دمشق- الوكالات
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنه سيترشح بالانتخابات الرئاسية في العام 2014 في حال "أراد" الشعب ذلك، في وقت يواصل خبراء نزع الأسلحة الكيميائية مهمتهم في البلاد الغارقة في نزاع دام منذ ثلاثين شهرًا.
وقال الأسد "إذا كان لدي شعور بأنّ الشعب السوري يريدني أن أكون رئيسًا في المرحلة القادمة فسأترشح"، وذلك في مقابلة مع قناة "هالك" التركية بثت مساء الجمعة، ونشرت نصها الكامل وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).
أضاف الرئيس السوري الذي تنتهي ولايته الثانية منتصف العام المقبل "إن كان الجواب لا، فلن أترشح"، وأوضح الأسد أنه "خلال ربما أربعة أشهر أو خمسة أشهر من الآن لا بد أن تكون هذه الصورة واضحة بالنسبة لي"، من دون أن يحدد السبيل إلى ذلك، مشيرا إلى أنه "اليوم، وخاصة مع التغير السريع للظروف، من الصعب إعطاء جواب دقيق حول هذه النقطة"إلا أنه "لن يتردد" إذا رأى أن "الأمور تسير باتجاه الرغبة الشعبية".
ويواجه الأسد منذ منتصف مارس 2011 احتجاجات شعبية تحولت إلى نزاع دامٍ أودى بحياة أكثر من 115 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويعد بقاء الأسد في منصبه أو رحيله نقطة أساسية في النقاشات حول التوصل إلى حل للنزاع الذي أدى كذلك إلى تهجير ملايين السوريين من منازلهم، ولجوء أكثر من مليونين منهم إلى الدول المجاورة.
يشكل رحيل الأسد وأركان نظامه مطلبا أساسيا للمعارضة والدول الغربية الداعمة لها. وتشترط المعارضة هذا الأمر كمدخل لأي تفاوض سلمي لحل النزاع.
وفي المقابلة نفسها، وجه الأسد انتقادات لاذعة إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي ارتبط بعلاقات جيدة مع الرئيس السوري، إلا أنها تدهورت بعد وقوف أنقرة الى جانب المعارضة السورية.
وقال الأسد إن عقل أردوغان "مغلق... عقل ضيق... عقل متعصب... عقل لا يعرف الصدق... لذلك كل ما قاله هو و(وزير الخارجية أحمد داود) أوغلو عبارة عن أكاذيب".
وحذر أنقرة من أنها "ستدفع غاليا ثمن" دعمها لمقاتلي المعارضة الذين يصنفهم النظام السوري بـ"الإرهابيين".
وقال الأسد "هؤلاء الإرهابيون موجودون على الحدود السورية وجزء منهم موجود على الحدود التركية وسيؤثرون في المستقبل القريب على تركيا وستدفع تركيا الثمن غاليا".
واتهم الرئيس السوري هؤلاء المقاتلين بالسعي إلى إقامة "دولة إسلامية" في سوريا، مؤكدا ألا علاقة لهم بالإسلام الحقيقي. وقال "لا علاقة لعقيدتهم بالإسلام، ولكن هذا هو هدفهم... يأتون من مختلف أنحاء العالم، من أكثر من ثمانين دولة من أجل الجهاد وتأسيس هذه الدولة التي ذكرتها".
وتأتي هذه التصريحات في وقت يحقق تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المرتبط بتنظيم القاعدة، تقدمًا في اتجاه مناطق حدودية مع تركيا في شمال سوريا.
وقاتل هؤلاء الجهاديون مدة طويلة ضد قوات النظام السوري إلى جانب مقاتلين أكثر اعتدالا، إلا أنهم يخوضون في الفترة الأخيرة اشتباكات في بعض المناطق ضد مقاتلي الجيش السوري الحر. ويظهر الجهاديون في المدة الأخيرة نزعة إلى فرض سيطرتهم على المناطق التي يتواجدون فيها وطرد كل خصومهم منها.
من جهة أخرى، نفى الرئيس السوري الذي نادرا ما يتناول عائلته في تصريحاته الصحافية، التقارير التي أشارت إلى احتمال مقتل شقيقه العقيد ماهر الذي يتولى قيادة الفرقة الرابعة، وهي إحدى أبرز فرق النخب التي تتولى حماية دمشق ومحيطها.
وقال "كل الإشاعات التي صدرت عن عائلتنا خلال الأزمة عبارة عن أكاذيب كاملة لا يوجد لها أي أساس"، مضيفا أن ماهر "موجود... نعم... وعلى رأس عمله وبصحة جيدة".
وجدد الرئيس السوري نفي استخدامه السلاح الكيميائي في هجوم قرب دمشق في 21 أغسطس، كما تتهمه المعارضة السورية والدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة التي لوحت بشن ضربة عسكرية ضد النظام السوري رداً على الهجوم، قبل أن تتوصل واشنطن وموسكو الى اتفاق لتدمير الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف العام 2014.
ويأتي النفي المتجدد في وقت يواصل خبراء الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مهمتهم في سوريا تطبيقا لقرار مجلس الأمن بالرقم 2118، القاضي بالإشراف على الترسانة الكيميائية تمهيدا لتدميرها.
وأعلنت الأمم المتحدة الخميس أن المفتشين "يأملون البدء بعمليات تفتيش المواقع وتفكيكها خلال الأسبوع المقبل". وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن البعثة المشتركة "حققت تقدماً أولويًا مشجعا".
وذكر المتحدث أن الجدول الزمني لعملية التفكيك "يبقى مرتبطا بنتائج مجموعات العمل التقنية التي شكلت بمشاركة خبراء سوريين".
وكانت البعثة المؤلفة من 19 مفتشاً أعلنت أنها باشرت منذ الأربعاء "مع السلطات السورية" تأمين سلامة المواقع التي ستعمل فيها.