تجسد الندوة الوطنية "التعليم وكفايات القرن الحادي والعشرين" التي تختتم أعمالها اليوم بتنظيم من وزارة التربية والتعليم، حلقة من سلسلة مستمرة، وجزءًا من سياق متصل في الاهتمام بالتعليم في السلطنة باعتباره حجر الأساس في التنمية البشرية، والركن المكين في عملية التطور والتقدم.
ويترجم هذا الحدث التربوي المهم التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- الذي يؤكد على الدوام أهمية التقييم الشامل للتعليم، وضرورة الارتقاء بمخرجاته لتواكب تحديات العصر ومتغيراته، ولتكون مخرجاته في المستوى الذي يستجيب لمتطلبات سوق العمل وحاجات التنمية المتجددة، وبما يخدم التنمية البشرية، ويحقق غايات البناء والتطوير.
ولأنّ التعليم، حقل متحرك، يشهد في كل يوم مستجدات، تهدف إلى الارتقاء بمخرجاته، وتوظيف التقنيات في إيصال الرسالة العلمية، ينبغي تكريس اهتمام متزايد لملاحقة هذه التطورات بما يخدم العملية التعليمية، ويعظم مردوداتها.
وتأتي ندوة التعليم وكفايات القرن الحادي والعشرين بهدف التفاعل الإيجابي مع معطيات القرن الحادي والعشرين لتطوير كفاءة النظام التعليمي، من خلال تبادل المعرفة والخبرة مع مجموعة واسعة من المختصين على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية، لصياغة الكفايات التي يحتاجها المتعلم في القرن الحادي والعشرين، والتي يجب أن تأخذ في الاعتبار حزمة من المتغيرات المتسارعة التي تشهدها البشرية، وفي مقدمتها الثورة التكنولوجية التي يتعاظم أثرها يومًا بعد آخر في حياة الإنسان حتى أصبحت واحدة من المتغيرات الرئيسية التي تلقي بظلالها على أنماط الحياة ووسائل العيش إضافة إلى تأثيرها على إعادة صياغة الاتجاهات الفكرية وتشكيل الهوية الثقافية والبناء القيمي للمجتمعات.
هذا الدور المتزايد للتكنولوجيا في حياة النّاس اليومية، يجب توظيفه في مسيرة التطوير التربوي بالسلطنة بما يؤهل المتعلم للتعاطي بإيجابية مع هذه المتغيرات.