تويت
مسقط- أمل الجهورية
اختتمت لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى العماني زياراتها المديدانية لمديريات التربية والتعليم بالمحافظات والتي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع متتالية زارت من خلالها اللجنة إحدى عشرة محافظة والتقت بأكثر من ألف معلم ومعلمة واستمعت لمقترحاتهم وأفكارهم، وذلك لتعزيز دراستها حول واقع المعلم بالسلطنة والوصول لنتائج من شأنها دعم مكانة المعلم وتعزيز واقعه، حيث تمثلت المقترحات والمطالبات من قبل المعلمين في مجالات متعددة منها ما يتعلق بالمعلم ويهدف لتحسين وضعه المادي ومكانته الاجتماعية، وتعزيزه بالبرامج التأهيلية والتدريبية التي تربطه بتطورات التعليم ومستجداته، ومنها ما يتعلق بالنظام التعليمي من حيث عدد الحصص، ونوعية المناهج، ومدى الموازاة بين الكم والكيف في تحقيق عائد تعليمي مجيد، ومنها ما يتعلق بالبيئة التعليمية ويركز على تهيئة البيئات المدرسية لنوع التعليم من حيث توفير القاعات المناسبة، وتهيئة متطلبات التعليم الإلكتروني وتزويد المدارس بالأنظمة التعليمية الحديثة، واستطاعت تلك المقترحات أن تجسد الواقع وتضع النقاط الهامة التي يمكن من خلالها الارتقاء بالتعليم والمعلم معًا من خلال جهود تكاملية تتمثل في أداء المعلم لواجباته وحصوله على حقوقه بما يساهم في إيجاد منظومة تعليمية أفضل .
تمثلت مطالبات المعلمين في المحافظات التعليمية في مجموعة من المقترحات والتحديات التي تواجه المعلم حيث مثل موضوع زيادة الرواتب مطلباً ملحًا للمعلمين، هذا بالإضافة إلى التأكيد على أهمية وضع قانون خارج الخدمة المدنية للمحاسبية، والعناية بالجانب الترفيهي للمعلم وتعزيز مكانته اجتماعياً ووظيفياً، وتطرق المعلمون أيضا إلى جوانب متعددة متعلقة بالمناهج الدراسية وأهمية تحديثها ومناسبتها لواقع العصر، وأهمية توفير متطلبات التعليم في البيئات المدرسية من أجل تسهيل أداء المهام على المعلم، وتحدث بعضهم عن عدد من الجوانب المرتبطة بترقيات المعلمين وتأخرها وأثر ذلك على مستوى الأداء لدى المعلم كونه مرتبط بجانب التحفيز في العمل، وطرقت بعض المعلمات لجوانب متعلقة بالمبنى المدرسي ومدى مناسبته واحتوائه لكل المرافق الضرورية للتعليم وكذلك لممارسة النشاط، وتوفير الكوادر التدريسية والإدارية وفقاً لحجم المدرسة وعدد الطلاب فيها، كما ركز اللقاء على مجموعة من المحاور الهامة التي تلامس واقع المعلم منها إعداد المعلم قبل العمل من خلال المناهج التي يتلقاها في الجامعات والكليات، وموضوع الرضا الوظيفي الذي يعد عاملاً هامًا في نجاح العمل، ولابد من الحرص على تحقيقه لدى المعلمين لتحقيق عطاء أفضل، كما تناولت المناقشات جانب تأهيل المعلم أثناء العمل من خلال كم ونوع البرامج التدريبية المقدمة من قبل الوزارة ومدى فاعليتها في إثراء معارف المعلم والارتقاء بأدائه المهني، كما تمّ الحديث على جانب الموازنة بين الحقوق والواجبات بحيث يكون المعلم مطلعًا على حقوقه حاصلا عليها مما يدفعه لأداء واجباته على أكمل وجه، كما تطرق بعض المعلمين في المحافظات إلى أهمية وجود نقابة للمعلمين تعنى بحقوقهم وتحاسبهم على أداء واجبهم وتوضح لهم خارطة الطريق في اختصاصات المعلم التي تبدو غير واضحة، كما طالب عدد من المعلمين من حملة الدبلوم ممن لهم عهد طويل بالمهنة بمنحهم الفرصة لإكمال دراستهم العليا، ورفدهم بالبرامج التدريبية التي تضعهم على مستجدات العمل التربوي، وكذلك تحسين أوضاعهم المادية تقديرًا لدورهم الكبير في خدمة الحقل التربوي، وطالبت المعلمات بأهمية تحقيق الأمن النفسي لدى المعلمات لاسيما لمن يتم تعيينهن في مناطق نائية من خلال توفير السكن المناسب والآمن خلال فترة عملهن في مناطق تبعد عن محافظاتهن، كما طالبن بأهمية وجون حاضنة لأطفالهن، وكذلك وجود نادٍ مخصص للمعلمين، وتمثلت مطالبهم أيضا في العناية بتعزيز المعلم المجيد ومحاسبة المقصر لأن ذلك سيعمل على الرقي بالمهنة، كما اقترح المعلمون أهمية إعادة فتح كليات التربية نتيجة للنقص الكبير في أعداد المعلمين والذي يتسبب في تأخير العملية التعليمية، هذا إضافة إلى وجود المدارس المهنية التي توفر خيارًا بديلاً للطلبة من ذوي الميول المهنية المختلفة.
وحول نتائج هذه الزيارات وأهميتها أوضح سعادة محمد بن راشد القنوبي رئيس لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى قائلاً: إننا نستشعر مدى أهمية التغيير والتطوير في واقع المعلم حيث لمسنا خلال لقاءاتنا بالمعلمين في جميع المحافظات التعليمية التي قامت بها اللجنة مؤخراً مدى عناية المعلم بتغيير واقعه وحرصه على أداء مهنته في ظروف مادية واجتماعية وتعليمية أفضل مما هي عليه اليوم، ونحن في هذا المجال لا ننكر الدور الكبير التي تقوم به وزارة التربية والتعليم في متابعة ورصد واقع التعليم في السلطنة ورفده بمختلف المستجدات العربية والعالمية وكذلك الاستماع للمعلمين وتعزيزهم بالجديد؛ ولكننا نسعى جنباً إلى جنب مع تلك الجهود للتطوير والارتقاء بالمعلم العماني من خلال الدراسة التي تقوم بها اللجنة؛ وأشار القنوبي إلى أن ما طرحته اللقاءات من مقترحات ورؤى يعد جانباً هاماً سيثري هذه الدراسة بالتأكيد، ونحن في الفترة الحالية سنسعى جاهدين لمناقشة جميع المطالبات والمقترحات التي قدمها المعلمون وبلورتها في شكل توصيات سنجتهد بالتعاون مع المختصين في وزارة التربية لجعلها نقاطا للارتقاء بالواقع التعليمي عمومًا وبالمعلم بشكل خاص.
وأكد الشيخ سعود بن سالم العزري مستشار معالي وزيرة التربية والتعليم قائلاً: في ختام زياراتنا للمحافظات التعليمية فإننا نستشعر مدى أهمية مثل هذه اللقاءات التي تعد استكمالاً لجهود المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم  الموقرة التي تولي المعلم اهتمامًا واضحًا وتسعى جاهدة  لتسخير مختلف الظروف لجعله يتبوأ المكانة التي تليق به علمياً ومعرفياً واجتماعياً.