دمشق - الوكالات
جدد الرئيس السوري بشار الأسد أمس التزام دمشق بتدمير أسلحتها الكيميائية، في وقت حقق الروس والغرب تقدما في اتجاه قرار للأمم المتحدة يحدد إطارًا لعملية نزع الأسلحة الكيميائية.
وقال الأسد في مقابلة أجرتها معه شبكة تيليسور الفنزويلية إنّ "سوريا تلتزم عادة بكل الاتفاقيات التي توقعها"، في إشارة إلى اتفاق روسي أمريكي حول تدمير الترسانة الكيميائية السورية، وافقت عليه دمشق، مشددا أنه "لا توجد لدينا عقبات حقيقية" في وجه عمل الخبراء.
وفي دمشق، غادر مفتشو الأمم المتحدة برئاسة السويدي آكي سلستروم، فندقهم بعد ظهر اليوم على متن ثلاث سيارات، من دون أن يتمكن الصحفيون من توجيه أسئلة لهم، وتوجهوا إلى جهة مجهولة، وذلك للمرة الأولى منذ عودتهم إلى دمشق الأربعاء
وكان الخبراء قد عادوا الأربعاء إلى سوريا لإجراء تحقيقات جديدة حول مزاعم استخدام أسلحة كيميائية، بعد التحقيقات التي أجروها الشهر الماضي والتي خلصت إلى استخدام غاز السارين على نطاق واسع في هجوم وقع في 21 أغسطس في ريف دمشق.
وكان الرئيس السوري أكد في 19 سبتمبر أنّ بلاده ستدمر ترسانتها من هذه الأسلحة، وأنّ العملية ستستغرق ما لا يقل عن سنة وستكلف مليار دولار.
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى قرار "حازم" من الأمم المتحدة ينص على "عواقب" في حال لم يلتزم نظام الأسد بتدمير أسلحته الكيميائية.
وتاتي تصريحات الرئيس السوري في وقت تتواصل أعمال العنف اليومية في أنحاء مختلفة من سوريا، حاصدة المزيد من الضحايا.
في غضون ذلك، تتركز المناقشات في الأمم المتحدة على مشروع قرار يحدد إطارا لعملية نزع الأسلحة الكيميائية السورية، إذ أكد دبلوماسيون إنّ الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) اتفقت على "النقاط الرئيسية" للنص.
إلا أنً دبلوماسيا روسيا قال "إن المحادثات لم تنته حول بعض النقاط الأساسية"، من دون إعطاء تفاصيل.
وتتعثر المفاوضات حتى الآن حول مسألة تضمين القرار إشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على سلسلة تدابير تتراوح من العقوبات الاقتصادية إلى حد استخدام القوة.
وتؤكد روسيا حليفة النظام الرئيسية التي استخدمت والصين حق النقض "الفيتو" في وجه كل المحاولات التي جرت في مجلس الأمن لإصدار قرار يدين النظام السوري، إنّها لن توافق على صدور قرار يجيز تدخلا عسكريا، في حين يصر الغرب على "معاقبة" نظام الأسد إن أخلّ بالتزاماته.
وكان الروس والأمريكيون توصلوا إلى اتفاق في 14 سبتمبر في جنيف نص على وضع أسلحة سوريا الكيميائية تحت إشراف دولي وتدميرها، ما جنب دمشق ضربة أمريكية بدت وشيكة.
غير أنّ الرئيس السوري أكد رغم ذلك في مقابلته الصحفية اليوم أنّ "احتمالات العدوان دائمًا قائمة".
وتراجع احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى نظام دمشق أثار "يأسا وفقدانا للأمل" لدى المعارضة التي تعاني ضعف التجهيز والتسليح في مواجهة القوة النارية للقوات النظامية، بحسب ما قال المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي المقداد.