الرؤية - محمد إسماعيل
أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، أن أزمة توقف المعلمين عن عملهم أمر خطير ويؤثر بالسلب على العملية التعليمية برمتها.
وقال -خلال استضافته في حلقة أمس من برنامج "سؤال أهل الذكر"- إن هناك بعض المطالب لدى المعلمين والطلاب يجب التوافق مع الجهات المسؤولة في الدولة -خاصة وزارة التربية والتعليم- لتنفيذ هذه المطالب؛ بشرط أن تكون مشروعة ولا تخالف الشرع أو القانون.. مؤكدًا على ضرورة حل هذه القضية الشائكة، والتى تمس كل بيت في السلطنة.
ووجه الخطاب إلى المعلمين وإلى الدولة والمسؤولين بضرورة التوافق وحل هذه الأزمة وإرضاء كافة الأطراف.. وطالب المسؤولين بإنصاف المعلمين ومراعاتهم ومراعاة حقوقهم، وإنصافهم، وأكد على أهمية أن يحترم المعلم وأن يكرم في المجتمع الذي يعيش فيه.. مؤكدا أن دور المعلم في المجتمع كبير ومؤثر، وأن أمير الشعراء أحمد شوقي أصاب عندما شبه دور المعلم بدور الأنبياء في توصيل العلم لجموع الناس؛ حيث إن المعلم يقوم بدور الإبلاغ لشتى العلوم والمعارف.
وقال إنه يجب أن تؤطَّر العملية التعليمية بكل المشاركين بها (المعلمين والطلاب والمناهج والإداريين) في مكانها الصحيح؛ لأن العلم هو أساس نهضة وتنمية الشعوب.. وأكد فضيلته على أهمية إكرام المعلم، عن طريق حفظ حقوقه وتنفيذ مطالبه.. مضيفًا بأن المطالب سواءً كانت مادية مثل إنفاق المال فى العملية التعليمية بتحسين رواتب المعلمين، أو معنوية بتطوير المناهج الدراسية، فلا حرج في ذلك، ويجب على الدولة أن تدرك ذلك وتعمل على تحقيقه قدر المستطاع؛ فالمعلم هو أدرى الناس بالعملية التعليمية وبسلبياتها وإيجابياتها.
ووجَّه حديثه إلى المعلمين.. قائلا: "إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع"، وقال: إنهم حاملون للرسالة ويجب أن يحرصوا على استكمال رسالتهم، ولا يجوز لهم تعطيل الطلاب وحرمانهم من تحصيل العلم. مؤكدًا أن لهم أن يطالبوا بحقوقهم وفي الوقت ذاته يكملوا رسالتهم العلمية "فلا يضيع حقٌّ وراءه مطالب"، وعليهم أن يُدركوا أن الرسالة تستوجب الإخلاص، وأنهم مُربو الأجيال، ورعاة النشء وصناع العقول، وصناع المستقبل.. ونصحهم بالعودة التدريس مع الاستمرار في تقديم المطالب المشروعة والمعقولة بأسلوب راقٍ ومتحضر حتى لا ننجرف جميعا إلى تيارات الفوضى.