شمال الشرقية- بدر الحبسي
تصوير/ ناصر الرزيقي
اختتمت، فجر أمس، فعاليات وأنشطة المخيم الكشفي العالمي الـ56 على الهواء، والمخيم الكشفي على الإنترنت في محطته الرئيسية بالكلية التقنية بإبراء بمحافظة شمال الشرقية، والتي أقامتها المديرية العامة للكشافة والمرشدات، بالتعاون مع المفوضية الكشفية والإرشادية بالمحافظة، الذي استمر خلال 48 ساعة يومي السبت والأحد.
وصاحب المخيم العديد من التواصل والمحادثات الصوتية والكتابية والاتصالات اللاسلكية عبر محطة الراديو ومحطة الإيكولينك والمحطات الفرعية في محافظات مسقط ومسندم والوسطى؛ ليتفاعل الفتية والفتيات في بيئة ثرية من التعارف والحوار والنقاش الهادف، وطرح مزيد من الأفكار للارتقاء بالحركة الكشفية والإرشادية في العالم، إلى جانب إقامة ندوات كشفية تهم الشباب والشابات وترتقي بتطلعاتهم وطموحاتهم المستقبلية.
تعزيز الثقافة الإلكترونية
وأكد خميس بن سالم الراسبي مدير عام المديرية العامة للكشافة والمرشدات، أهمية مشاركة السلطنة في هذين الحدثين العالميين، ودوره الإيجابي في تطوير مشاركة الكشافة والمرشدات.. وقال: "لقد شكلت مشاركة المديرية العامة للكشافة والمرشدات الفاعلة في هذين الحدثين العالميين نقطة انطلاقة جيدة للتواصل الثقافي والحضاري مع كشافة العالم ومرشداته، وساهمت المشاركات طوال السنوات الماضية في تعزيز الثقافة الإلكترونية لكشافة السلطنة ومرشداتها في مجالات التواصل عبر شبكات الراديو اللاسلكية واستخدام برامج التواصل عبر الشبكة العالمية (الإنترنت)، ولاقت جهود كشافة السلطنة ومرشداتها في تطوير مشاركاتها السنوية في المخيمين الكشفيين العالميين لهواة الاتصالات اللاسلكية والإنترنت؛ تقديرا كبيرا من المنظمة الكشفية العالمية؛ منحت بموجبها لكشافة السلطنة ومرشداتها تفويضًا لإدارة قنوات الاتصال للمتحدثين باللغة العربية؛ يتم إدارتها من السلطنة عبر شبكة سكاوت لينك العالمية؛ وذلك لخدمة الناطقين بها في جميع أنحاء العالم، لتصبح المديرية العامة للكشافة والمرشدات المسؤولة عن إدارة غرف المحادثة العربية في العالم؛ حيث تم تخصيص 50 قناة محادثة بلغات مختلفة.. مضيفا بأن المديرية شكلت كذلك فريقا لتشغيل تلك القنوات ومراقبتها للتأكد من تنظيم الحوار والنقاش الهادف الذي يعطي للعالم حقيقة الحركة الكشفية والإرشادية والأهداف التي تحققها للجميع.
تقنية إبراء
وقد وفرت إدارة كلية التقنية بإبراء كل الامكانيات والخدمات لإقامة فعاليات المخيم وأنشطته المتنوعة في رحاب مبنى الكلية؛ حيث تم توفير قاعات مجهزة بأجهزة حاسوب وفرت بها إنترنت فائق السرعة وشاشات عرض إلكترونية لنقل فعاليات المخيم، وورشة في صيانة أجهزة الحاسب الآلي.. وأشاد مالك بن حمد الزكواني نائب عميد الكلية لشؤون الطلاب باستضافة هذا الحدث الكشفي العالمي واختيار المديرية العامة للكشافة والمرشدات للكلية لإقامة فعاليات وأنشطة المخيم، وهذا يخلق شراكة حقيقة بين مؤسسات المجتمع. وأضاف: "سعيد بهذا الاختيار الذي سيعطي لمجتمع الكلية الإلمام بالحركة الكشفية والإرشادية، والتعرف على أنشطتها وفعالياتها وأهدافها عن قرب، ويساهم في وجود عشيرة متكاملة الأفراد لتقوم بأنشطتها وفعالياتها وأدوارها خلال العام الأكاديمي".
وعلى هامش المخيم، أقيمت ندوة بعنوان الكشفية وقضايا الشباب تناول فيها قيم التعايش السلمي بين الشعوب والتحاور بين كشافة العالم ومرشداتها في هذا المخيم العالمي؛ حيث إن المنظمة الكشفية العالمية تخصص كل عام موضوع للمخيم يقوم من خلاله الشباب بالتحاور فيه، ويقوم الكشافة من كل دول العالم بالحديث وتبادل المعلومات والآراء حول قضايا الشباب، وتبادل مختلف القصص حول العمل في المجال الكشفي؛ وذلك تأكيدًا لدور الشباب في بناء المجتمعات وتوفير مناخ ملائم في ممارسة الكشفية وطريقتها وتوفير بيئة مناسبة لإبراز دول الفتية والفتيات في المجتمعات العالمية؛ وذلك من خلال عمليات التواصل عبر المحطات، وتضمَّن المخيم طرح مجموعة من المسابقات لتأكيد مواضيع هذا المخيم، كما تضمن عددًا من المسابقات بين شباب العالم؛ منها: القصة المسلسلة وهي عبارة عن كتابة قصة مكونة من عشرة سطور، ومن ثم قراءتها على الأشخاص الذين يتم التواصل عبر المحطات، مع طلب إكمال الجزء الثاني من القصة من قبل الشخص الآخر، وهكذا بالنسبة للأشخاص الآخرين، إلى أن تصل إلى نهاية القصة. وبعد ذلك، يتم تدوين القصة بالكامل في تقارير المحطة.
وفي مخيم هذا العام، تم رصد حالة الطقس في العالم؛ حيث يقوم كل مشارك عند التواصل مع أي شخص بسؤاله عن حالة الطقس في مدينته ودولته، ويقوم المشارك بتدوين حالة الطقس على المكان في خارطة العالم. وفي نهاية الأسبوع يحصل المشارك على تقرير ورؤية عن حالة الطقس في أماكن مختلفة من العالم خلال أيام تواصله مع الآخرين، فيما قام الكشافة والمرشدات بتحديد المسافة بين المحطة التي تتصل منها والمحطات الأخرى التي تتواصل معها، واستحدثت السلطنة هذا العام إقامة ندوة دور الكشافة والمرشدات في تحقيق السلام، تدار من قبل فريق الدعم الفني بالمديرية خلال أيام المخيم، وقد تم خلالها استضافة مدير البرامج بالمنظمة الدولية للسلام والتنمية البشرية عبر برنامج (التيم سبيك)، إلى جانب تنظيم مجموعة من الأنشطة الحوارية الأخرى حول السلام.
تجربة الاتصالات
فيما ستقبلت المحطة الرئيسية في يومها الثاني فرقًا كشفية وإرشادية من مختلف مدارس محافظة شمال الشرقية؛ للتواصل عبر المحطات اللاسلكية والإنترنت بمختلف دول العالم، لتواصل المحطة الرئيسية والمحطات الفرعية الموزعة على محافظات السلطنة المختلفة تفاعلها حيث بلغ عددها أكثر من 40 محطة وضعت لها العديد من البرامج التي تتيح للكشافة والمرشدات والقادة من خوض تجربة الاتصالات عبر برامج التواصل المعتمدة في الكشافة، واكتساب مزيد من الخبرات والمهارات التقنية والتواصل الثقافي والتحاور البناء من أجل عالم يسوده السلام والأمن، كما تم تركيب 7 محطات لبرنامج (الأيكولينك) بالمحطة الرئيسية بمحافظة شمال الشرقية؛ حيث تم تخصيص محطة واحدة للتواصل مع مختلف دول العالم، فيما خُصصت 6 محطات لكل قارات العالم الكشفية الست (إفريقيا وآسيا وأوروبا واستراليا وأمريكا وشمال شرق أمريكا)؛ حيث تم استخدام هذا التقسيم من فريق الدعم الفني بالسلطنة لضمان سهولة الاتصال والتواصل مع مختلف دول وقارات العالم وتحقيق أكبر قدر من نتائج الاتصالات بالدول المختلفة؛ بما أمكن كشافة السلطنة ومرشداتها من التواصل البناء مع كشافي العالم ومرشداتها للتعريف بالنهضة الكشفية التي تشهدها السلطنة في ظل الرعاية السامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- والتعريف بمقومات السلطنة التاريخية والحضارية والمنجزات التنموية.
شمال الشرقية
إلى ذلك، فقد أنهت مفوضية شمال الشرقية استعداداتها لاستضافتها المحطة الرئيسية للحدثين الكشفيين العالميين الـ56 على الهواء والمخيم الـ17 على الإنترنت، وفي هذا الجانب قال الدكتور علي بن ناصر الحراصي رئيس المفوضية الكشفية والإرشادية بمحافظة الشرقية شمال: إن استضافة محطة رئيسية بالمفوضية في هذا الحدث العالمي يأتي بالتعاون والتنسيق مع المديرية العامة للكشافة والمرشدات؛ حيث يُعتبر هذا المخيم فرصة للقادة والقائدات وللكشافة والمرشدات وجميع المهتمين بالحركة الكشفية والإرشادية بالتواصل مع العالم الخارجي من خلال هذا الحدثين العالميين.. مضيفا بـأن المفوضية سخرت كافة الظروف بالتعاون مع الكلية التقنية بإبراء لضمان استضافة فاعلة مع بقية المفوضيات الكشفية والإرشادية بالسلطنة من خلال توفير خط إنترنت سريع (ADSL) وتوفير أجهزة حاسب آلي مع السماعات والمايكات الخاصة وعمل كابلات موصلات لشبكة الإنترنت وأجهزة الاتصالات اللاسلكية (VHF-HF ) والهوائيات الخاصة بها.
إتاحة الفرصة
وعبَّر عدد من المشاركين عن سعاتهم بالمشاركة في المخيم الكشفي العالمي على الهواء والإنترنت، وأكدوا على أهميته في تبادل الأفكار والآراء وطرح المواضيع المفيدة للارتقاء بالحركة الكشفية والإرشادية؛ حيث قال علي بن محمد المعمري عضو فريق الدعم الفني: السلطنة دائما لها بصمة فريدة في إتاحة الفرصة لأكبر شريحة من منتسبي الحركة الكشفية والإرشادية للتفاعل مع هذا الحدث والاستفادة الكبيرة منه؛ حيث كان الاستعداد المنظم من أجل إقامة هذين الحدثين في محافظة شمال الشرقية بالكلية التقنية بإبراء، وأضاف بأن فريق الدعم قام بتدريب القيادات الكشفية والإرشادية بمفوضية شمال الشرقية في الفترة الماضية؛ وذلك للتوسع في استقطاب عدد أكبر من المشاركين وإكسابهم مهارات وخبرات متعددة في عملية استخدام برامج الاتصال والتواصل مثل التيم سبيك والمايرك ليسهل عليهم تطبيقها في السنوات المقبلة.
وقالت ميا بنت مالك بن محمد المسكرية قائدة مرشدات بتعليمية شمال الشرقية: سعيدة لاستضافة المفوضية للمحطة الرئيسية للمخيمين الكشفيين العالميين بالمحافظة هذا العام، وهي بلا شك تجربة مثيرة وثرية بالنسبة لي، وقد استفدت منها الكثير حيث تدربت على استخدام البرامج الخاصة بالتواصل الإلكتروني.. مؤكدة أن إقامة المحطة الرئيسية في المحافظة سيعزز من توسيع قاعدة المستفيدين، خاصة من خلال المشاركة في الاتصالات اللاسلكية عبر شبكات الراديو المستخدمة في الاتصال اللاسلكي، وكذلك تحفيز الكشافة والمرشدات بالمحافظة على المشاركة الفاعلة في مخيم العالمي للإنترنت.. موضحا أن المفوضية قامت بالتنسيق مع الكلية التقنية بإبراء وفريق الدعم الفني من خلال توفير قاعات لإقامة محطات التواصل المختلفة ودعوة أفواج من الكشافة والمرشدات للمشاركة في المحطة الرئيسية التي تقام بمركز اللغة الإنجليزية بالكلية، إلى جانب تجهيز المعرض والقاعات للتواصل عبر شبكات التواصل العالمي باستخدام برنامجي (السكاوت لينك) و(التيم سبيك)؛ بهدف إتاحة الفرصة للجميع من أجل المشاركة الفاعلة في أنشطة وبرامج المخيم العالمي للانترنت.
وقال أمينة بنت مرهون الشبيبية مشرفة مرشدات بتعليمية شمال الشرقية: لقد أنهينا مسبقاً من جاهزية المحطة الرئيسية، بالتعاون مع أعضاء فريق الدعم الفني بالمديرية العامة للكشافة والمرشدات مع اللجنة المشكلة من قبل المفوضية الكشفية والإرشادية لتنظيم مشاركة كشافة ومرشدات المحافظة في المخيمين الكشفي العالمي السادس والخمسين على الهواء، والسابع عشر على شبكة الإنترنت.
وقال عمر بن سيف العتبي: نشكر المفوضية الكشفية والإرشادية بتعليمية شمال الشرقية على الجهود المبذول للمشاركة لاستضافة هذا الحدث العالمي.. موضحًا أن المديرية قامت بالتنسيق للمشاركة ناجحة من كافة الوحدات الكشفية والإرشادية للمحطة الرئيسية بالمحافظة لإتاحة الفرصة لهم من أجل التواصل مع كشافة ومرشدات السلطنة والعالم لتبادل الخبرات والتجارب في المجال الكشفي والإرشادي.