظلالها حتماً على الساحة التربوية، كما أن هذه الندوة تأتي أيضاً اتساقاً مع التزام هذه الوزارة ببناء برامج التطوير التربوي وانطلاقاً من أفضل الممارسات التربوية على المستويين الإقليمي والدولي. لذا تستهدف هذه الندوة مشاركة عدد كبير من فئات المجتمع التربوي(المعلمين والإداريين والمشرفين) لإعطائهم الفرصة للإطلاع على ما تتضمنه الندوة من محاور وموضوعات متعلقة بالتعليم وإنعكاساته على سوق العمل وكيفية ترجمة كل ذلك إلى ممارسات عملية في الحقل التربوي.
وأوضحت معالي وزيرة التربية والتعليم أهمية ربط مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل قائلة: لقد اتضح لدى معظم الأنظمة التعليمية في العالم أنّ مخرجاتها لا تلبي احتياجات سوق العمل، وخير دليل على ذلك ما أشارت إليه معظم التقارير الدولية الصادرة من المنظمات الدولية كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى ضرورة مواءمة التعليم لاحتياجات المجتمع ومتطلبات سوق العمل، وفي هذا الإطار فقد اتجهت تلك الأنظمة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وفاعلة للعمل على إيجاد شراكة حقيقية بين الأنظمة التعليمية وسوق العمل تتسم بالتكامل والتجانس بين هذين القطاعين، ذلك أن إيجاد شراكة حقيقية مع القطاع الخاص أصبح أمرًا في غاية الأهمية، إذ لا يمكن لقطاع التعليم أن يكون قادرا على تلبية متطلبات سوق العمل دون إيجاد هذه الشراكة مع القطاع الخاص، ولابد من إيلاء القائمين على الأنظمة التعليمية عناية خاصة بالمهارات التي يحتاجها المتعلم ليتعامل بكل كفاءة واقتدار مع متغيرات عصره الذي يتسم بالانفجار المعرفي كأحد أبرز سمات هذا العصر، كما أن المنظومة التعليمية بكافة جوانبها المختلفة يجب أن تكون قادرة على التجديد والتطوير الذي يمكنها من بناء القدرة التنافسية في الاقتصاد العالمي المعاصر ومواكبة المستجدات العالمية.
جودة المخرجات التعليمية
واستطردت معاليها: تحرص الوزارة في تحقيق معايير جودة المخرجات التعليمية المنشودة، التي تلبي حاجات ومتطلبات سوق العمل ومتغيراته، على أن تلعب المدرسة دورا محوريا في إعداد المتعلمين إعدادا متكاملا، يؤهلهم ويدرّبهم على ربط النظري بالتطبيقي، والتعلّم بالعمل النشط والتفاعل المثمر في كافة مناحي الحياة، تلبية لهذا التغير المتسارع الذي تشهده البشرية في أنماط حياتها ومستجدات أنشطتها البشرية وأدوارها الاجتماعية وأساليب اكتساب المعيشة، لذا كان لزاماً على القائمين على العملية التعليمية العمل على بناء مجتمع معرفي يمتلك أفراده العديد من المهارات المطلوبة في سوق العمل كالقدرات التحليلية واستقاء المعلومات من مصادرها الموثوقة، والتفكير الناقد، وحل المشكلات والابتكار والريادة.
واختتمت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم حديثها قائلة: إننا نعول على هذه الندوة كثيرا لاستيضاح أهم مستجدات مفهوم كفايات القرن الحادي والعشرين من ناحية وللوقوف على الأساليب والطرائق التي تعتمدها بعض النظم التربوية في العالم لترجمة هذه الكفايات إلى برامج وممارسات تربوية تثري عملية التعلم داخل المدرسة، لنصل في نهاية الأمر إلى مخرجات تعليمية أجود تلبي حاجات سوق العمل وشواغره ومتغيراته وستبذل الوزارة جميعاً بعون الله قصارى الجهود من أجل تحقيق الأهداف الوطنية والتعليمية وفقاً لمعايير الجودة المطلوبة، وتلبية لحاجات سوق العمل ومتغيراته.
أهداف الندوة
وتحدث الدكتور أحمد بن محمد بن عبدان الهنائي - مستشار وزيرة التربية والتعليم للعلاقات التربوية الدولية رئيس فريق الإعداد للندوة الوطنية"التربية وكفايات القرن الحادي والعشرين" عن أهداف هذه الندوة فقال: تشهد النظم التربوية حول العالم اهتمامًا متزايدًا بموضوع الكفايات التي يتطلبها المتعلم للحياة والعمل في القرن الحادي والعشرين، والذي جاء مدفوعًا بجملة المتغيرات المتسارعة التي تشهدها البشرية خلال العقود القليلة الماضية، وكما تعلمون فإنّ النظام التربوي في سلطنة عمان يوجه اهتمامًا خاصًا نحو العناية بكفايات المتعلم في القرن الحادي والعشرين مستلهمًا في ذلك التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه الذي وجه في الانعقاد السنوي لمجلس عمان عام 2011م وفي عام 2012م إلى ضرورة الاهتمام بجودة المخرجات التعليمية، وإلى أهمية الربط بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل من خلال مراجعة سياسات التعليم وخططه وبرامجه المختلفة بما يتواءم مع متطلبات المجتمع وسوق العمل، وقد عملت الوزارة خلال السنوات القليلة الماضية من خلال جملة البرامج والأنشطة التربوية المختلفة على مراجعة وتطوير برامجها التربوية خاصة تلك التي تعنى بمواكبة التعليم لحاجات سوق العمل، وتأتي هذه الندوة خلال الأيام الثلاثة لانعقادها لتوفر في سياق متواصل فرصة مهمة لتبادل المعرفة والخبرة مع مجموعة واسعة من الخبراء والمختصين على الصعيدين المحلي والدولي في كل ما من شأنه تطوير كفاءة النظام التعليمي في القرن الحادي والعشرين.
وأكمل قائلاً: أما أهداف تنظيم هذه الندوة فتتمثل في:التعرف على الإطار النظري والمفاهيمي لكفايات القرن الحادي والعشرين، والإطلاع على التجارب الدولية والإقليمية التي تعنى بدراسة كفايات القرن الحادي والعشرين وتأطيرها، والتعرف على واقع مخرجات النظام التربوي في السلطنة في ضوء كفايات القرن الحادي والعشرين، واستكشاف متطلبات سوق العمل العماني وفرص التوظيف على ضوء خطط التنمية الاقتصادية، والعمل على تحديد الكفايات التي يحتاجها سوق العمل العماني من مخرجات النظام التعليمي في السلطنة، وبناء وثيقة مرجعية حول كفايات القرن الحادي والعشرين في النظام التربوي بالسلطنة.
ثلاثة محاور رئيسية
وحول محاور الندوة ، قال الدكتور أحمد الهنائي: سوف تركز الندوة على ثلاثة محاور رئيسية وجملة من المحاور الفرعية: فالمحور الأول سيكون عن(الأنظمة التعليمية وكفايات القرن الحادي والعشرين)، وسوف يتناول العناصر الفرعية:الإطار المفاهيمي لكفايات القرن الحادي والعشرين (مهارات التفكير،الاتصال والتواصل، قيم المواطنة والعيش المشترك....إلخ)، ومداخل تطوير المناهج الدراسية والتقويم التربوي، وبيئة التعلم الصفية والمدرسية، والمعلم، والتقنية في ضوء كفايات القرن الحادي والعشرين.
وأضاف: أما المحور الثاني (التجارب الدولية في تدريس كفايات القرن الحادي والعشرين) فيتناول العناصر الفرعية: تجارب أنظمة تربوية دولية في مجال تدريس كفايات القرن الحادي والعشرين، وتجارب عدد من المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية التي اهتمت بموضوع الكفايات، وتجارب بعض المدارس الدولية في السلطنة حول موضوع تدريس كفايات القرن الحادي والعشرين.
مواصلاً: في حين سيتناول المحور الثالث والأخير (سوق العمل العماني وكفايات القرن الحادي والعشرين) الحديث عن:الكفايات التي يحتاجها سوق العمل العالمي في القرن الحادي والعشرين، وخطط التنمية الاقتصادية وفرص التوظيف في المجتمع العماني، والكفايات التي يحتاجها سوق العمل العماني، ومخرجات النظام التعليمي في السلطنة من وجهة نظر أصحاب الأعمال.
وعن أهم الاستعدادات التي تمت خلال الفترة الماضية من أجل انعقاد هذه الندوة أشار الدكتور أحمد بن محمد بن عبدان الهنائي رئيس فريق الإعداد للندوة إلى أنه تم الانتهاء من كافة الاستعدادات الفنية والإدارية اللازمة لانعقاد هذه الندوة حيث تم الانتهاء من كافة المطبوعات الإعلامية المتعلقة بالندوة، وتم التنسيق مع مديريات التربية والتعليم في المحافظات والجهات المعنية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجهات ذات الصلة بموضوع الندوة في داخل السلطنة وخارجها لترشيح الفئات التربوية التي ستشارك في هذه الندوة، إلى جانب العمل على توفير عدد من المترجمين الذين يتولون الترجمة الفورية لكافة أوراق العمل المقدمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية والعكس. وقد عملت اللجنة الرئيسية خلال الفترة الماضية على توفير كل ما من شأنه نجاح هذه الندوة لتحقق الأهداف المؤمل لها أن تحققها.
واختتم الدكتور أحمد بن محمد بن عبدان الهنائي - مستشار الوزيرة للعلاقات التربوية الدولية رئيس فريق الإعداد للندوة حديثه بالإشارة إلى مخرجات هذه الندوة فقال:تأمل الوزارة من خلال هذه الندوة تطوير إطار عام لكفايات القرن الحادي والعشرين بحيث تكون مرجعاً للسياسات التعليمية وبناء الخطط والبرامج التربوية في السلطنة.
حلقات نقاشية
وستتضمن الندوة عددًا من الجلسات النقاشية المتزامنة والتي تناقش عددا من المحاور المتعلقة بالندوة، وتهدف هذه الحلقات النقاشية إلى: تطوير فهم أكثر عمقًا حول موضوع الكفايات والتوجهات التربوية في القرن الحادي والعشرين، واستقراء تجربة التطوير التربوي في السلطنة انطلاقا من مدخل الكفايات اللازمة في القرن الحادي والعشرين، والاستماع إلى رؤى وتجارب أصحاب الأعمال ومؤسسات التعليم العالي حول الكفايات اللازمة التي ينبغي أن تعنى بها مدرسة القرن الحادي والعشرين، والعمل على استيضاح أهم الكفايات التي ترتبط بقدرة النظام التعليمي على الاستجابة للحاجات المتغيرة لسوق العمل وعلى إعداد المتعلم لامتلاك الكفايات اللازمة للتعلم مدى الحياة، والتعرف على أهم المهارات التي ينبغي العناية بها لتطوير قدرة المتعلم على التفاعل الإيجابي مع التغيرات المتسارعة التي تشهدها المجتمعات على الصعيدين المحلي والدولي في القرن الحادي والعشرين.
وسيشارك في هذه الحلقات عدد من الفئات ذات الصلة بالعملية التعليمية ومنهم: معلمون، ومشرفون، ومديرو مدارس، وطلاب من الصف الحادي عشر، ومن مخرجات الصف الثاني عشر، وأولياء أمور، وأصحاب أعمال، وباحثون عن عمل، ورواد أعمال،وأكاديميون، وأعضاء مناهج وتقويم تربوي.