نقاشت حلقة العمل التي نظمتها جريدة الرؤية حول أساسيات ومبادئ ريادة الأعمال، آليات نجاح المشروعات وكيفية العمل على تطويرها ونموها، كما أكدت الحلقة على دور البيئة الخصبة للاستثمارات بالسلطنة في تأسيس الأعمال المحلية والأجنبية على السواء.
ونظمت الجريدة هذه الحلقة بفرع غرفة تجارة وصناعة عمان بخصب في محافظة مسندم. وقد رعى الفعالية سعادة السيد خليفة بن المرداس بن أحمد البوسعيدي محافظ مسندم، وذلك بحضور عدد من المسؤولين وممثلين للدوائر الحكومية ومواطنين. واعتبر سعادة السيد خليفة بن المرداس البوسعيدي محافظ مسندم أن جائزة الرؤية لمبادرات الشباب بادرة خلاقة تحفز الشباب على الإبداع. وقال إنّ الفئات المشمولة بالجائزة والبالغة 7 فئات، كافية وشاملة لأغلب أنواع المبادرات الشبابية، مما يتيح المجال لكل مبدع للمشاركة في الجائزة، وأضاف أنّه يجب تحفيز ودعم مثل هذه المبادرات.
الرؤية- فايزة سويلم الكلبانية
تصوير/ راشد الكندي
وأشار سعادته إلى أنّ القائمين على جريدة الرؤية خرجوا من الإطار الورقي إلى آفاق أوسع بالتواصل مع المجتمع والشباب العماني، مؤكدًا أهمية أن يكون للإبداعات الشبابية إسهام أكبر في المشاريع التنموية في السلطنة. وأبرز سعادته ضرورة منح الشباب مساحة للإبداع والريادة، مشيراً إلى قيام الجائزة بهذا الدور. وتابع سعادة خليفة البوسعيدي أن الأرض في مسندم وغيرها من المحافظات خصبة ومناسبة للإبداع، مما يعظم أثر مثل هذه المبادرات في تحفيز الإنتاج والعطاء.
وتضمنت حلقة العمل- التي نظمتها "الرؤية" بالتعاون مع الغرفة ومركز الطموح الشامخ ضمن البرنامج التعريفي بمسابقة جائزة الرؤية لمبادرات الشباب- تقديم عرض يشرح تفاصيل الجائزة وأهدافها.. إضافة إلى شرح عن أساسيات ومبادئ ومفهوم ريادة الأعمال، إلى جانب إيجابيات وفوائد الريادة، وتحديات ريادة الأعمال والأسس اللازمة لنجاح رواد الأعمال في تأسيس مشاريعهم وقيادتها بنجاح.
إعلام المبادرات
من جانبه، قال حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية في كلمة له خلال الحلقة: "سعداء بتواجدنا في خصب وهي رأس من رؤوس الجبال بمحافظة مسندم، وذلك لإقامة فعالية وهي جائزة الرؤية لمبادرات الشباب، التي تأتي من فكرة أساسية بدأناها من سنتين إلى ثلاث سنوات وهو ما أطلقنا عليه إعلام المبادرات".
وأضاف الطائي أن الوطن يعيش مرحلة جديدة، وهي مرحلة الشباب الذي يجب أن يسعى لتقديم كل ما بوسعه لخدمة المجتمع، نظرًا لأنّ خدمة المجتمع في الأساس مهمة وطنية على الجميع، مشيراً إلى أن عمان تستحق الكثير من أبنائها الأبرار. وأوضح الطائي أن الفكرة نبعت من خلال ما أطلقنا عليه إعلام المبادرات، ونهدف من خلالها لتجاوز دور الصحفي بالجلوس في المكاتب ليكون مشاركًا فاعلاً في المجتمع بمختلف المحافظات. وتابع أن الهدف لا يرتكز على الجائزة فقط، بل إنّ الهدف هو إقامة ورش عمل والالتقاء بالشباب الذين يمثلون 70% من السكان، باعتبارهم مستقبل عمان المشرق.
وأشار إلى أنّه في حالة بذل الجهد لتأسيس هؤلاء الشباب وتأهيلهم، لاستطعنا التطور خلال فترة زمنية قصيرة، وينبغي على الجميع في هذا السياق أن يتضافروا فيما بينهم، ولعل أبرز سمات المرحلة التي نعيشها الآن تضافر الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني بجمعياته المختلفة. وأكد أنّ الجميع يتعين عليهم أن يعملوا لهدف واحد وهو التنمية، نظرًا لأنّ الحكومة لا تستطيع أن تقوم بعمل كل شيء. وزاد أن التوظيف الحكومي- على سبيل المثال- لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، لأن مواقع الحكومة محدودة، وليست مفتوحة بشكل عام، وإذا ما استمر هذا النهج فالحكومة لن تستطيع أن تستمر في تقديم فرص العمل للشباب؛ حيث إنّ موارد الحكومة محدودة وليست مفتوحة بشكل عام.
ومضى يقول إنّ التوظيف الحكومي سيؤدي إلى بطالة مقنعة، موضحاً أن الهدف ليس الوظيفة وحسب، بل إنّ الهدف يتمثل في النهوض بهذا الوطن من خلال العمل في مختلف القطاعات، داعيًا القطاع خاص وغرفة تجارة وصناعة عمان إلى العمل على خدمة المجتمع، من خلال التحفيز وتوفير الفرص، وغيرها من الآليات التي تسهم في تحقيق نتائج إيجابية.
ولفت الطائي إلى أنّ هذه المرحلة في تاريخ عمان الحديث، تبرز تحديات أساسية؛ في مقدمتها التنويع الاقتصادي؛ حيث لا يمكن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل على المدى البعيد، نظرًا لأنّه مخزون وطاقة غير متجددة، سيأتي يوم وتنفد. غير أنه أشار إلى أنّ النقطة الأبرز تتمثل في ضرورة التحول عن هذه الطاقة النفطية، والاستعداد لمرحلة أخرى بعد النفط، بما يساعد على التوسع في المشاريع وتنويع الخدمات.
وأكد الطائي أنّ الواقع يفرض على الجميع أن يمنح الفرص المتاحة للشباب، وهو ما دعت إليه قرارات ندوة سيح الشامخات؛ حيث إنّ التوجه الحالي من قبل المسؤولين وعلى رأسها صندوق الرفد، والذي سيبدأ العمل مطلع العام المقبل بهدف توفير الدعم المالي للشباب. وتابع أن مثل هذه الأمور ينبغي البناء عليها وتحقيق النقلة النوعية في إعادة تشييد الاقتصاد العماني بشكل عام، من خلال الفرص المتاحة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ودعا الطائي الشباب إلى إعادة التفكير في قضية التوظيف على أنها ليست مجرد الحصول على وظيفة فقط، بل صنع الذات والمساهمة في الارتقاء بالمجتمع. وشدد الطائي على ضرورة العمل بشكل مؤسسي من الآن وصاعداً، وأن تقوم المؤسسات الكبيرة بالمساهمة في تطوير برامج يستفيد منها الشباب سواء تدريبية أو تعليمية أو بعثات للخارج، بما يهدف إلى خلق شباب متمكن وقادر على أن يقوم باستحقاقات المرحلة المقبلة.
جائزة "الرؤية" للشباب
فيما قدم محمد بن رضا اللواتي رئيس تحرير مجلة الرؤيا ورقة عمل تعريفية بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب، وكيفية التسجيل. وقال اللواتي إنّ الجائزة تعمل على إبراز الابتكارات والمواهب الواعدة للشباب العماني، وتعزيز مفهوم الريادة والقيادة الاجتماعية لديهم، وتشجيع الشباب على التميز والإبداع في مختلف المجالات. إلى جانب تحفيز الشباب على المبادرة بتنفيذ المشاريع بشكل متميز. وحثّ اللواتي الشباب على بذل المزيد من العطاء والمشاركة في مسيرة التنمية الشاملة، وتعميق الشعور بالفخر والاعتزاز والانتماء والولاء للوطن، فضلاً عن تكريم وتقدير كفاءات وإبداعات الشباب على المستوى الدولي، وتشجيع روح المبادرة والعطاء لدى المشاركين في الجائزة.
وأضاف اللواتي أن الجائزة تتوزع على عدة مجالات؛ تتمثل في جائزة الرؤية للشباب لأفضل مشروع علمي، وتشمل: البحوث العلمية، الاختراعات، تقنية المعلومات، الهندسة، البيئة، والفلك. إضافة إلى جائزة الرؤية للشباب للثقافة والفنون، وتشمل: الشعر، القصة، الرسم، التصوير، الخزف، الأعمال اليدوية، والفنون الأدائية. وجائزة الرؤية للشباب لأفضل مشروع إعلامي، وتشمل: إعداد البرامج، التقديم، الإخراج، الإذاعة، الصحافة السينما، والأفلام القصيرة. كما تضم جائزة الرؤية للشباب لأفضل المشاريع التنموية وريادة الأعمال، وتشمل: المشاريع الاقتصادية، الاجتماعية، السياحية، والثقافية. إضافة إلى جائزة الرؤية للشباب لأفضل مشروع إلكتروني، وتشمل: تصاميم المواقع الإلكترونية، والبرامج..وغيرها من المجالات والابتكارات الإلكترونية. وجائزة الرؤية للشباب للرياضة، وتمنح لأبرز المجيدين في المجالات الرياضية. وأخيرًا: جائزة الرؤية للشباب لأفضل مشاريع خدمة المجتمع، تمنح للمشاريع التي ساهمت في خدمة المجتمع.
ريادة الأعمال
وأعقب ذلك تقديم محاضرة تعريفية بأساسيات ومبادئ ريادة الأعمال، والتي قدّمها إسحاق الشرياني مدير مركز الطموح الشامخ للتجارة. وقال الشرياني إنّ الاهتمام بالمشاريع الصغيرة في الدول المتقدمة بدأ في النصف الثاني من القرن العشرين في دول عديدة مثل اليابان، وقد حققت تلك المشاريع نجاحًا كبيراً في هذه الدول؛ حيث أصبحت من المصادر التقليدية لنمو الاقتصاد الوطني فيها، كما أنّها ساهمت في تخفيف حدة البطالة في كثير من الدول. وأوضح أنّ المنطقة العربية شهدت في العقود الأخيرة انتشارًا واسعاً للمشاريع الصغيرة، حتى إنها أصبحت ميزة العصر، وكان لها كثير من النتائج الإيجابية على المصالح الخاصة والعامة، فبات التوجه نحو العمل في المشاريع الصغيرة هو الشغل الشاغل لفئة كبيرة من الناس والحكومات. وأشار إلى أن المستثمرين الذين يملكون خبرات متواضعة، والذين يتطلعون إلى العمل وفق قواعد الملكية الخاصة واستقلالية القرار، يتطلعون دائماً إلى إنشاء مشروع صغير يعود عليهم بالفائدة والربح ويوفر لهم أسلوب حياة جيدة وتحسين مستوى المعيشة. وتطرق الشرياني إلى تفاصيل مفاهيم إدارة المشاريع الصغيرة وأثر جودة المشاريع الصغيرة في تخطيط تفصيلي يبين سياسة إدارة المشاريع وفق المعايير والأبحاث الجديدة المستوحاة من التجارب والأبحاث السابقة للمشاريع الكبيرة ومدى إتباع أحدث الوسائل المعاصرة في دراسة المشروع لتحقيق الهدف من ربحية المشروع والابتعاد عن فشله عن طريق إتباع الخطوات الإدارية الواجبة لإنشاء المشروع، وشرح إدارته والمخاطر والسلبيات والإيجابيات للمشروع الصغير لدى إنشائه.
ولفت إلى أنّ السلطنة بيئة خصبة للاستثمارات وإقامة الأعمال المحلية والأجنبية، كما أنّ السلطنة معروفة ببيئتها الثرية لإقامة الاستثمارات، حيث تمتاز السلطنة بالأمن الكبير والمجتمع الطيب. وأضاف أنّ القطاع الحكومي بات يقدم الدعم السخي لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لاسيما بعد تدشين صندوق الرفد، بجانب السماح لرواد الأعمال الملتحقين بالقطاع الحكومي للتفرغ لأعمالهم الخاصة، وجميعها عوامل ستنهض بقطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة في السلطنة.
خطوات النجاح
وأضاف الشرياني أن هناك مؤشرات حتى لمن بدأوا في الأعمال البسيطة كالبيع بالتجزئة؛ لأن يُصبحوا رواد أعمال ناجحين ورائدين في المستقبل، ولكن هناك العديد من الخطوات التي يجب أن يتبعها المرء حتى يمكن أن يصل إلى ما يريد من نجاح. وتابع قائلا إنّ من أهم عوامل النجاح التركيز في العمل؛ حيث يرى رواد الأعمال المبتدئون أنّ عليهم اقتناص كل فرصة سانحة، لكن يجب الحذر من التشتت، فإنّ اقتناص كل فرصة تلوح في الأفق سوف يحد من فعاليتك وإنتاجك، ومن الأفضل أن يقوم صاحب العمل بأمر واحد على أكمل وجه بدلاً من القيام بعشرة أعمال دون إجادة وإنتاج. وأوضح أن التخطيط أمر مهم جداً، فعلى سبيل المثال، عندما يتم رصد ميزانية الدولة، يجب على رواد الأعمال أن يفكروا في حجم المبلغ الذي يريدونه من هذه الميزانية، ليس كاستيلاء على موارد الدولة، وإنّما كمشارك في الخطط، ومستفيدًا من المشروعات.
ودعا الشرياني رائد العمل إلى أن يُتقن ما يفعله ويفعل ما يتقنه، بمعنى ألا يقوم رائد العمل بعمل ما لأنه مُغرٍ أو لأن عائده قد يكون مجزياً، بل عليه القيام فقط بما يحبه، وذلك لأنّ احتمالات النجاح للمشروع الذي يؤسسه بناءً على مواهبه وقدراته أكبر، وليس المهم أن يؤسس المرء عملاً للربح فقط، بل الأهم أن يكون سعيداً بما يفعله وراضياً عنه يوماً بعد يوم، فإذا كان قلبه بعيداً عن هذا العمل فلن ينجح فيه.
نصائح لرواد الأعمال
وتوجه الشرياني بالنصح لرواد الأعمال، حيث دعاهم إلى الحديث في الجوانب المفيدة فقط، وإذا صادفوا مستثمراً أوعميلاً يريد معرفة المشروع، فيكون الحديث عن المشروع بطريقة واضحة ومختصرة ولا تتجاوز الثلاثين ثانية لأنّ خير الكلام ما قلّ ودلّ. وتابع متوجهاً لرواد الأعمال: "تعرفوا على ما لديكم من معلومات وما ليس لديكم وابحثوا عمن يمتلك ما ليس لديكم. لا أحد على دراية بكل الجوانب، لذلك لا تقوموا بدور من يقول (أنا أعرف كل شيء) ولكن عليكم أن تحيطوا أنفسكم بالناصحين والمرشدين الذين يضعونكم على الطريق الصحيح كرجال الأعمال، وحاولوا العثور على الناجحين من ذوي الخبرة والمعرفة والذين يشاركونكم نفس الاهتمامات ولديهم نفس الأهداف في العمل، هؤلاء سيدركون قيمة العمل معكم على المدى الطويل".
وطالب الشرياني رائد العمل بأن يعمل كمبتدئ؛ حيث يجب نسيان موضوع المكتب الأنيق أو السيارة الفخمة أو حسابات المصروفات الضخمة، فإنّ حافظة النقود هي بمثابة إكسير الحياة للمشروع البادئ، لذا يستوجب ممارسة فن الاقتصاد، كذلك يجب أن يكون رائد العمل حريصاً على كل مبلغ ويراجع جيداً مصروفاته ويتأكد باستمرار من توفر السيولة لديه، بجانب ضرورة التعلم أثناء ممارسة العمل. وأوضح أنّه لا يوجد هناك كتاب عن المشروعات أو خطة للأعمال تستطيع أن تتنبأ بالمستقبل أو تعد صاحب العمل بأن يكون رائد أعمال ناجح، فليس هناك ما يسمى بالخطة المثالية، لذلك لا يجب الدخول في أي مشروع جديد دون تفكير أو تخطيط، ولكن في الوقت ذاته لا يجب إنفاق الشهور والأعوام في انتظار الفرص لتنفيذ الخطط، فرائد الأعمال الناجح يتعلم في ظروف العمل الصعبة، وأهم شيء هو أن يتعلم من أخطائه وألا يقع في خطأ واحد مرتين.
وتابع: لن يقوم أحد بإعطائك المال، ولن يقوم أحد بالاستثمار من خلال مشروعك، إذا كنت ستطلب رأس مال كبيرا لتبدأ به، فانظر إلى خطة مشروعك وابحث عن نقطة البداية أولاً قبل أن تحدد نقطة النهاية، وابحث عن الطرق المثلى لتكوين نموذج لمشروعك، وإذا كانت فكرتك ناجحة، فسوف تتحسن فرص جذب رأس المال من المستثمرين بشكل كبير. وكذلك، يجب أن تعتني بصحتك، فريادة الأعمال ليست مجرد عمل نظامي يبدأ في التاسعة صباحاً وينتهي في الخامسة مساءً، بل هي أسلوب معيشة، لذلك فإنّ الاستمرار في العمل إلى حد الشعور بالإرهاق سوف يستنزف قدراتك ويقلل من إنتاجيتك، فلا تلتمس الأعذار وتناول الغذاء الجيد ومارس التمارين الرياضية ودبر الوقت الكافي للعناية بنفسك. وختاماً، نصح الشرياني رائد العمل بألا يقع فريسة لأحلامه، ولا يتكلم إذا كان لا يستطيع أن يضع كلامه موضع التنفيذ، وعليه أن يمنح الآخرين الانطباع الجيّد من خلال العمل وليس الكلام، وأن يتجنب المبالغة في الحقائق وأن يراقب أهدافه جيداً ولا يتعامل معها على أنها أمر واقع. ويرى الشرياني أنه يجب على رائد الأعمال كذلك تعلم متى يجب أن يتراجع؛ حيث إنّه على عكس المقولة الشائعة بأن القبطان هو آخر من يغادر السفينة، فلا يجب على رائد العمل أن يتمادى في العمل من أجل إثبات الذات، ولكن عليه تعلم اختيار التوقيت الذي يتراجع فيه. فإذا وجد أن أفكاره غير مثمرة، فعليه التركيز على ما أدى إلى الوقوع في الخطأ، ويتعلم منه ثم القيام بتقييم العمل لمعرفة ما الذي كان يجب عليه تجنبه. بعد ذلك يجب تحديد هذه الأخطاء لتعلم الدرس المستفاد من أجل تحسين الأداء. ولا يمكن تفادي الفشل في بعض الأحيان، ولكن رائد الأعمال الحق هو من يستطيع التغلب على الشدائد. ويرى الشرياني أنّه من المهم تعديل بعض القوانين والتي تستظل بها أعمال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. واستعرض الشرياني في ختام حلقة العمل العديد من قصص رواد الأعمال العمانيين الكبار والذين بدأوا من الصفر، حتى وصلوا للقمة، واستطاعوا أن يساهموا في رفد الاقتصاد العماني بالمزيد من النجاحات.
الجلسة النقاشية
وركزت الجلسة النقاشية على استعراض دور لجنة التحكيم وآلية الاختيار والتنافس، وأوضح حاتم الطائي أن اللجنة تنظر إلى مدى جدية المشروع؛ حيث إنّ هناك العديد من المشاريع المنزلية أو التي قد تكون مازالت أفكاراً قيد التطبيق، ولا يمكن للجنة معرفة مدى نجاح المشروع أو وضعه من حيث الأداء. وقال إنه لهذا السبب فإنّ دراسة الجدوى مفيدة جداً للجنة لتنويرهم وتوضيح الصورة لهم، ودراسة الجدوى هنا بسيطة جدًا لا تتعدى الورقتين، وليست كالتي تطلبها المؤسسات المالية لمنح التمويلات. وتابع أن مسألة التوضيح المالي مطلوبة لإعطاء اللجنة لمحة عن أداء المؤسسة المالي وخططها وغيرها من الأمور، دون الحاجة إلى كشف أسرار المؤسسة. وأعرب الطائي عن أمله من المشاركين أن يولوا لجنة التحكيم الثقة وأن تدرك جيدًا أنّ كافة المعلومات التي سيتم تقديمها إلى لجنة المسابقة ستكون سرية وستقتصر فقط على التعرف على المشروع. ونوّه الطائي إلى أنّ عددًا من المسابقات العالمية في الأعمال التجارية تتطلب دراسات جدوى مبسطة، مشيرًا إلى أنّه يحق لأصحاب المشاريع الربحية وغير الربحية أن يتقدموا بأي عمل تطوعي مهما كان بسيطًا.