النيادي: جائزة الرؤية لمبادرات الشباب تسهم في تجويد وتطوير المشروعات
الطائي: القطاع الخاص يعاني من الاحتكار والتجارة المستترة
"الغرفة" حريصة على تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للشباب
حلقة عمل تعريفية بريادة الأعمال ضمن فعاليات الجائزة بالظاهرة.. اليوم
التعريف بالجائزة وأهدافها في حلقة عمل جديدة بالداخلية.. غدا
البريمي - سيف المعمري
تصوير/ راشد الكندي
أكد المكرم الشيخ أحمد بن ناصر النعيمي عضو مجلس الدولة أن جائزة الرؤية لمبادرات الشباب تمثل بادرة متميزة وحافزاً كبيراً للشباب، ومنطلق مهم لريادة الأعمال، معرباً عن أمله في أن تتواصل المبادرات الأخرى الداعمة للشباب، سواء كانت من الجريدة أو من جهات حكومية أو خاصة.
ورعى النعيمي حلقة ريادة الأعمال التي نظمتها جريدة الرؤية للتعريف بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب، وذلك بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عُمان فرع البريمي، بحضور عدد من المسؤولين ومساعد والي البريمي ونائب رئيس المجلس البلدي، وعدد من أصحاب وصاحبات الأعمال ولفيف من شباب المحافظة.
وأشار النعيمي إلى أنّ الشباب يحظى بالاهتمام السامي، وهو ما تمثل في الكثير من مجالات الدعم والرعاية، موضحًا أن الشباب يأتون في أولوية الاهتمامات بفكر جلالته. وتابع أن صندوق الرفد الذي أعلن عنه جلالته- حفظه الله ورعاه- يأتي ترجمة لأهداف ندوة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي تحفز الشباب للعمل وتمكينهم في مشاريعهم الخاصة.
وتأتي فكرة جائزة الرؤية لمبادرات الشباب ضمن رؤية جريدة الرؤية في تبني نهج "إعلام المبادرات" وتركز من خلالها على البحث عن أفضل المبادرات والمشاريع والابتكارات الشبابية بهدف التعريف بها وأصحابها بما يؤسس قاعدة جديدة. وتهدف الجائزة إلى تحفيز فئة الشباب وإبراز إبداعاتهم ومهاراتهم وقدراتهم الابتكارية في مختلف المجالات العلمية والثقافية والفنية والاجتماعية والإعلامية والتطوعية والرياضية والمشاريع التنموية، وتجديد روح الإبداع والابتكار لديهم بما يحقق المساهمة الفاعلة في الدفع بمسيرة التنمية الشاملة في مستويات ومجالات مختلفة.
تجديد وتطوير
وفي بداية حلقة العمل، ألقى الشيخ بطي بن محمد النيادي رئيس فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة البريمي كلمة أشاد خلالها بجائزة الرؤية وما تحمله من معانٍ ورؤىً تبعث على التجديد والتطوير وإذكاء روح المنافسة بين الشباب المشاركين في فئات الجائزة المتعددة. وأوضح أن ذلك سينعكس على الشباب بالإيجاب، سواء في مشاريعهم وأفكارهم الإبداعية أو حياتهم الشخصية، مشيرا إلى أن الإبداع وتحفيز الذات على تقديم الأفضل مدعاة لتنمية القدرات وصقل المهارات في شخصية الإنسان. وأكد أن القطاع الخاص في أمس الحاجة هذه الأيام إلى مثل تلك الخصائص والعناصر الإيجابية التي تدعو إليها جائزة الرؤية لمبادرات الشباب، مبيناً أن تثقيف وتعريف الشباب بأهمية العمل الحر وتشجيعهم على ممارسته والتميز فيه، مطلب أساسي للتنمية التي ننشدها جميعاً في هذا البلد العزيز.
وشدد النيادي على حرص وسعي الغرفة الدائم على تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للشباب الراغب في الانضمام إلى ركب شركات القطاع الخاص، مشيراً إلى أن هذه الشركات في تزايد مستمر وفي نمو وتطور ملموس. وزاد أن هذا الأمر انعكس على أسواق محافظات السلطنة بلا استثناء؛ حيث أصبح للشركة العمانية وللمنتج العماني جمهور واسع وإقبال أكثر عما كان عليه الحال في السنوات القليلة الماضية. واعتبر النيادي ذلك إشارة إلى أنّ القطاع الخاص وبالتعاون الدائم مع الجهات المعنية بالشأن الاقتصادي قادر على تلبية الكثير من المتطلبات والاحتياجات المختلفة للسوق المحلي، وبما يتناسب مع النظرة المستقبلية للاقتصاد الوطني الهادفة إلى بناء قطاع خاص قادر على تلبية متطلبات التنمية في جميع مجالاتها والمساهمة في تنويع مصادر الدخل.
أهداف الجائزة
ومن ثم بدأت الحلقة بكلمة ألقاها حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية، قال فيها إنّ الهدف من هذه الحلقة هو التعريف بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب وفكرة الجائزة؛ حيث نبعت فكرة الجائزة من منطلق ما أطلقنا عليه إعلام المبادرات. وأوضح الطائي أنّ المرحلة الحالية التي تمر بها السلطنة تحمل أهمية بالغة، وعلى الإعلام ألا يكتفي بنقل الخبر بل عليه أن يساهم في صناعة الخبر والأحداث التي تهم السلطنة. وأكد الطائي أن الإعلام يؤدي دورا بارزا في النهوض بالمجتمع، مشيرًا إلى أنه مطالب بتحمل مسؤوليته كاملة في التنوير وطرح المبادرات. وتابع أنه من هذا المنطلق تم طرح فكرة إعلام المبادرات، والتي تأتي جائزة الرؤية لمبادرات الشباب كجزء من مجموع من المبادرات التي تقوم بها الجريدة. ولفت إلى أن المرحلة الحالية التي تمر بها السلطنة تحتاج إلى تضافر الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني ومختلف الجمعيات والمواطنين بشكل عام، لتحقيق التناغم في الوصول إلى أهداف التنمية المرجوة.
وأضاف الطائي أن الحكومة لا يمكن أن تقوم في هذه المرحلة بجميع المتطلبات على غرار ما كانت عليه في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، موضحًا أنها ليست مطالبة بأن تقوم بكافة المهام، وينبغي على المواطن والقطاع الخاص أن يكون شريكا في التنمية ويحقق نوعاً من التكامل وتعزيز الشراكة في المجتمع، كما أن الإعلام مطالب بالتعاون مع المجتمع المدني والحكومة وغيرها من الجهات لخدمة الصالح العام وهذه نقطة أساسية يجب التركيز عليها.
وأشار الطائي إلى أنّ القطاع الخاص مطالب بالكثير، وعلى الرغم من أنّ هناك الكثير من المعوقات والتحديات إلا أنه لا يجب أن تقف الجهود عند حد معين من التنمية وعن الدور الذي تلعبه. وتابع أن أبرز التحديات التي تواجه القطاع الخاص تحديين أساسيين؛ وهما مشكلة الاحتكار ومشكلة التجارة المستترة. وأوضح أنه لكي يصبح القطاع الخاص متفاعلاً مع المجتمع، يتعين على الجميع التعاون والتكاتف لتحقيق أهداف التنمية. ودعا الطائي إلى زيادة أعداد الشركات الفاعلة في المجتمع، موضحاً أن عدد الشركات الحاصلة على السجلات التجارية بالسلطنة يبلغ 137.000 شركة على الأقل، غير أن هذا العدد الهائل من السجلات التجارية يكشف عن أن الشركات المسجلة في الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية- أي الشركات التي توظف مواطنين عمانيين وهذه مسألة أساسية- لا تتجاوز 13.000 شركة، بمعنى أنها تمثل أقل من 9 % من الشركات الفاعلة، وباقي الشركات المسجلة عبارة عن محلات صغيرة، لكنها ليست فاعلة بالمعنى الذي نطمح إليه.
وأوضح رئيس تحرير جريدة الرؤية في كلمته خلال حلقة العمل، أنه من هذا المنطلق كانت الدعوة من سيح الشامخات في ندوة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتأسيس المشروعات ودعم الشباب، وهو أمر بالغ الأهمية؛ حيث إنّ 70% من سكان السلطنة في عمر الشباب، وبالتالي فإنّ الجميع مطالب بالسعي لدعم الشباب وتمكينهم في الأعمال وإقامة شركاتهم الخاصة، وتأسيس المستقبل الواعد لأبناء الوطن. وأكد الطائي أنّ ندوة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خرجت بقرارات مهمة، وفي مقدمتها إنشاء الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وصندوق الرفد، والذي يعول عليه الجميع في أن يحقق الأهداف المنشودة من إنشائه، مع بدء عمله بداية العام المقبل، وأن ينشئ فروعًا بالمحافظات لدعم الشباب الذين هم وقود المستقبل.
ومضى الطائي يقول: "إننا عندما نتكلم عن المجتمع المدني نعني بذلك جمعية المرأة العمانية وجمعية الصحفيين وغرفة تجارة وصناعة عمان، وغيرها من المؤسسات والجمعيات الأهلية، والتي عليها أن تقوم بدورها الأساسي والمتمثل في استكمال وتعزيز الدور الحكومي لتحقيق رفاهية المواطن، وهذا الأخير مسؤول عن هذه التنمية". وزاد أن الحديث عن أن المواطن هو هدف التنمية، يعني أن كل مواطن مطالب بتحمل مسؤوليته الكاملة في ذلك، وإذا لم يكن لديه الوعي والقابلية والإرادة، بالتالي لن نتمكن من إحراز أهداف التنمية التي تهدف في الأساس إلى الارتقاء بالمواطن الذي هو اللاعب الأساسي ومحور نجاح عملية التنمية في بلادنا، كما أنّ الشباب مطالب بالكثير خلال الفترة المقبلة.
وأكد الطائي أن الحياة بها العديد من الصعوبات والتحديات، لكن على الجميع أن يبدأ العمل ويواصل المسيرة ويتجاوز العقبات.
عرض مرئي
تلا ذلك، قيام إسحاق بن هلال الشرياني المدير العام لمركز الطموح الشامخ للتجارة والحاصل على جائزة الرؤية الاقتصادية لعام 2011 عن فئة المبادرات الفردية، بتقديم عرض مرئي حول الجائزة، مسلطًا الضوء على الأهداف العامة للجائزة، وأهم شروطها وفئاتها، والتي تشمل 7 مجالات هي أفضل مؤسسة أو شركة ناشئة، المجال العلمي، مجال الثقافة والفنون، أفضل مشروع إعلامي، أفضل مشروع إلكتروني، المجال الرياضي، العمل التطوعي وخدمة المجتمع.
ومن ثم استعرضت راية العلوية وهي من رائدات الأعمال بمحافظة البريمي، وتمتلك مشروع مدرسة خاصة، وحصلت العام الماضي على جائزة الرؤية إلى جانب حصولها على جائزتين أخريين خلال نفس العام في المجالات التربوية وريادة الأعمال بالمحافظة، وقد تحدثت عن المراحل التي مرت بها والعقبات التي تجاوزتها وأهمية الدور الذي تقوم به جريدة الرؤية في تحفيز الشباب على العمل والإنجاز. وأكدت العلوية أن جائزة الرؤية لمبادرات الشباب فرصة سانحة لكل الشباب للبدء في تنفيذ أحلامهم بامتلاك مشاريع وأعمال تحقق لهم طموحاتهم، وتضمن لهم دخلاً مجزيًا وتسهم في توظيف الكوادر العمانية من الشباب في مشاريعهم.
مناقشات ومداولات
ومن ثم، تمّ فتح المجال للمناقشات التي تمحورت حول الخطوات الأولى التي تواجه الشباب العماني عند البدء في مشاريعهم الخاصة، ومطالبة الجريدة بتبني المبدعين في المجال العلمي ورفع قيمة الجائزة المالية للجائزة.
فيما أكد حاتم الطائي أن الجائزة لا تتبنى المشاريع بنسبة 100% وخاصة العلمية منها، لكن يتم دعم المشاريع إعلاميًا حتى تصل إلى المؤسسات التي تمتلك إمكانيات أكبر، وتقوم بدعمها، وبالتالي تسهم الجريدة في التعريف بتلك المبادرات والمشاريع، والتي تتيح المجال للتعريف بهؤلاء الشباب وبمجالات إبداعهم. وحول رفع قيمة الجائزة المالية، أوضح الطائي أن الفكرة جيدة، وإدارة الجائزة ستبحث الفكرة خلال الفترة المقبلة. وشدد الطائي على أنّ المرحلة المقبلة ستوسع الجريدة رقعتها الجغرافية في إقامة الندوات، بحيث تخرج من محافظة مسقط إلى المحافظات الأخرى، وسيتم عقد لقاءات متعددة خلال العام في المحافظات لشرح ما تتضمنه مبادرات الجريدة والتجديد الذي سيطرأ عليها.
إلى ذلك، تنطلق اليوم الثلاثاء بفرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الظاهرة حلقة عمل حول ريادة الأعمال التابع لجائزة الرؤية لمبادرات الشباب. وسيقدم فريق العمل خلال الحلقة نبذة عن الجائزة وأهدافها ومجالاتها وشروط الترشح لها بالإضافة إلى الفئة المستهدفة.
وسيواصل فريق العمل خلال هذا الأسبوع، تقديم حلقات في مختلف محافظات السلطنة، حيث سيقدم حلقة مماثلة غدًا الأربعاء في فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الداخلية ومحاضرة أخرى في فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الشرقية.