إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اعتذار السعودية عن قبول عضوية مجلس الأمن .. تعبير غير مسبوق عن الغضب من "إزدواجية المعايير" والعجز عن حفظ الأمن والسلم العالميين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اعتذار السعودية عن قبول عضوية مجلس الأمن .. تعبير غير مسبوق عن الغضب من "إزدواجية المعايير" والعجز عن حفظ الأمن والسلم العالميين


    - مطالبات بإصلاح المجلس للقيام بواجباته وتحمل مسؤولياته
    الرؤية - مركز البحوت - الوكالات
    أثار اعتذار المملكة العربية السعودية عن قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، عاصفة من ردود الأفعال، تباينت ما بين التأييد لموقف المملكة، وما بين التحفظ والدعوة إلى إعادة النظر في القرار..
    ويعد رفض السعودية للمقعد تعبير غير مسبوق عن غضبها من عجز المجتمع الدولي عن إنهاء الحرب الدائرة في سوريا والتعامل مع غيرها من قضايا الشرق الأوسط. وأدانت المملكة ما وصفته بازدواجية المعايير لدى التعامل مع قضايا الشرق الأوسط وطالبت بإصلاحات في مجلس الأمن.
    ويرجع محللون سعوديون خيبة الأمل التي أصابت الرياض، في المقام الأول، إلى تصرفات واشنطن - أقدم حلفاء المملكة الدوليين- التي انتهجت منذ بدء الربيع العربي سياسات عارضها الحكام السعوديون بشدة وأضرت كثيرًا بالعلاقات بين البلدين. وثارت حفيظة السعودية أيضًا بسبب التقارب بين الولايات المتحدة وإيران - أقدم خصوم الرياض بالمنطقة- والذي بدأ منذ أن تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفيا مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني الشهر الماضي في أول اتصال بهذا المستوى بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود.
    وأشارت الرياض إلى فشل مجلس الأمن في تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واتخاذ خطوات لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا ووقف الانتشار النووي في المنطقة وقالت إنّه رسخ بدلا من ذلك النزاعات والمظالم.
    وقالت وزارة الخارجية في بيان "المملكة العربية السعودية ترى أنّ أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب الأمر الذي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم."
    وأضافت "إنّ بقاء القضيّة الفلسطينية بدون حل عادل ودائم لخمسة وستين عامًا والتي نجم عنها عدة حروب هددت الأمن والسلم والعالميين... وفشل مجلس الأمن في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل... والسماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوي على مرأى ومسمع من العالم أجمع وبدون مواجهة أي عقوبات رادعة لدليل ساطع وبرهان دافع على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته." وتابعت "بناء على ذلك فإنّ المملكة العربية السعودية وانطلاقًا من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعليًا وعمليًا من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين."
    والسعودية واحدة من خمس دول اختارتها الجمعيّة العامة للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي لعضوية مدتها عامان في مجلس الأمن الذي يضم 15 عضوًا. ويتمتع مجلس الأمن بسلطة التفويض بالقيام بعمل عسكري وفرض عقوبات والتكليف بعمليات لحفظ السلام ويضم عشرة أعضاء غير دائمين بينما يتمتع الأعضاء الخمسة الدائمون وهم الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا بحق الفيتو.
    وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إنه لم يتلق أي إشعار رسمي من السعودية - وهي عضو مؤسس في الأمم المتحدة - برفض شغل أحد المقاعد غير الدائمة في المجلس.
    وقال محلل سعودي طلب عدم نشر اسمه إن قرارًا بمثل هذه الأهمية لابد وأن يكون صادرا عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز أو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
    وأضاف "ظلت المملكة العربية السعودية تعمل لدخول مجلس الأمن طيلة السنوات الثلاث الماضية، دربت دبلوماسيين هم خيرة من في وزارة الخارجية.. أمهر شبابنا ثمّ تمّ اتخاذ قرار الانسحاب فجأة."
    روسيا مندهشة
    أمّا وزارة الخارجية الروسية فقالت إنّها مندهشة لموقف السعودية وتقف متحيّرة أمام اتهاماتها لمجلس الأمن. وأضافت "أعفت السعودية بقرارها هذا نفسها من العمل الجماعي بمجلس الأمن الدولي لدعم السلام والأمن الدوليين."
    وكانت السعودية تتجنب عادة الإدلاء ببيانات سياسية قوية مفضلة معالجة الأمور التي تتعلق بنفوذها كأكبر مصدر للنفط في العالم ووضعها كمهد للإسلام وكحليف عربي رئيسي للولايات المتحدة خلف الأبواب المغلقة.
    إلا أن حكام السعودية ثار غضبهم حين لم تتخذ الأمم المتحدة إجراء إزاء الصراع السوري الذي تقف فيه المملكة وإيران على طرفي نقيض.
    وفي دلالة سابقة على تزايد الغضب السعودي ألغى الأمير الفيصل كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوعين فيما وصفه مصدر دبلوماسي بأنه رد على التقاعس الدولي حيال قضايا الشرق الأوسط.
    وقالت فرنسا العضو الدائم بمجلس الأمن إنّها تتفهم القلق السعودي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "نشاركهم الشعور بخيبة الأمل بعد الشلل الذي أصاب مجلس الأمن."
    وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو "نعتقد أنّ السعودية كانت ستقدم مساهمة إيجابية للغاية لمجلس الأمن لكننا ندرك أيضًا ما تشعر به السعودية من إحباط." ولم يعلق مسؤول أمريكي على القرار السعودي لكنّه أشاد "بالعمل الحيوي" الذي يقوم به المجلس.
    غاز سام
    وتبث وسائل الإعلام السعودية يوميا صورًا مخضبة بالدماء لضحايا الحرب الأهلية السورية التي سقط فيها أكثر من 100 ألف قتيل وتشرد الملايين كما دعمت المملكة المعارضة السورية بالمال والسلاح.
    وزاد غضب المملكة بعد التراجع الدولي عن توجيه ضربات عسكرية تقودها الولايات المتحدة لقوات الأسد ردًا على هجوم بالغاز السام قرب دمشق حين وافق الرئيس السوري على التخلي عن ترسانته الكيماوية.
    وقال عبد الله العسكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي "هناك أناس تقتل كل يوم وكل ساعة والعالم الإسلامي غاضب بقوة لأننا لا نرى أي إجراء أو أي موقف قوي من مجلس الأمن تجاه هذا الوضع."
    ومجلس الأمن الدولي منقسم بشأن كيفية التعامل مع الحرب الأهلية الدائرة في سوريا إذ تسعى القوى الغربية لتشديد العقوبات على الأسد بينما تستخدم روسيا حق النقض (الفيتو) لمنع استصدار قرارات تحقق ذلك الهدف.
    كما تنتقد السعودية ودول عربية أخرى الولايات المتحدة لعرقلتها اتخاذ إجراء دولي ينهي احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية التي سيطرت عليها بعد حرب 1967.
    وكان غضب السعودية ينصب عادة على روسيا والصين العضوين الدائمين بمجلس الأمن الدولي واللذين منعا استصدار قرارات تستهدف الأسد لكنه امتد الآن ليشمل الولايات المتحدة حليفتها الغربية الرئيسية.
    وانتقدت المملكة بقوة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ الربيع العربي لا فيما يتصل بسوريا وحسب بل وبمصر أيضًا حيث جمدت واشنطن مساعدات بعد أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
    ووصف عبد الله المعلمي سفير السعودية بالأمم المتحدة السياسة التي يجري اتباعها مع مصر بأنّها سياسة "لوي ذراع" في إشارة إلى موقف الولايات المتحدة.
    وقال "نحن نطالب جميع القوى في العالم بأن تحترم إرادة الشعب المصري وأن تتعامل مع الشعب ليس بصفته قاصرًا يحتاج إلى وصاية أو إلى نصح وإرشاد وإنّما باعتباره شعبًا عظيما له تاريخه وله حضارته وله سجلاته الكبيرة." وأضاف "أمّا سياسة لوي الذراع وفرض الوصاية على الشعب المصري واختياراته فنحن نظن أنّ هذه السياسة أيًا كان مصدرها لن تأتي بالنتائج الإيجابية في العلاقات مع مصر ومع شعبها."
    دمار شامل .. وخيبة أمل
    وقالت روسيا إنّها تأمل أن تتمكن المجموعة الآسيوية من اختيار مرشح آخر بدلا من السعودية لمجلس الأمن لكن لم يتضح ما إذا كانت هذه الخطوة ستحظى بقبول على نطاق واسع نظرًا لعدم وجود سابقة تاريخية .ويدور جدل منذ فترة طويلة حول إصلاح مجلس الأمن. وتريد بعض الدول توسيع المجلس بينما تضغط ألمانيا والهند والبرازيل واليابان كي يصبحوا أعضاء دائمين في المجلس. وقال بان "عضوية مجلس الأمن قرار للدول الأعضاء." وتابع قائلا "أدعو الدول الأعضاء للتعامل بشكل كامل مع الهيئات الرئيسية للأمم المتحدة مع تعزيز جهودها لتحسين أساليب العمل.
    وسبق وأن قالت السعودية إنّها تشعر بخيبة أمل لعدم ممارسة أوباما ضغوطًا على إسرائيل لإنهاء البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والموافقة على قيام دولة فلسطينية.
    وقال سفير جواتيمالا في الأمم المتحدة جيرت روزنتال ردا على سؤال عن بواعث القلق السعودية "كان عليهم أن يفكروا في ذلك قبل أن ينافسوا على المقعد."
    مناشدة .. وبان كي مون متفائل
    وقد رشحت أنباء أمس عن أنّ مجلس السفراء العرب في نيويورك تقدم بمبادرة إلى الجامعة العربية تناشد المملكة العربية السعودية العدول عن قرار الانسحاب من مجلس الأمن نظرًا للظروف التي تمر بها عملية السلام ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
    وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنّ السعودية لم تبلغ الأمم المتحدة بعد بشكل رسمي رفضها تسلم مقعدها في مجلس الأمن.
    وبعد إعلان السعودية عدم قبولها بالمقعد غير الدائم في مجلس الأمن قال الأمين العام بان كي مون إنّه يتطلع لاستمرار العمل مع المملكة العربية السعودية لمواجهة كثير من التحديات، وفي مكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة. وتحدث بان كي مون إلى الصحافة العالمية بعيدًا عن عدسات الكاميرات مؤكدا أنّه يحبذ انخراط الدول الأعضاء في هيئات الأمم المتحدة مع العمل على تحسين طرق عملها، وهو ما أكده مارتن نسيركي متحدثه الرسمي فيما بعد، مضيفا: "جميعنا بالطبع ندرك أنّ مجلس الأمن يحتاج إلى الإصلاحات، ولكن الدول الأعضاء هي التي يجب أن تحدد شكل هذه الإصلاحات".
    ويبدو الآن أنّ الأمين العام بان كي مون، مازال يأمل ألا يؤثر مثل هذا الانسحاب من مجلس الامن على علاقة الأمانة العامة لهذه المنظمة الدولية بالمملكة.
    إصلاح مجلس الأمن
    وأشاد معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بمطالبة المملكة العربية السعودية بإصلاح مجلس الأمن الدولي وتمكينه فعلياً وعملياً من القيام بواجباته وتحمل مسؤولياته تجاه الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وفقًا لميثاق الأمم المتحدة. وأكّد معاليه على أهمية المطالبة السعودية بتحقيق إصلاح جوهري في نظام مجلس الأمن بما يدعم دوره كجهاز الأمم المتحدة المسؤول عن كل التبعات الرئيسية لقضايا السلم والأمن العالميين خصوصًا وأنّ عالمنا اليوم في حاجة ماسة لدور مجلس الأمن وشرعيته الدولية في ظل اتساع حالات الاضطراب السياسي والأمني فيه.
    وقال معالي الأمين العام لمجلس التعاون إنّه بالرغم مما تحمله عضوية مجلس الأمن من مكانة دولية فإنّ اعتذار المملكة العربية السعودية عن قبول عضوية المجلس بسبب عجزه عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته خصوصًا تجاه قضايانا العربية ينطلق من اهتمام المملكة التاريخي بهموم وقضايا أمتها العربية وباستقرار جوارها الإقليمي كما ينطلق أيضًا من اهتمامها بالقضايا الدولية والاستقرار العالمي الذي يضطلع مجلس الأمن بالمسؤولية الرئيسة في شأنه.
    واعتبر معالي الدكتور عبداللطيف الزياني أنّ موقف المملكة العربية السعودية يعبر عن تمسّكها بالشرعية الدولية ورغبتها الصادقة في تفعيل دور مجلس الأمن وأجهزة الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة بما يحقق الدعوات العالمية في هذا الشأن ويجعل العالم أكثر تعاونًا وأمنًا واستقرارًا.
يعمل...
X