يعد تقديم سوريا معلومات عن برنامج أسلحتها الكيميائية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مرحلة مهمة في عملية تفكيك ترسانتها من هذه الأسلحة، بناءً على موافقتها على تدميرها وفقاً لاقتراح روسي أمريكي يهدف إلى تجنيبها ضربة عسكرية أمريكية.
فالاقتراح الذي تمّ التوصل إليه بعد عملية دبلوماسية دولية مكثفة في أعقاب الهجوم بالغاز السام على ضواحي دمشق الشهر الماضي، وراح ضحيته مئات الأبرياء، أتي بنتائج إيجابية لجهة تحييد الأسلحة الكيميائية في القتال بين الأطراف المتناحرة في سوريا، وفي ذات الوقت تسبب في تليين مواقف النظام السوري فيما يتعلّق بالقابلية للتفاوض بحثًا عن مخارج للوضع المتأزم في سوريا..
وفي هذا الإطار، يمكن قراءة تصريحات نائب رئيس الوزراء السوري، باستحالة الحسم العسكري للحرب الدائرة الآن في سوريا سواء لصالح الحكومة أو المعارضة.
وهذه كلها، مؤشرات وبوادر ينبغي توظيفها لتكريس الحل السلمي للأزمة من خلال عملية دبلوماسية واسعة برعاية أمريكية روسية في مؤتمر جنيف 2 .
كما أنّ اجتماعات الأمم المتحدة التي تجمع قادة العالم في نيويورك بعد غد، تعد سانحة مواتية لإطلاق مشاورات واسعة بين الرؤساء للتأسيس لمسيرة سلمية لهذا الصراع الدامي عالي التكلفة..
وما أعلن عن لقاءات بين زعماء دول لهم مواقف متباينة حول الملف السوري، يمكن أن يدفع إلى الواجهة الحلول السلمية للصراع، من خلال الضغط على طرفي الصراع للجنوح للسلم.
فالغرب من جهة يستطيع الضغط على المعارضة للتخفيف من سقف مطالبها المعلنة شرطًا للتفاوض، وفي المقابل تستطيع روسيا وإيران ممارسة ضغوط على نظام الأسد للقبول بانخراط جاد في عملية سلمية تفضي إلى حل شامل للصراع الذي طال أمده وتزايدت خسائره..
إنّ قناعة طرفي الصراع في سوريا ببديهية أن الحل السياسي هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء الحرب، هو البداية الحقيقية للحل السلمي، وبدون ذلك فإنّ الصراع مرشح للمزيد من الاستمرارية والضراوة.