الخرطوم- رويترز
رفع السودان أسعار الوقود وغاز الطهي للمثلين تقريباً أمس الإثنين، سعيًا للسيطرة على الموازنة وسط أزمة اقتصادية تثير حالة استياء واسعة النطاق.
وتحدّث الرئيس عمر حسن البشير لمدة ساعتين على شاشة التلفزيون معلناً خطة رفع الأسعار. ونجا البشير من انتفاضات "الربيع العربي" التي أطاحت بعدد من زعماء المنطقة غير أنّ كثيرًا من المواطنين يشكون من ارتفاع أسعار الغذاء والفساد ومنازعات عنيفة وارتفاع نسبة البطالة. وقال عامل في محطة وقود طلب ألا ينشر اسمه "جرى إخطارنا للتو برفع الأسعار. الزيادة كبيرة ونخشى أن يغضب الناس". وفقد السودان 75 بالمئة من احتياطيات النفط - وهو المصدر الرئيسي للإيرادات والعملة الصعبة لاستيراد الغذاء بعد استقلال جنوب السودان في 2011. ورفعت محطات الوقود في العاصمة الخرطوم سعر البنزين إلى 21 جنيهًا سودانياً (نحو ثلاثة دولارات على أساس السعر في السوق السوداء) من 12 جنيهًا. كانت الحكومة بدأت تقليص دعم بعض أنواع الوقود في يوليو 2012، وقمعت احتجاجات محدودة استمرت عدة أسابيع. وقال عامل في محطة وقود إنّ سعر جالون الجازولين الذي تستخدمه الشاحنات ارتفع إلى 14 جنيهاً من 8.5 جنيه. وزاد سعر أسطوانة غاز الطهي إلى 25 جنيهاً من 15 جنيهًا. وفي مؤتمر صحفي بثه التلفزيون، قال البشير إنّ السودان لم يعد قادرًا على تحمل تكلفة الدعم الذي قال إنه يحمل الخزانة 15.5 مليار دولار سنويًا استنادًا لسعر الصرف الرسمي.
وأطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع أمس في العاصمة الخرطوم لتفريق مئات من المحتجين على قرار رفع أسعار الوقود. وبعد ساعات من تعديل الأسعار داخل محطات البنزين تجمع نحو 800 من المحتجين في وسط الخرطوم وهتفوا "لا.. لا لزيادة الأسعار" بينما هتف آخرون مطالبين برحيل البشير "ارحل.. ارحل". ووصلت قوات الشرطة وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد. وقال أستاذ جامعي طلب عدم الكشف عن هويته إنّه سيجد صعوبة شديدة في توفير متطلبات المعيشة بعد رفع أسعار الوقود. وأضاف "أريد حقاً مغادرة السودان". وقال عامل في محطة وقود إن سعر جالون الجازولين الذي تستخدمه الشاحنات ارتفع إلى 14 جنيها من 8.5 جنيه. وزاد سعر أسطوانة غاز الطهي إلى 25 جنيها من 15 جنيها. وتقول الحكومة إن التضخم السنوي انخفض إلى 23.8 في المئة في يوليو من 37.1 في المئة في مايو، لكن محللين مستقلين يستبعدون تلك الأرقام ويقولون إنّ معدل التضخم يبلغ 50 في المئة أو أكثر. وفقد الجنيه السوداني نحو ثلثي قيمته مقابل الدولار في السوق السوداء منذ انفصال الجنوب.