الخرطوم- الوكالات
أعلنت مجموعة من النشطاء السودانيين اختيار القاهرة محطة لبداية انطلاق حملة "حاصروا سفارات النظام" وتهدف الحملة التي أطلقها نشطاء بالخارج لدعم الثورة بالداخل إعلاميًا على المستويين الإقليمي والعالمي وسيتجه عشرات المناهضين للنظام اليوم الخميس نحو السفارة السودانية بالقاهرة وبالتنسيق مع أجهزة الإعلام العربية والعالمية، وذلك على خلفية تواصل الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم، حيث شهد يوم أمس الأربعاء اتساع رقعة المظاهرات التي بدأت محدودة أول أمس بمدينة ود مدني لتمتد إلى مدن الخرطوم الثلاثة وتعم ليلاً جميع أحياء العاصمة حيث احتشد آلاف المواطنين في شوارع رئيسية بالعاصمة .احتجاجاً على قرارات الحكومة السودانية برفع الدعم عن المحروقات وحالة الغلاء بالبلاد، وتؤكد روايات شهود عيان وقوع عدد من القتلى والجرحى خلال المظاهرات، وأبلغ طبيب من مستشفى النو أنه عاين بالمستشفى الواقع في أم درمان ما لا يقل عن ثلاث جثث قتلت بالرصاص، مؤكداً أن زملاء له في مستشفيات أخرى أبلغوه بوجود قتلى لكنه لم يحدد عددهم.
واتسعت أمس الأربعاء رقعة الاحتجاجات لتشمل أجزاء واسعة من أحياء وضواحي الخرطوم، وشهدت مناطق الكلاكلة جنوب الخرطوم مظاهرات عنيفة رشق خلالها المحتجون رجال الشرطة بالحجارة وأحرقوا إطارات السيارات بينما سمع الأهالي دوي طلقات نارية كما انتظمت الاحتجاجات مناطق المزاد والكدرو بالخرطوم بحري علاوة على تفجر الأوضاع بضاحية الفتيحاب بأم درمان.
وردد المحتجون الغاضبون هتافات داعية لسقوط النظام (ارحل ارحل) (نحن مرقنا ضد الساسة السرقوا عرقنا) مطالبين في بعض المناطق الرئيس البشير لأول مرة بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية. وفيما فشل البوليس في السيطرة على المظاهرات وتفريقها بأم درمان، واحتمى بمقاره هاجم المتظاهرون مراكز الشرطة محاولين اقتحامها.
وأفاد ناشطون سياسيون سودانيون بانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة من السودان، أمس، وذلك بعد أربعة أيام من الاحتجاجات المتواصلة ضد رفع الحكومة الدعم عن أسعار المحروقات، قتل خلالها 11 شخصًا على الأقل.
وتعذر الدخول إلى شبكة الإنترنت في العاصمة السودانية الخرطوم على وجه التحديد، ومناطق خارجها، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت السلطات قد أوقفت الخدمة لمنع النشطاء من تنسيق الاحتجاجات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وبدأ ناشطون سودانيون مناهضون للحكومة بث أشرطة فيديو، وصور، عبر شبكة الإنترنت، تظهر مواجهة الشرطة للمظاهرات التي تحولت إلى مطالبات بإسقاط الرئيس السوداني عمر البشير.
وبدأت سرعة خدمة الإنترنت تتباطأ بعد ظهر الأربعاء، إلى أن انقطعت تمامًا عن أجزاء واسعة من البلاد، حيث تعمل أربع شركات مزودة لخدمة الإنترنت. ولم تعلق أي من هذه الشركات أو الحكومة على انقطاع خدمة الإنترنت إلى الآن
وقالت شرطة ولاية الخرطوم في بيان عممته ليل أول أمس الثلاثاء إنّ مجموعة ممن وصفتهم بالمخربين أضرموا النيران في بعض الممتلكات العامة والخاصة، وأنها أوقفت مجموعة المتهمين في أعمال التخريب.