بروكسل- رويترز
قال محللون في بروكسل أمس إن فوز المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في الانتخابات العامة سيكسب أوروبا قوة دافعة جديدة خاصة فيما يتعلق بالمضي قدمًا في الوحدة المصرفية.
ويحاول قادة أوروبا استيضاح رأي ميركل بشأن خطط لإنشاء اطار موحد لجميع البنوك في الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة ويتطلعون كذلك إلى معرفة الخطوات التي تبدي المستشارة الألمانية استعدادًا لاتخاذها لتعزيز الوحدة النقدية.
وقال يانيس ايمانوليديس وهو محلل كبير بمركز السياسة الأوروبية "ستكون هناك الآن قوة دافعة أكبر خصوصا في قضايا الوحدة المصرفية. أتوقع أن نرى قرارات تتخذ بعد انتهاء المحادثات الائتلافية.. وبنهاية العام أو بداية العام المقبل ستكون هناك قوة دافعة أكبر."
وثمة إشارات على أنّ ألمانيا مستعدة للمضي قدما في شكل أقل شمولا للوحدة المصرفية من الذي اقترحته المفوضية الأوروبية متجنبة بذلك تغيير معاهدة الاتحاد الاوروبي بينما تبقي بنوكها تحت الإشراف الوطني خاصة وأنّها مسألة ذات حساسية سياسية.
ورغم فوز ميركل في الانتخابات التي أجريت يوم الأحد (22 سبتمبر) فلا تزال بحاجة إلى شريك ائتلافي من بين المنافسين من تيار يسار الوسط. بل إنّ المضي قدمًا في طريق الوحدة الأوروبية يحمل تحديات أكبر.
فمن احتمال إعفاء اليونان من مزيد من ديونها إلى تقديم مساعدات أكبر للبرتغال واقتصاد إسبانيا الضعيف على نحو خطير وعدم الاستقرار السياسي في إيطاليا ومقاومة فرنسا لإصلاحات بعيدة المدى يمتلئ المشهد الأوروبي بالشراك.
وربما تعزز نتيجة الانتخابات دور ميركل المركزي في إبعاد شبح انفراط عقد القارة العجوز.
وقال فابيان تسوليج كبير الاقتصاديين في إي.بي.سي إن دور ميركل في الأزمة منحها ثالث وأكبر فوز لها في الانتخابات العامة.
وأضاف تسوليج "ميركل فازت بهذه الانتخابات ليس على الرغم من أزمة اليورو ولكن بسبب أزمة اليورو. الألمان سعداء حقًا بأنّ شخصًا ما اظهر القيادة.. هم ربما لا يكونون متفقين مع كل تفاصيل الحلول لكن كان ينظر إليها على أنّها مصدر للثقة ويمكنكم أن تروا في جميع الانتخابات والتصويت الفعلي أنها كانت محل ثقة أكبر بكثير من أي سياسي آخر للتعامل مع أزمة اليورو هذه."
كما تواجه الزعيمة الألمانية مهمة شاقة في إبقاء بريطانيا في صف الوحدة الأوروبية وألا تتركها توقف المزيد من التكامل في منطقة اليورو أو تحول الاتحاد الأوروبي إلى تكتل تختار فيه أي دولة شروط العضوية التي تروق لها.
وقال رئيس لجنة الخدمات المالية بالاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه إنّ المستشارة الألمانية تقدم بصورة عملية التقييم السليم لبروكسل.
وقال في إفادة صحفية "ما يمكنني قوله عن المستشارة الألمانية هو أنها سيدة لديها قدر كبير من الحس السليم ولديها طاقة كبيرة وجانب كبير من النزعة العملية وهي بوضوح شخص لديه قناعات اوروبية. كل هذه صفات.. هذا النوع من الطاقة وهذا الانخراط وهذه القناعات.. هي التي نحتاجها وتحتاجها أوروبا."
وستحدد السنوات الأربع المقبلة ما إذا كان بإمكان ميركل الخروج من الحلبة المحلية لتكون زعيمة لكل اوروبا وان تفعل ذلك بطريقة لا تخل بالتوازن القائم مع فرنسا منذ أعقاب الحرب العالمية الثانية.