تويت
مسقط - الرؤية
"الكابويرا" فن من الفنون القتالية البرازيلية، مارسه سكان الغابات في القارة الإفريقية، وانتقل بعدها إلى البرازيل عن طريق نقل المستعمرين البرتغال للعبيد من إفريقيا.. ومن أهم مميزاته أنه يجمع بين الرقص والقتال، وكان ذلك للتمويه، وكي لا يتفطن الأسياد إلى التدريبات، ولها أيضا أغانيها الخاصة، وهي أغانٍ شعبية تُغنى في البرازيل في المناسبات.
وقد اختلف المؤرِّخون حول سبب تسمية الكابويرا؛ فمنهم من قالوا إن كلمة كابويرا هي نبتة برازيليّة تزرع في الحقول التي كانت تمارس رياضة الكابويرا بينها, ومنهم من قالوا إن الكابويرا هي شجرة تُمَارس رياضة الكابويرا تحتها.
التقينا محمود العريمى أول شاب بالسلطنة يُمارس هذا الفن؛ للتعرف أكثر على هذه الرياضة الممتعة.. فقال: حب هذا الفن أصبح يزداد لديَّ عن طريق صديق فرنسى الجنسية كان يُجيده، وقد بدأ حب هذا النوع يتغلغل بداخلي، حتى قررت جمع معلومات، ثم بدأت فى ممارستها حتى أصبحت من الهوايات المفضلة بالنسبة لي، وقد مارسها داخل السلطنة لمدة عامين بدون ترخيص، وبعدها بدأت التأسيس لها فى دول مجلس التعاون الخليجي مع مجموعة من الشباب.
وتابع بأنه بعد ثلاث سنوات استطاع أن يحصل على رخصة لممارستها من وزارة التجارة والصناعة، واستطاع الحصول على موافقة من أحد الأندية الرياضية الشهيرة في السلطنة لتخصيص صالة خاصة لممارسة الكابويرا، وتمكن بعدها من استقدام مدرب برازيلى لهذه اللعبة ليقوم بتدريب مجموعة كبيرة من الشباب، ولكنه استدرك أن نسبة العُمانيين تعتبر قليلة فى هذه المجموعة.
وذكر محمود أنه شارك فى عدة فعاليات؛ منها: اليوم العالمى لمرضى السكر، وبطولة عُمانتل للمؤسسات الصحية، كما أنهم فى كل عام يقيمون حفلًا للتخرج فى هذه الرياضة، ويتم فيه تكريم الناشطين فى هذا المجال عبر لجنة مختصة من البرازيل تأتى خصيصَا لتقييمهم يتم استضافتهم لفترة ثلاثة أيام، ومن ثم يتم تخريج المنتسبين.
وأكد العريمي أن هذا الفن من الرياضة يُنشط الجسم ويُنمى المهارات، وهى جيدة لصحة الإنسان؛ باعتبار أنها تخفف الوزن، وأنه أشد الحرص على نشر هذه الرياضة فى السلطنة.. وتابع بأن رياضة الكابويرا تعتبر من الفنون القتالية الحديثة مقارنة بالفنون الأخرى مثل (الكونج فو) و(الكاراتيه)، وغيرها من الفنون الحربية القديمة، وأن جذورها تعود إلى القرن السابع عشر الميلادى، وأن الآراء اختلفت حول كيفية ظهورها، فهنالك من يعتقد أن الكابويرا كانت أحد الطقوس التقليدية الخاصة بمنطقة وسط إفريقيا، ثم انتقلت إلى البرازيل عن طريق تجارة الرقيق، حيث إن العبيد الذين كان يجلبهم تجار الرقيق البرتغاليون إلى البرازيل قد ابتدعوا فن الكابويرا كنوع من أنواع الدفاع عن النفس مُغلفا بطابع موسيقى وإيقاعى وفلكلورى بغرض التمويه تمهيدا للقيام بثورة ضد التجار البيض.
وأوضح العريمى أنه ومع كل ذلك يظل تاريخ نشاة الكابويرا مُبهمًا بعض الشىء؛ لأنها لم يتم التوثيق لها فى كتب أو مخططات، بل كانت تورث من جيل إلى آخر عن طريق الممارسة العملية فقط؛ مما أفقد الكثير من الوثائق الخاصة بمحطات وموانئ تجارة الرقيق التى كانت تبيِّن بدقة مسار هذه التجارة، ومن ثم معرفة مصدر هذا الفن القتالى الذى ظل مُحرمًا بموجب قانون البرازيل إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادى.. وتابع بأن الرياضة يطغى عليها الطابع الاستعراضى؛ بحيث تكثر فيها الحركات الأكروباتية التى تتطلب المرونة الفائقة وسرعة البديهة، ويعتبر هذا النوع من الكابويرا حديث العهد.
التدرج فى الكابويرا
وقال العريمى إن ما يُميز نظام الكابويرا عن غيرها هو نظام التدرج الذى يختلف من مرحلة إلى أخرى، وهى ليس لها نظام مُحدد يُحدد ألوان الأحزمة والتسميات بالنسبة لتدرج اللاعبين، وأن الموسيقى تلعب دورًا بالغَ الأهمية فى رياضة الكابويرا، وهى تساعد اللاعبين على ضبط حركاتهم وتثبت الحماس فى نفوسهم أثناء القتال، وتابع بأنه لا يصح ممارسة الكابويرا دون مصاحبة موسيقاها الخاصة أثناء القتال أو تأدية تمارين التحمية، وأن موسيقاها تمتاز بأنها إيقاعية بحتة بحيث لا تستخدم فيها آلات نغمية أو إلكترونية، وآن الآلات عبارة عن سلك معدنى ينشد "بيريمباو"، وهى قصبة من الخشب المرن الصلب على شكل قوس، ويتم العزف عليها عن طريق ضرب السلك المعدنى بعصاة صغيرة فتصدر صوتا رنانا ذا درجتين صوتيتين، والانتقال من درجة إلى أخرى يكون بالضغط على سلك بقطعة معدنية أو حجرية صغيرة، وأشار إلى أن ما يُميز الكابويرا أيضًا أنها لا تحتوى على وقفة خاصة أو وضعية، وهى حركات إيقاعية متزامنة ومستمرة، وأن هنالك بعض الصعوبة التى يواجهها اللاعبون عند ممارسة الكابويرا؛ لذلك يجب عليهم امتلاك مهارات معينة تحفظ توازنهم، وتجعلهم أكثر تركيزًا عند توجيه الضربة للخصم.