مسقط - الرؤية
نفذ مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني -هذا العام- المرحلة الثانية لدراسات الصقر الأدهم "صقر الغروب"، في محمية جزر الديمانيات الطبيعية وجزيرة الفحل؛ وذلك بالتعاون الدولي مع مؤسسة أبحاث الطيور الدولية بالنمسا وصندوق صقر الشاهين بجمهورية مدغشقر، والتعاون المحلي مع وزارة البيئة والشؤون المناخية وسرية اليخوت السلطانية بشؤون البلاط السلطاني وجمعية البيئة العُمانية والمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة.
وحول المشروع، قال الدكتور منصور بن حمد الجهضمي المشرف على المشروع: "بعد المرحلة الأولى في أغسطس الماضي، والتي شملت التعرف على أعشاش الصقور التي تم استيعابها ودراسة تكاثرها، شملت المرحلة الثانية، دراسة أيكولوجية الطائر، من حصر أعداد صغار الصقور ونسبة نجاح التكاثر، وكذلك تثبيت نوعين من الحلق حول أرجل صغار الصقر الأدهم. النوع الأول عبارة عن حلق معدنية دمغ عليها رقم تعريفي والغرض منها التعرف في حالة العثور عليها أو إمساكها في الأعوام القادمة". وأضاف بأن الحلقة الأخرى في بلاستيكية تحتوي على شريحة رقمية والغرض منها التعرف على الطائر عن طريق قراءة الشفرة الإلكترونية بجهاز خاص بعد عودة الطيور من هجرتها للتكاثر بالسلطنة في السنوات المقبلة. وتساعد الحلقات التعريفية والالكترونية على دراسة أعداد مجموعات الصقور على طريقة "الإمساك وإعادة الإمساك" المعروفة في الدراسات الايكولوجية. وتستخدم البيانات التي تجمع عن إعادة الإمساك في عدد من الإحصائيات الايكولوجية المتعلقة بعدد الطيور ونسبة بقائها على قيد الحياة ومدى تعلقها بمكان العش أو الجزيرة التي نشأت بها وغيرها.
وحول أهداف المشروع، أوضح الجهضمي أن من أبرز أهداف الدراسة هو التمييز بين الجنسيين عن طريق أخذ مقاسات مختلفة لجسم الطائر البالغ، إضافة إلى عينات دم لإجراء الدراسات الجينية حولها بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، وذلك للتشابه المظهري الكبير والذي يستحيل معه التفريق بين ذكور وإناث الصقر الأدهم بالمعاينة، فتأمل الدراسة في كشف الفروقات وكذلك من خلال التحليل الإحصائي للمقاسات بالجسم، يتم التحقق من العلاقة بين تلك المقاسات وجنس الطائر، وهل من الممكن أن تكون أحد المقاسات أو أكثر وسيلة للتمييز بين الذكور والإناث. ويضيف الجهضمي: "كما يهدف المشروع هذا العام إلى التعرف عن كثب على مسار هجرة الصقر الأدهم والمناطق التي تقضي فيها فصل الشتاء، من خلال تثبيت خمسة أجهزة في عدد من الصقور لتعقب مسار هجرتها عن طريق الأقمار الاصطناعية من جزر بحر عُمان إلى الشرق الأفريقي (خصوصا جمهورية مدغشقر). فتتميز طيور الصقر الأدهم بتكاثرها في فصل الصيف في الشمال (منطقة الشرق الأوسط) وتهاجر لقضاء فصل الشتاء في شرق أفريقيا وجزيرة مدغشقر.
وعليه؛ تم التنسيق مع باحثين من صندوق حماية صقر الشاهين بجمهورية مدغشقر؛ حيث حصل الباحثون على منحة من معاهدة الأنواع المهاجرة تحت برنامج الأمم المتحدة للبيئة والتي تم تنسيقها عبر مكتب برنامج الطيور الجارحة ومقره أبوظبي. وعلى ضوء هذه المنحة يزور حاليا اثنان من الباحثين بمدغشقر للسلطنة للمشاركة في المسوحات الميدانية في مجال الصقر الأدهم. ويأمل الباحثون بمكتب حفظ البيئة بزيارة جمهورية مدغشقر في فصل الشتاء العام القادم لمتابعة رحلة الهجرة وتتبع مسارها عبر الأقمار الاصطناعية والتعرف على وضعها في مناطق هجرتها، والعمل مع الباحثين للخروج بنتائج يؤمل أن تعزز الحفاظ وصون هذه الأنواع النادرة من الحياة الفطرية.