التعليم مهنة، ليست كسائر المهن، وهي رسالة قبل أن تكون وظيفة، لارتباطها بتربية النشء، وبناء العقول، وإعداد الأجيال للمستقبل بعد إنارة عقولها بنور العلم والمعرفة..
وهي مهنة العطاء المتصل، والإبداع المستمر لبناء الإنسان المستنير القادر على الوفاء بالتزاماته تجاه نفسه، والقيام بواجباته تجاه مجتمعه ووطنه.
وفي سبيل القيام بالرسالة على أكمل وجه، يتعين تهيئة البيئة المناسبة للمعلم الذي يعد حجر الزاوية وأساس العملية التعليميّة؛ لأنّ في ذلك ضمان لنجاحها وتحقيق أهدافها النبيلة.
وقطعت السلطنة أشواطًا مقدرة على صعيد توفير البيئة التعليمية الملائمة، في ظل ما يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - من رعاية واهتمام للتعليم، حيث تبوأ التعليم صدارة الاهتمامات منذ السنوات الأولى للنهضة المباركة، فكانت الثمار ما نراه الآن من توسّع كمي ونوعي في إعداد المدارس ومؤسسات التعليم، وتنوع في اختصاصاتها بما يلبي احتياجات الإنسان العماني للعلم والمعرفة، ويواكب المتطلبات التنموية لبلادنا في شتى المجالات..
وتعمل وزارة التربية والتعليم باستمرار، ووفقًا للتوجيهات السامية، على الارتقاء بالبيئة التعليميّة بكافة عناصرها وفي مقدمتها المعلم، وتقوم بذلك وفق خطة تهدف إلى الاستجابة لكافة ما يطالب به المعلمون، وكل ما من شأنه تحفيزهم على بذل المزيد من العطاء في الميدان التربوي، وبما ينعكس على أبنائنا الطلاب، ومخرجات التعليم بالمزيد من التمكن والإجادة.
وما تقوم به الوزارة في هذا الصدد، يحتاج إلى تكاتف من قبل كافة شرائح المجتمع التربوي من هيئات تدريسية وفنية وإدارية، حتى يؤتي أكله في خدمة العملية التعليمية.
ولا يختلف اثنان، على أنّ ما يقوم به المعلمون والمعلمات من جهود في تربية وتعليم أبناء وبنات الوطن، مكان تقدير وإكبار الجميع، والذين يتطلعون لأن يتحقق للمعلمين ما يصبون إليه، حتى يتطور أداؤهم، وتتعزز ملكاتهم للإبداع في مهنتهم الرسالية.
إلا أنّ النظرة التقديرية للمعلم ومكانته كقدوة لطلابه والمجتمع تحتم عليه أن يسلك وسائل تعتمد الحوار في الوصول إلى ما يطالب به، بعيدًا عن اللجوء إلى التوقف عن العمل، والذي يلحق الضرر بالعملية التعليمية، وبأبنائنا الطلاب.
ولاشك أنّ ما كشفت عنه وزارة التربية والتعليم من خطوات، يلبي معظم التطلعات، ويحقق جل المطالبات، ويبقى أن تتكاتف الأسرة التربوية، والمجتمع بأسره من أجل النهوض بالعمليّة التعليمية بكافة جوانبها.