- الدعوة إلى تضمين المناهج المدرسية وحدات متخصصة حول الكوارث
- نشر الوعي حول مخاطر الكوارث الطبيعية وطرق التعامل معها
- أهمية الاستفادة من التجارب الدولية في مواجهة الكوارث.
مسقط - ناهد الكلبانية - وهناء الشبيبية
أوصت الندوة الدولية حول الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية والتي نظمتها وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، وبالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية والهيئة العامة للطيران المدني بمشاركة بعض المؤسسات المحلية والمنظمات الدولية، في ختام أعمالها بدراسة إنشاء مركز وطني لإدارة الأزمات والكوارث تكون مهمته وضع استراتيجية واضحة للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية مع الأخذ بالاعتبار التخطيط والتطوير والتنمية المستدامة وتكامل وتوحيد الجهود المتعلقة بإدارة الكوارث ومراجعة الخطط المتعلقة بإدارتها ومتابعة جميع الدراسات والبحوث وعقد المؤتمرات والندوات، ودراسة إنشاء كرسي بحثي في جامعة السلطان قابوس لعلم إدارة الأزمات والكوارث، وإنشاء تخصص مواز له، وبرنامج للدراسات العليا، وتحديث وإدخال وحدات متخصصة حول الكوارث وطرق التعامل معها ضمن المناهج والأنشطة التربوية لمختلف الحلقات، مع ربط ذلك بالتدريب والتأهيل للهيئات التربوية، والعمل على التطوير المستمر لبرامج العمل التطوعي في التعليم العام والتعليم العالي على وجه التحديد.
بجانب ذلك فقد أكّد المشاركون على أهميّة استحداث برامج إعلامية وتدريبية تساعد على رفع مستوى الوعي، والاستفادة من الخبرات الدولية وتشجيع نقل المعارف والتكنولوجيات وأفضل الممارسات لمواجهة الكوارث في جميع مراحلها من خلال الشراكة والتواصل بين البلدان والمنظمات الدولية، والتفعيل العملي للاتفاقيات والبروتوكولات ذات العلاقة، والاستمرار في تقييم البنية الأساسية وتطويرها لضمان الأداء الفعال في مواجهة الأزمات والكوارث، ودراسة إمكانية إنشاء أماكن إيواء مؤهلة لاستقبال السكان المتأثرين جراء الكوارث، وزيادة الإمكانات البشرية والآلية، والحرص على تأهيل الكوادر المحلية المتخصصة وإلحقاها بالندوات والمؤتمرات المحلية والدولية لاكتساب الخبرات والتجارب في هـذا المجال، كما وأكّد المشاركون على أهمية نظم الإنذار المبكر بالمخاطر المتعددة كأداة فاعلة لإنقاذ الأرواح والممتلكات في حالات الكوارث والطوارئ واعتباره عنصراً أساسياً في الحد من مخاطر الكوارث، والاهتمام برفع قدرات نظم الإنذار المبكر والأخذ بكل ما هو نموذجي ومتجدد في هذا المجال، والتنسيق الفاعل لمواكبة المستجدات ورفع مستوى مراكز العمليات وتبادل المعلومات بين دول الإقليم في سُبل مواجهة الكوارث، وبما يكفل تضافر الجهود والتكامل بين كافة الدول لمواجهتها.
الجلسات النقاشية
من جانب آخر، تواصلت أمس لليوم الثاني على التوالي الجلسات النقاشية للندوة، حيث تضمنت الجلسة الثالثة والتي حملت عنوان ( نظم الإنذار المبكر المتعدد وإدارة الكوارث) أربع أوراق عمل، جاءت الورقة الأولى بعنوان (نظام الإنذار المبكر المتعدد في سلطنة عمان) قدمها أحمد الحارثي مدير الخدمات التشغيلية والتقنية بالهيئة العامة للطيران المدني وتناولت الورقة الحديث عن مركز الرصد المبكر للكوارث المناخية، وأهداف إنشاء هذا المركز، والجهود المبذولة من هيئة الطيران المدني لمواجهة أنواع الكوارث الطبيعية التي قد تتعرض لها السلطنة.
أمّا الورقة الثانية فكانت بعنوان (تحسينات نظام وكالة الأرصاد اليابانية للتحذير من موجات التسونامي- الدروس المستخلصة من زلزال شرق اليابان الكبير عام 2011م) ألقاها كويزومي تاكيشي منسق أول لمعلومات الزلازل والتسونامي بوكالة الأرصاد الجوية اليابانية.
وقدّم البروفيسور سام هيتياراكجي من قسم الهندسة المدنية بجامعة موراتوا بسريلانكا ورقة عمل حول ( إدارة وتقييم أخطار التسونامي- دراسات حالات من سيريلانكا) حيث ناقشت الورقة الدراسات الاستقصائية المنفذة لتقييم مخاطر التسونامي، ووضع وتطوير تدابير التخفيف من نتائج الكوارث الطبيعية في مدينة جولا الساحلية بسيريلانكا وتحتوي هذه الدراسة على دراسات تحليلية ميدانية حول آثار الفيضانات.
واختتمت الجلسة الثالثة بورقة عمل حول (دراسة تقييم الفيضانات في سلطنة عمان ومعاييرها المعتمدة للحد من مخاطرها) للدكتورة عائشة مفتي القرشية من وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه تحدثت من خلالها عن الموقع الجغرافي للسلطنة وسمات الفيضانات وآثارها وخاصة في السلطنة، والأفكار الخاطئة حول الفيضانات وسبل التعامل معها، كما تناولت الورقة برنامج دراسة الفيضانات في السلطنة والذي وضع من أجل توفير البيانات المطلوبة حول المناطق المتضررة من الفيضانات والمستجدات الخاصة بالبرنامج والخطط التنموية المستقبلية فيما يخص البرنامج والدراسة.
دور التعليم
وجاءت الجلسة النقاشية الرابعة حول ( دور التعليم وتوعية السكان في التخفيف من أثر الكوارث الطبيعية) واشتملت على أربعة أوراق عمل جاءت الأولى بعنوان ( تقنية نظام إيصال المعلومة للجمهور) قدمها الدكتور كاريونو مهندس أنظمة بمركز التحذير من الزلازل وموجات التسونامي بوكالة الأرصاد والمناخ وعلوم الأرض بأندونيسيا، وتناولت الورقة تقنية نظام إيصال المعلومة للجمهور، والأدوات المستخدمة لملاحظة الزلازل والتسونامي، وتقنية إيصال المعلومات للجمهور حول الزلازل والتحذير المبكر لتسونامي.
ثمّ قدم الدكتور محمد البوسعيدي خبير تربوي بوزارة التربية والتعليم ورقة العمل الثانية تحت عنوان ( الأخطار البيئية والمسؤولية التعليمية: رؤية توعوية) تحدث من خلالها عن تصنيف الكوارث الطبيعية، وإحصائيات حول حجم الكوارث وخسائرها في العالم، وأهميّة توعية الفرد بها منذ دخوله المدرسة من خلال غرس مفاهيمها في المناهج المدرسية، كما وطرحت الورقة رؤية وزارة التربية والتعليم وأدوارها حول التوعية بمخاطر الكوارث الطبيعية، والحديث عن وثيقة التربية البيئية، ومسابقة المحافظة على النظافة والصحة في البيئة المدرسية ودورها التوعوي، والاهتمام الذي توليه الوزارة لذوي الإعاقات.
عقب ذلك قدم الدكتور أرديتو كوديجات أخصائي برامج في وحدة تخفيف مخاطر الكوارث ومعلومات التسونامي بمكتب اليونسكو في جاكرتا ورقة عمل بعنوان ( بناء القدرات المدرسية في التعليم حول الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، وتناولت الورقة دروس مستفادة من تجربة اليابان، والدوافع للتعليم حول الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، ومفهوم التعليم للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، وضرورة تعميم المفاهيم الخاصة بالحد من مخاطر الكوارث الطبيعية في المناهج الدراسيّة، وأهمية تأهب المدارس لمواجهة الكوارث.
واختتم الجلسات النقاشية بورقة عمل حول ( إجراءات الحد من أخطار الكوارث للأشخاص ذوي الإعاقة) للدكتور عايد السبع السلطاني خبير رعاية وتأهيل المعاقين بوزارة التنمية الاجتماعية، طرحت الورقة مبررات الاهتمام بهذه الفئة أثناء الكوارث، وعدد من القوانين والاتفاقات التي تبنتها السلطنة، كما عرضت الورقة عددا من البيانات الإحصائيّة الخاصة بالمعاقين في السلطنة حسب التعداد السكاني لعام 2010م، بجانب الحديث عن خطوات خطة الإغاثة والإخلاء للمعاقين أثناء حدوث الكوارث وفق ما تبنته وزارة التنمية الاجتماعية.
نشر الوعي
وحول أهميّة نشر التوعية بمخاطر الكوارث الطبيعية قال كويزومي تاكيشي منسق أول لمعلومات الزلازل وتسونامي بوكالة الأرصاد الجوية الياباني: يجب علينا نشر الوعي حول أهميّة الإخلاء المباشر في حالة تعرّض المنطقة لهزّات أرضية قوية أو هزة أرضية خفيفة تستمر لفترة طويلة، أو في حالة التعرّض لتسونامي نتيجة لما تسببه مثل هذه الكوارث الطبيعية من خسائر كبيرة نتيجة لارتفاع أمواج البحر بشكل كبير قبل ارتطامها بالمنطقة، وبالنسبة لسلطنة عمان فهي من المناطق المعرضة التي من الممكن تعرضها لموجات التسونامي بسبب موقعها الجغرافي القريب من جزيرة سمطرة بأندونيسيا وأقليم مكران بإيران؛ لذلك فمن الضروري للسلطنة عقد مثل هذه الندوات التي تساهم في نشر الوعي بين السكان.
من جهته أكد الدكتور أرديتو كوديجات أخصائي برامج في وحدة تخفيف مخاطر الكوارث ومعلومات التسونامي، بمكتب اليونيسكو في جاكرتا على أهميّة إيجاد ثقافة الأمان ونشر الوعي من خلال عقد مثل هذه الندوات، وقال: يعد عقد مثل هذ الندوة أمرًا مهماً، نتيجة لموقع السلطنة الذي يعرضها لحدوث الأعاصير والفيضانات، حيث تمثل الندوة منبراً لنشر الوعي حول الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، وقد جمعت الندوة كافة المعنيين من خارج السلطنة وداخلها، وتمّ من خلال جلسات العمل التعرّف على الجهود المبذولة في السلطنة في سبل الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، ومناقشة احتياجات السلطنة حول نفس الموضوع، ولابد أن يتم التركيز على التوعية من خلال التعليم في مختلف المراحل الدراسية لنقدم للطلبة المعرفة والمهارة اللازمة للاستعداد لمثل هذه الكوارث، ومن خلال التعليم أيضاً نتمكن من تغيير أفكار الطلبة وأسلوب تعاملهم مع البيئة والكوارث الطبيعية، وهذا الأمر يتطلب الاستمرارية ووفق خطة ومنهج منظم؛ لتحقيق التوعية الكافية بأخطار هذه الكوارث وإجراءات التعامل عند وقوعها.
وقال برناردو ألياجا، أخصائي أول برنامج اللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات باليونسكو- باريس: معظمنا يدرك أثر الكوارث من خلال صور المعاناة والأرواح التي أزهقت عند حدوث مثل هذه الكوارث، كما وأنّ الاقتصاد يتأثر بشدة من هذه الكوارث حيث إنّ البلدان ذات مستويات أعلى من العيش يمكن أن تتعرض لمستويات أعلى من المخاطر، اعتمادًا على أنماط التوزيع السكاني، وأرى من العروض التي قدمت خلال الندوة، لابد أن نتعلم درسًا مفاده أن هنالك العديد من المعلومات والخبرات التي من الممكن أن توظفها السلطنة للحد من مخاطر الكوارث، وبوجه خاص الحد من آثار الأعاصير والمخاطر الساحلية، كما وتشجع الندوة وزارة التربية والتعليم لتضمين هذه المفردات في التعليم، وذلك من أجل التوصل إلى سكان أفضل استعدادًا لمثل هذه الظروف، وأنا سعيد لإمكانية رؤية إجراءات قد تنبثق عن هذه الندوة في هذا الاتجاه، أمّا عن دور الوعي العام بين جميع فئات المجتمع للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية ففي حين أننا لا يمكن أن نفعل شيئا يذكر لمنع وقوع المخاطر الطبيعية مثل الأعاصير والزلازل وحالات الجفاف وموجات المد، فإننا يمكن أن نقلل من خطر فقدان الأرواح والممتلكات بسبب هذه المخاطر، من خلال تدابير التخفيف ومن أهمها الوعي العام، وهو مدى المعرفة الشائعة حول مخاطر الكوارث، والعوامل التي تؤدي إلى الكوارث والإجراءات التي يمكن اتخاذها بشكل فردي وبشكل جماعي للحد من التعرض لها.
أهمية الندوة
وعبّرت فتحية بنت محمد العويسية من المديرية العامة للمدارس الخاصة عن أهميّة مشاركتها في هذه الندوة قائلة: إنّ المشاركة في مثل هذه الندوات التي تتناول الكوارث الطبيعية وطرق الحد أو الحماية منها يعد أمرًا مهماً في الفترة الأخيرة كون الكوارث كثيرة الحدوث وتكرارها متقارب بشكل كبير وكون السلطنة معرضة في أوقات معينة لبعض منها، لذلك التثقيف والتوعية بهذه الكوارث وطرق الحماية منها على صعيد المؤسسات أو الأشخاص أمر مهم جداً وضروري نافع جداً إذ يساعد في تقليل نسبة 50% من احتمالية حدوث الأضرار وهذا ما أثبتته الدراسات العالمية، وتناولت الندوة 32 ورقة عمل عن الكوارث الطبيعية تنوعت بين الزلازل والتسونامي وغيرها بأطروحات مختلفة تتناول عدة محاور مهمة ذات فائدة كبيرة لواضعي القرار والمخططين على المستوى الدولي والمؤسسات أو حتى على المستوى الشخصي.
في حين قال سامي المعمري من الهيئة العامة للطيران المدني: مشروع نظام الإنذار المبكر الذي يقع تحت نطاق مسؤوليات الهيئة العامة للطيران المدني هو المستفيد الأول من هذه الندوة نظراً لما حوته من تجارب لدول عاشت الكوارث وطورت أنظمتها لتقليل المخاطر الناجمة عنها إلى الحد الأدنى، وبلا شك فإن الاطلاع على تجارب الآخرين يسرّع من عملية تشغيل النظام في نفس الوقت يساعد على تجنب الأخطاء التي وقعت سابقاً، وقد حوت هذه الندوة العديد من أوراق العمل لتقييم المخاطر من داخل السلطنة وخارجها، وعند دمج هذه الأوراق يمكننا أن نخرج بخلاصة أنّ نظام الإنذار المبكر في السلطنة سيكون فعالا إن تعاونت جميع الجهات المسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر لإيصال المعلومة وتوفير البيانات اللازمة لإعادة تخطيط المناطق المعرضة للخطر.
وقالت شريفة الهاشمية من وزارة البيئة والشؤون المناخية: هذه الندوة تمثل أهميّة كبيرة لنا وزارة الشؤون المناخية، لكون الوزارة عضو في اللجنة الوطنية للقطاع المدني، فالأوراق العلمية المطروحة في الندوة كانت ثرية بالمعلومات والخبرات من قبل دول واجهت مثل هذه الكوارث الطبيعية، فيمكننا الاستفادة من خبراتها في إدارة هذه الكوارث، وكيفية الحد من المخاطر عن طريق الأجهزة المستخدمة لرصد الكوارث مثل الزلازل والأعاصير، أو طرق توعية المواطنين بكيفية التعامل مع هذه المخاطر.
وتحدث المهندس خلفان بن سالم الفارسي من وزارة الزراعة والثروة السمكيّة عن الأهميّة التي تمثلها هذه الندوة لوزارة الزراعة والثروة السمكية: إنّ المخاطر والكوارث الطبيعية كثيراً ما تؤثر على الغطاء النباتي والثروة الحيوانية والسمكيّة، وأعطت الندوة العديد من ملامح آثار هذه الكوارث والحلول التي يرى مقدمو أوراق العمل الذين أتوا من بلدان تأثرت بالعديد من الأنواء المناخية وقاموا بدراسات مكثفة حولها وجلبوا رؤيتهم عنها والحلول التي يرون أنها ستساهم في وضع السياسات والخطط التي تسعى السلطنة لاتخاذها احترازاً لمثل هذه الكوارث.
وأشارت بثينة بنت علي بن شنين الحديدية إلى أنّ الندوة مهمّة لجميع شرائح وفئات العمل بصورة كبيرة، ووزارة التربية والتعليم تعتبر من أهم وأبرز المؤسسات التي يجب أن يكون لها حضور فعال باعتبارها المؤسسة التربوية الصانعة للأجيال، لهذه الندوة ارتباط وثيق بالأحداث والظروف المناخية، وهي تهيئة جيّدة للمواطن للاستعداد لمثل هذه الظروف والتوعية لطرق التعامل معها، وعلى المستوى الشخصي وكعضو ناقل للمعلومات استفدت كثيرًا من أوراق العمل المتنوعة التي تمّ طرحها خلال الندوة.