الرؤية- أحمد محمد
حملت الجولة الثالثة من دوري عُمانتل للمحترفين الكثير من الإثارة والنتائج غير المتوقعة؛ حيث انتهت موقعة "الكبار" بين ظفار الزعيم وصحم لمصلحة الأخير بهدف، فيما عاد فنجاء بفوز صعب على مجيس بهدف، بينما أوقف النهضة مسلسل انتصارات المصنعة وزار شباكه ثلاث مرات دون رد. كما فاز الشباب على الاتحاد المتعثر بثنائية دون رد، وخسر العروبة مباراته الثالثة على التوالي وجاءت هذه المرة من السويق بهدف نظيف، في حين اقتنص النصر فوزا غير سهل من صور، وأوقف صحار عروض السيب القوية وخطف منه تعادلا ثمينا بهدفين للكل منهما.
ظفار وصحم
وكانت قمة مباريات هذه الجولة، الحوار الصعب بين ظفار الزعيم وصحم الموج الأزرق لينتهي اللقاء بفوز مقنع لصحم جاء بهدف من رأسية جميلة للسوري محمد زينو باتجاه مرمى مواطنه عصام بلحوس لتسكن شباكه في الدقيقة الـ80 من عمر اللقاء؛ حيث لم يسعف ظفار ما تبقى من عمر المباراة بعد أن أغلق صحم مناطقه الخلفية واعتمد على المرتدات. الشوط الأول للمباراة جاء رتيبا ومملا ودون المتوسط مع أفضلية نسبية لصحم في السيطرة على وسط الميدان، إلا أن المبادرات الهجومية انطلقت مع انطلاقة الشوط الثاني حيث تبادل الفريقان الهجمات من هنا وهناك لتهتز مدرجات صحم بعد الهدف الرأسي الجميل للسوري زينو وسط ذهول وحسرة لاعبي ظفار الذين اندفعوا للهجوم ولكن بدون تركيز ولم تفلح خبرة هاني الضابط ورفاقه والأسماء المحترفة به من فك طلاسم وشيفرة دفاعات صحم الذي اقتنص نقطته السادسة، في حين بقي ظفار عند رصيده السابق بـ6 نقاط أيضا.
فنجاء ومجيس
وتمكَّن فنجاء من العودة من صحار بثلاث نقاط ثمينة، بعد أن فاز على مجيس بهدف جميل، والذي جاء بتسديدة قوية من قدم المتألق محمد مبارك انطلقت صاروخية سكنت شباك السماوي ولقوَّتها لم تُشاهد إلا والشباك تهتز وسط فرحة عارمة للاعبي فنجاء بعد عودتهم المظفرة بالفوز.
الشوط الأول تفوق فيه تريسو مدرب مجيس بعد أن فرض التعادل برجوعه للدفاع دون سواه في محاولة للتقليل من النتائج الكبيرة التي خرج بها في الجولتين السابقتين واستمر ذات الحال في الشوط الثاني إلى أن جاءت الدقيقة 75 والتي حملت الخبر السار للمعسكر الفنجاوي بتسديدة الهنائي الصاروخية. مجيس لعب بواقعية وحاول مجاراة فنجاء المدجج بالنجوم ونجح في أغلب فترات المباراة في فرض أسلوبه الدفاعي ويبدو أن السماوي قد استوعب الدوري وبدأ الدخول في الفورمة، ولكنه اصطدم هذه المرة بالملك الفنجاوي ونجومه الدولية والمحترفة.
السيب وصحار
وأوقف صحار مسلسل انتصارات السيب بعد تعادله المثير معه باستاد السيب الرياضي؛ حيث تقدم السيب في مناسبتين، إلا أنه وفي كل مرة يُدرك صحار التعادل. وسيطر صحار في أغلب فترات المباراة على وسط الميدان وفرض لاعبوه أسلوبهم السهل الممتنع بعد أن مارسوا الضغط على حامل الكرة ومحاولة الاحتفاظ بها أغلب الأوقات والتمرير المتكرر فيما بين اللاعبين ليستمتع من تابع المباراة بهذا الأسلوب الجميل، والذي افتقدته الكرة العُمانية منذ زمن بعد أن فرضت الخطط وتكتيكات اللعب أسلوبها في السنوات الأخيرة.
أما جماهير السيب، فقد خرجت غاضبة على فريقها لأنه تقدم مرتين، إلا أن الأكيد أنها راضية عن فريقها الذي لم يذق طعم الخسارة حتى الآن فضلا عن العروض القوية التي قدمها بكأس دوري الرابطة وبدوري المحترفين.
النهضة والمصنعة
بينما استفاق النهضة في هذه الجولة، وأثبت أن لكل فارس كبوة، وأن خسارته في الجولة الثانية كانت طبيعية؛ حيث أكرم وفادة المصنعة بثلاثة أهداف كان نصيب أفلاي منها هدفين في حين أحرز البرازيلي باولو الهدف الثالث، وكاد محمد المشايخي أن يُعزز الفوز بهدف رابع لولا براعة هاني الرشيدي حارس مرمى المصنعة في صد ركلة الجزاء. وأنهى النهضة المباراة في شوطها الأول ولم يمهل منافسه الوقت لاسترجاع الأنفاس والانطلاق مجددا، فبعد ظهوره الباهت في الجولتين الأولى والثانية أثبت المارد النهضاوي أنه من طينة الفرق الكبيرة التي قد تهتز، ولكنها لا تلبث أن تعود، بل وأرسل رسالة شديدة اللهجة إلى الفرق الأخرى بعد أن أطاح بالمصنعة.
وفي المقابل، بدا وكأن المصنعة وجهازه الفني واللاعبين قد أصابهم نوع من الغرور بعد الفوزين المتتاليين في الجولتين الأولى والثانية؛ ليصطدم بالنهضة ويخسر بالثلاثية بعد أن قدم الأحمر مباراة هزيلة، ولكنها جاءت في وقت مناسب لكي يعيد الفريق حساباته والاستفادة من الهفوات التي لازمته في المباراة وكلفته هذه الخسارة الثقيلة.
الشباب والاتحاد
فيما تمكن الشباب من تحقيق فوزه الأول بالدوري، وجاء على حساب الاتحاد الجريح بثنائية دون رد؛ جاءت بإمضاء المتألقين محمد تقي ويونس المشيفري. المباراة تسيدها الشباب لعبا ونتيجة، ووضح تماما إصرار الصقور الشبابية على الخروج بنتيجة إيجابية واستغلال حالة عدم الاتزان التي يعيشها أخضر الجنوب الجريح والذي تلقى خسارته الثالثة على التوالي كشفت عدم جاهزية الفريق وتأثره الكبير بمغادرة مدربه نور الدين بوفالغة؛ فكان اللعب ارتجاليًّا بشكل كبير ووضح عدم التجانس وتفكك خطوط الفريق. وفي المقابل، أبدت الصقور الشبابية الانسجام الكبير وترابط خطوط الفريق وتنويع اللعب والهجمات؛ سواء من العمق أو الأطراف؛ فأثمرت جهود المدرب إدريس المرابط ومساعده يعقوب إسماعيل إحراز هدفين وأول ثلاث نقاط.
النصر وصور
وتمكن النصر من تحقيق أول فوز له في الدوري، وأوقف مسلسل خسائره بالفوز على صور بهدفين مقابل هدف أحرز للنصر علي محمد، ورأسية عبدالله نوح، في حين أحرز لصور فهد صالح بتسديدة قوية استقرت في الشباك النصراوية. ويبدو أن النصر ولاعبيه قد استوعبوا دروس الجولتين السابقتين بعد أن كان الفريق يخسر في الدقائق الأخيرة وعرف مدربه كيف يقتنص نقاط الفوز حيث -وبعد إحراز هدفيه- تراجع الفريق في الثلث الأخير من الشوط الثاني ليسمح لأزرق الشرقية بالهجوم وإحراز هدف والسعي مجددا للتعادل، لولا براعة أنور العلوي حارس النصر في الذود عن مرماه؛ حيث وبعودته تمكن النصر من تحقيق الفوز بعد أن كانت نقطة ضعف الفريق تكمن في حراسة مرماه وخط دفاعه الذي كثيرا ما ينهار في الدقائق الأخيرة للمباراة.
السويق والعروبة
وعمَّق السويق من جراح العروبة، وفاز عليه بهدف نظيف؛ ليتلقى العروبة خسارته الثالثة على التوالي وسط ذهول جماهيره التي حضرت لمؤازرته ولكنه خيب آماله ليرسل إنذارا لمجلس إدارته ولأعضاء شرف النادي بضرورة التدخل وبسرعة لمعالجة أوضاع الفريق الذي بات مهددا وبقوة للتراجع أكثر.
العروبة بدا بمستوى متواضع ومتأثرا بمغادرة أهم لاعبيه عيد الفارسي ورائد إبراهيم وعبدالله ثويني؛ حيث تذيَّل مجموعته بكأس دوري الرابطة وتلقى خسارته الثالثة هذا الموسم. أما السويق فاستعاد نغمة الانتصارات بهذا الفوز خارج الديار واستعاد توازنه بعد خسارته الجولة الثانية من صحم؛ حيث أحرز له محترفه بلال لوي هدفا مبكرا جاء في الدقيقة 11 حافظ فيه الفريق عليه ليخرج فائزا ويقتنص نقطته السادسة ويعلن عن نفسه بأنه قادم للحفاظ على لقبه بالرغم من المنافسة الشديدة التي سيلقاها هذا الموسم مع إصرار بقية الفرق على المنافسة على اللقب وخير دليل وجود فنجاء والسيب في الصدارة وتنافس 5 فرق على الوصافة. قفز مهاجم النهضة محمد أفلاي لصدارة قائمة الهدافين وتساوى مع مبارك المقبالي مهاجم فنجاء برصيد 3 أهداف بعد تسجيله لهدفين في هذه الجولة، فيما تساوى كل من يونس المشيفري (الشباب) ومحسن جوهر (صحم) والسوري مارديكان (صحار) وابراهيم الزدجالي (السيب) وحمود السعدي (ظفار) وباولو (النهضة) بإحرازهم لهدفين.