تويت
أُطلق مشروع "تمام" في العام 2007 بتمويل من مؤسّسة الفكر العربي بموجب اتفاقية تفاهم موقَّعة بين المؤسّسة والجامعة الأمريكية في بيروت. وهو المشروع الأول ضمن "تمام"، وهي سلسلة مشاريع للتطوير التربوي المستند إلى المدرسة بمشاركة عدد من المدارس العربية.
ويعد مشروع "تمام" نموذجاً مبتكراً للتطوير المدرسي في العالم العربي، ويهدف إلى تطوير نظرية للتغيير التربوي تستمر فعاليتها على المدى البعيد، وتستند بشكل كامل إلى الممارسات التربوية المدرسية، بما يسمح ببناء القدرات المؤسّساتية الضرورية لإحداث التطوير.
وتتمثل رؤية المشروع في تطوير نظرية للإصلاح التربوي في المنطقة العربية منطلقة من القاعدة، ومستندة إلى واقع المدرسة وتدريب العاملين في ميدان التعليم على وضع خطط لأنشطة متعلقة بالإصلاح وتنفيذها عبر استخدام المواد التدريبية التي ينتجها المشروع وتشجيع ثقافة أخذ القرار.
وأصبح تطبيق مشروع "تمام" في السلطنة نافذاً منذ توجيه معالي الدكتورة مديحة بن أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، بعد تلقيها دعوة رسمية من مؤسسة الفكر العربي والجامعة الأمريكية ببيروت، بطلب انضمام مدارس السلطنة لمشروع "تمام" الذي بدأ تطبيقه في عدد من مدارس كلٍّ من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية في المرحلة الأولى.
ويعتمد مشروع "تمام" على تكامل الجهود التطويرية بين المدرسة والوزارة والجامعة. وفي السلطنة يتم ذلك من خلال المدارس التي تطبق مشروع "تمام" في مدارسها بدعم من وزارة التربية والتعليم والمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط، وجامعة السلطان قابوس ممثلة بكلٍّ من: د.عبدالله بن خميس أمبوسعيدي، ود. علي بن حسين البلوشي (من قسم المناهج والتدريس بكلية التربية).
ويعتمد "تمام" على التعاون المهني، والاستقصاء التعاوني، والرعاية المهنية، وبناء قدرات القيادة، والقرارات المستندة على الأدلة، والمحاورة والممارسة التأملية، والقرارات المبنية على حاجات الفريق، والممارسة الموثقة منهجيا، والتخطيط المعدل أثناء التطبيق وبناء على المتابعة، والتعلم بالتجربة، والبعد عن الشخصنة والمشاكة المتفتحة.
وقد تم اختيار ثلاث مدارس من محافظة مسقط لتطبيق المشروع بناء على المشاريع الناجحة التي قامت أو تقوم بها حاليا، كما تم الأختيار في ضوء الاستعدادات التي أبدتها المدارس للتعاون مع فريق تمام بجامعة السلطان قابوس لتطبيق مشروع تمام بالسلطنة. كما تم التنسيق مع المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط بخصوص الأختيار النهائي للمدارس. علما بأن هذه المشاريع هي من اختيار المدارس وليست مفروضة عليها، وهذا يتفق مع روح مشروع تمام الذي يعطي المدرسة الفرصة لتطوير ذاتها واختيار ما تطوره بناء على حاجة نابعة من داخل المدارس، وليس أمرا مفروضا عليها من قبل الجهات العليا كمديرية التربية والتعليم بمحافظة مسقط أو من فريق تمام بجامعة السلطان قابوس. أما المشاريع التي تقوم المدارس الثلاثة بتطبيقها حاليا فقد تنوعت بين تلك التي تركز على المعلمين وتلك التي تستهدف الطلبة، وهي مدرسة حيل العوامر للتعليم ما بعد الأساسي (11-12) والوادي الكبير للتعليم ما بعد الأساسي (11-12) والازدهار للتعليم الأساسي (1-6) .
وقد شاركت شاركت السلطنة ممثلة في أعضاء فرق "تمام" بالمدارس الثلاث وأعضاء فريق "تمام" بجامعة السلطان قابوس وممثلين من المكتب الفني للدراسات والتطوير وقسم تطوير الأداء المدرسي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط، في الملتقى الثاني العام لمدارس مشروع "تمام" المرحلة الثانية بالوطن العربي الذي عقد في بيروت في الفترة من 19-23/6/2013 بمشاركة مدارس من السلطنة والأردن ولبنان ومصر. وقد قامت المدارس العمانية أثناء مشاركتها في هذا الملتقى بعرض مشاريعها أمام المدارس الأخرى المشاركة من الدول العربية، كما تم تقديم تغذية راجعة لها من قبل الفرق المدرسية، وأعضاء فريق مشروع "تمام" الرئيس بالجامعة الأمريكية ببيروت.
ويرى الدكتور عبدالله أمبوسعيدي أستاذ مشارك بكلية التربية جامعة السلطان قابوس وأحد المشرفين على المشروع في السلطنة، أن تطبيق المشروع في عمان له فوائد عديدة لكل من المدارس على وجه الخصوص والسلطنة بشكل عام كونه يخلق لدى المعلمين السمات والخصائص التي تؤهلهم لقيادة التغيير والتطوير داخل المدرسة. ومن خلال عمل الفرق حاليا وما أنجزته من أعمال، فإن المستقبل مبشّر بالخير وأن المشاريع المختارة ستكون نواة التطوير داخل المدرسة. مشيرا الى ان الخطة المستقبلية لمشروع "تمام" في السلطنة تتمثل في إتاحة الفرصة للفرق المدرسية الحالية (المدارس الثلاث) للتمكن من مهارات البحث الإجرائي واكتساب أعمدة مشروع "تمام" سالفة الذكر من خلال الإستمرار في عمل مشاريع تطويرية أو علاجية داخل مدارسهم. والبدء في التوسع على مستوى المدرسة الواحدة من خلال تشكيل فرق "تمام" أخرى داخل المدرسة ويمكن أن تكون حسب التخصص أو حسب المشروع التطويري أو العلاجي المقترح، وسيتم الاستفادة من الفرق المدرسية الحالية في ذلك. والتوسع على مستوى المدارس بالمحافظة والمحافظات الأخرى؛ وذلك عن طريق انضمام مدارس جديدة لمشروع "تمام"، ولكن سيكون هذا التوسع بشكل تدريجي ومنظم وسيتم الاستفادة من الفرق المدرسية الحالية في ذلك. وإدخال بعض أفكار مشروع "تمام"، خاصة فيما يتعلق بنموذج خطة المشروع وأعمدة مشروع "تمام" في برنامج تطوير الأداء المدرسي الذي تنفذه الوزارة حاليا، وسيتم التعاون في ذلك مع أقسام تطوير الأداء المدرسي في الوزارة والمحافظات، خاصة محافظة مسقط بصورة مبدئية كونها أول المحافظات من احتضنت مشروع "تمام". وعمل تشبيك أو شبكة بين المدارس المنتمية لمشروع "تمام" يتم فيها تبادل الأفكار والمعلومات بين هذه المدارس فيما يتعلق بالتطوير المدرسي.