برزبن - داوود الجلنداني
أقامت جمعية الطلاب العمانيين بمقاطعة كوينزلاند الأسترالية، مساء الأحد، الحفل السنوي لتكريم الطلاب المتوقع تخرجهم الفصل الثاني لعام 2013، والفصل الأول للعام الدراسي 2014؛ وذلك بحضور سعادة الدكتور حمد العلوي قنصل عام سلطنة عمان بأستراليا.. قدَّم الحفل الخريجة دلال الخاطرية والخرّيج داوود الجلنداني, وكانت البداية بالوقوف تحية للسلام السلطاني, ثم قرأ الخريج وضاح السيباني بصوته الندي آيات من كتاب الله.
وفي كلمة وجهها سعادة راعي الحفل للخريجين والحضور، أثنى على الجهود المتتالية التي تبذلها جمعية الطلاب لتقديم الدعم وتعزيز الترابط بين أبناء السلطنة في كوينزلاند, وبالنيابة عن قنصلية السلطنة وجه شكره العميق للطاقم الإداري.. ووجه تحيته وتهنئته للطلاب الخريجين على صبرهم وتفانيهم ليكونوا على قدر المسؤولية, وتمنى أن تكون الخطوات المقبلة مساهمةً في بناء الوطن بالاستفادة من الخبرات التي اكتسبوها في سنين دراستهم بالخارج. وتوّجه بكلمته أيضاً لبقية الطلاب محفزاً لهم على بذل الجهد والإستفادة القصوى من فترة دراستهم.
وتقدم للمنصة بعدها خريج الدكتوراة ورئيس جمعية الطلاب صلاح المزاحمي, وألقى كلمة نيابة عن الطاقم الإداري والخريجين, بيَّن فيها شكره العميق لسعادة القنصل والحضور المُمثل للجامعات الأسترالية على تشريفهم للحفل. تطرق المزاحمي في كلمته لفعاليات الجمعية خلال فترة الإثنى عشر شهراً السابقة, وكيف عملت الجمعية على دعم الطلاب من خلال أنشطتها المتنوعة كالإفطار الجماعي في رمضان وتجمّع عيد الفطر والرحلة إلى منطقة (الجولد كوست) وهي واحدة من أهم المناطق السياحية في مقاطعة كوينزلاند، وكذلك المُشاركة في الأيام الثقافية بجامعة بوند وجامعة جريفث. وختم كلمته بالثناء والتهاني للطلاب الخريجين وللعائلات الحاضرة في الحفل.
وشارك الأطفال العمانيون -الذين كانوا مع آبائهم- في الحفل، بحضورهم الجميل وملابسهم العمانية التقليدية وبأغنية ترحيبية قدموها بعفوية رائعة أعقبتها ابتسامات الحضور وتصفيقهم, وتركوا المنصة بعد ذلك لعرض فيديو يستعرض فعاليات الجمعية خلال الإثنى عشر شهراً الماضية أعدّته إحدى الطالبات.
الفقرة التالية -والتي شهدت تفاعلاً كبيراً من الحضور- هي المسرحية الكوميدية, والتي عرضها مجموعة من الطلاب الموهوبين في المسرح وقد أدّوها بإتقان كبير وصفقّ الحضور لهم على آدائهم وحسن إنتقاء الموضوع, حيث استعرضوا فيها المحطات التي يمر بها الطالب الدارس بالخارج من قرار السفر الى الوصول للبلد والبدء في حياة الغربة وما بها من تحديات ومواقف جديرة بالاستذكار ومشاركة الآخرين بها.
مجموعة أخرى من الأطفال العمانيين قدَّمت أغنية وطنية بمناسبة قرب حلول العيد الوطني الثالث والأربعين المجيد وازدان مسرح قاعة الاحتفال بالأعلام العمانية تحمله أيادي الصغار تلّوح به فرحةً وإجلالاً وهم يرددون كلمات الأغنية في مشهد يدعو للفخر والاستبشار بالجيل القادم.
وفي ختام محطات الحفل السنوي، توجه سعادة الدكتور حمد العلوي قنصل عام السلطنة بأستراليا -يصحبه رئيس جمعية الطلاب الخريج الدكتور صلاح المزاحمي، وإداري الجمعية وضاح السيباني- لمسرح القاعة، وتم تكريم الطلاب المجيدين من قبل القنصلية, ومن ثم الطلاب البارزين في فعاليات الجمعية؛ وذلك تقديراً لجهودهم, وبعد ذلك تم تكريم طلاب الماجستير والبكالوريوس, وتم التقاط صور تذكارية للخريجين مع سعادة القنصل.
... إبراهيم الرمضاني (خريج بكالوريوس-تخصص علم الجيولوجيا، وأحد المشاركين في المسرحية)، قال: لا يمكن أن تُوصف هذه الليلة سوى أنها ليلة استثنائية, حيث إننا نحتفل بنهاية سنوات من الجهد والصبر والاعتماد الكُلي على النفس.. أشكر الجميع على حضورهم وعلى مشاركتهم فرحتنا وكأننا أسرة واحدة. وبإذن الله هي بداية الطريق لخطوات قادمة في الجانب العلمي والعملي.
أما سلمى بنت سليمان المحرزية (خريجة ماجسيتر إدارة الأعمال وتقنية المعلومات), فتقول بأن مشاركتها في الحفل السنوي أسعدتها وشعورها بفرحة النجاح عامرة بعد صعوبات الدراسة والبعد عن الأهل وتحمل مشاق الغربة, وهي تشكر حكومة جلالة السلطان المفدى -حفظه الله- على منحها الفرصة للشباب لإكمال دراستهم بما يعود بالخير على الوطن الغالي عمان؛ للمُضي في مسيرة البناء.
سعيد الشكيلي (خريج بكالوريوس هندسة ميكاترونيات)، تحدث معنا وقال: السفر للخارج ليس فقط لمجرد الدراسة بل هو صناعة للشخصية ومحاولة لفهم الحياة من منظور الثقافات والأعراق المختلفة. أستطيع القول بأن ما تعلمته خلال السنوات الماضية خارج نطاق الجامعة سيؤثر على قرارات كثيرة في حياتي مستقبلاً. أثق كثيراً في أن هذه المرحلة ستكون لها تأثيرات إيجابية في القادم من الأيام, وأنصح كل من أُتيحت له الفرصة للسفر ألا يتردد ويعقد العزم على أن يستفيد كثيراً من حياته خارج السلطنة على المستوى العلمي والشخصي.
خريجة الماجستير في تقنية المعلومات, زهرة بنت عبد الرحيم الحجرية, تقول إن المشاعر متضاربة في مثل هذه اللحظة. فهي فرحة لأنه جنت ثمار جهودها وستعود للوطن وللأهل بتجارب جميلة صقلت شخصيتها وطورتها وعلّمتها الاعتماد على نفسها. كذلك هي حزينة لأنها ستغادر استراليا البلد الجميل والغني بطبيعته وثقافاته. وتود الحجرية أن تشكر والديها وزوجها وجميع إخوتها على تشجيعهم وتحفيزهم لها والوقوف معها خلال فترة الدراسة على وجه الخصوص, وتشكر أيضاً كل من سهّل لها النجاح وخفف عنها ضغوطات السفر. ووجهت شكرها لجمعية الطلاب العمانيين بكوينزلاند وجميع منظمين الحفل السنوي.