لندن- رويترز
قالت مصادر إنّ ليبيا عرقلت جهود شركة النفط الأمريكية ماراثون أويل لبيع حصتها في واحدة من كبرى مشروعات النفط في البلاد، مما يبرز الصعوبات التي يواجهها المستثمرون في تقليص تعرضهم للاضطرابات في ليبيا.
وكانت مصادر أبلغت رويترز في يوليو أن ماراثون تدرس بيع حصتها في شركة الواحة للنفط التي تبلغ طاقتها الإنتاجية القصوى 350 ألف برميل يوميا وتنتج الخام الخفيف الخالي من الكبريت وهو الخام الرئيسي الذي تنتجه ليبيا. وقال وزير النفط الليبي عبد الباري العروسي في وقت لاحق إن المؤسسة الوطنية للنفط قد تشتري حصة ماراثون رغم أن شركات أخرى مهتمة بشراء الحصة دون أن يذكر أسماء هذه الشركات. لكن مصدرا كبيرا في قطاع النفط الليبي قال إن ماراثون قررت عدم بيع الحصة بعد محادثات مع المؤسسة الوطنية للنفط. وأشار المصدر إلى أن العقود تلزم شركات النفط الأجنبية بالحصول على موافقة المؤسسة الوطنية للنفط على أي عملية بيع ويعطي المؤسسة أيضا حق الشفعة في بيع أي حصة. وقال لرويترز "غيرت الشركة رأيها. أشارت ماراثون باعتبارها شريكا إلى رغبتها في بيع حصتها. وأجرت محادثات مع المؤسسة الوطنية للنفط وأعتقد أنه قبل الحصول على الموافقة تغيرت الأمور بالنسبة للشركة. آخر ما نما إلى علمي هو إلغاء الصفقة". ورفض متحدث باسم ماراثون التعليق. وقال "لم نعلق على أي من الشائعات والتكهنات الخاصة بأصولنا في ليبيا ومن ثم ليس لدينا ما نقوله في الوقت الحالي".
وذكر مصدر آخر مطلع على الأمر أن المؤسسة الوطنية للنفط أبلغت ماراثون أنها ستجهض أي صفقة من خلال تقديم عرض لشراء الحصة وأنه على الشركة الأمريكية أن تتوقع عرضا أقل من القيمة السوقية. وأبلغ المصدر رويترز "فكرة انسحاب ماراثون لم ترق للحكومة. فقد رأت أن ذلك سيبعث رسائل سلبية في ضوء المناخ السياسي". وذكر المصدر أن هناك بعض الاهتمام الصيني بحصة ماراثون لكن المحادثات لم تحرز تقدما كبيرا حتى تبين أن المؤسسة الوطنية للنفط ستجهض أي صفقة. ولم يحدد المصدر المشتري الصيني المحتمل.
وتسبب عمال مضربون وميليشيات ونشطاء سياسيون في إغلاق عدة مرافئ نفطية رئيسية في ليبيا لنحو ثلاثة أشهر مما كبد الحكومة وشركات النفط الأجنبية العاملة هناك خسائر تقدر بمليارات الدولارات. وفي الربع الأول شكل إنتاج ماراثون في ليبيا نحو سبعة بالمئة من إجمالي إنتاج الشركة. غير أن الواحة كانت من بين الشركات الأشد تضررا من إغلاق مرفأ السدرة أكبر مرافئ النفط في ليبيا والمتوقف عن العمل منذ يوليو. وتملك كل من ماراثون وكونوكو فيليبس 16.3 في المئة في امتياز الواحة في حين تملك هيس كورب 8.2 بالمئة وتملك المؤسسة الوطنية للنفط الليبية 59.2 بالمئة. وكانت اكسون موبيل قالت الشهر الماضي إن الوضع الأمني لم يعد يسمح بوجود كبير لها في ليبيا في حين تخلت رويال داتش شل العام الماضي عن منطقتي امتياز بسبب نتائج مخيبة للآمال.