أبيي- رويترز
قال سكان منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها أنهم سيمضون قدما في إجراء استفتاء الأسبوع المقبل لتقرير مصيرهم إمّا بالانضمام إلى السودان أو إلى جنوب السودان رغم تحذيرات بأنّ ذلك قد يثير أعمال عنف في المنطقة.
ولم يتحدد مصير أبيي عندما انفصل جنوب السودان في عام 2011 وتعطل استفتاء رسمي تمّ التعهد به منذ فترة طويلة حول وضع المنطقة بسبب الجدال بشأن من يحق لهم التصويت. وقال زعماء من قبيلة دينكا نقوك الموالية بشدة لجنوب السودان إنّهم سئموا من الانتظار لإجراء استفتاء على مصير المنطقة التي تضم احتياطات نفطية صغيرة، وشهدت عدة اشتباكات بين قوات السودان وجنوب السودان. وقال أكويل أكول من اللجنة المنظمة للاستفتاء "خلصنا إلى أنّ افضل وسيلة لعمل ذلك هي أن ننظم استفتاءنا بأنفسنا، ونمضي قدمًا ونعلن للعالم عن رغبتنا". وقال مسؤولون في بلدة أبيي حيث لا تزال آثار المعارك على المباني أنّ حوالي 100 ألف من قبيلة دينكا نقوك في أجزاء أخرى من الجنوب عادوا إلى أبيي للمشاركة في الاستفتاء الذي سيجري على مدى ثلاثة أيام. وبدأ المنظمون الذين يعتمدون فحسب على التبرعات المحليّة في تسجيل الأصوات أمس الأحد ويعتزمون تجهيز 29 مركزًا انتخابيًا لإجراء الاستفتاء اعتبارًا من يوم 27 أكتوبر. ويقر المنظمون بأن إجراء استفتاء من جانب واحد من قبل دينكا نقوك يفتقر للأساس القانوني خاصة وأن السودان وجنوب السودان أعلنا أنّهما لن يعترفا بنتيجة الاستفتاء. ولكن قرارهم شبه المؤكد بالانضمام لجنوب السودان سيغضب بدو المسيرية المسلحين جيدًا والمؤيدين للسودان والذين يرعون ماشيتهم في أنحاء أبيي لفترات طويلة من العام ويطالبون بالحق في التصويت على مستقبل المنطقة.
وقال زكريا أكول مدير معهد سود وهو مركز أبحاث مقره جوبا "ستظل أبيي مصدرًا للصراع بين البلدين وقد تتصاعد الأمور ما لم تتوصل كل الأطراف المعنية إلى اتفاق". وقال لوكا بيونج من كلية هارفارد كنيدي ويعمل مستشارا لمنظمي الاستفتاء "الخرطوم قد تستخدم...ميليشيا لتعطيل ما يحدث أيًا كان". وكانت أبيي ساحة قتال كبيرة في سنوات الحرب الأهلية بين السودان وجنوب السودان ولها أهمية رمزية واستراتيجية كبيرة للجانبين.
ومنطقة أبيي واحدة من سلسلة نزاعات بين السودان وجنوب السودان، والتي تشمل مناطق حدودية أخرى وحقوق النفط. وذكرت وكالة السودان للأنباء أن من المقرر أن يزور الرئيس السوداني عمر حسن البشير جوبا عاصمة جنوب السودان غدًا الثلاثاء وهي الزيارة التي توصف بأنها أحدث محاولة لإصلاح العلاقات.