النتائج التي تمخَّض عنهااجتماع اللجنة الإقليميَّة لمنظمة الصحة العالميَّة لإقليم شرق المتوسط، في دورتها الستين، التي اختُتمت بمسقط، أمس، تشكِّل إضافة مهمَّة لمسيرة العمل الصحي العالمي، ودُعامة للخطط الصحيَّة المستقبليَّة في السلطنة.
فقد خرج الاجتماعُ بالعديد من القرارات والتوصيات المهمة التي تتعلق بمنظومة العمل الصحي على صعيد إقليم شرق المتوسط، بعد نقاشات مُستفيضة، وحوارات بنَّاءة بين وزراء ومسؤولي الصحة بـ22 دولة من دول الإقليم، وفي أجواء تنظيميَّة مثاليَّة هيَّأتها السلطنة بهدف إنجاح هذا الاجتماع المُهم.
ومن القرارات المهمَّة: حث الدول الأعضاء على المُبادرة بالانضمام إلى نظام الشراء المجمَّع للقاحات، وبتوقيع مُذكرة تفاهم مع مُنظمة الصحة العالميَّة واليونيسيف لاستكمال عمليَّة المشاركة حتى تستفيد من هذا النظام، إضافة إلى وضع أهداف سنويَّة طموحة لاختبار فيروس الإيدز، واتخاذ إجراءات عاجلة لتسريع وتيرة الوصول إلى المُعالجة، وإنشاء نظام قوي لترصد مُقاومة مُضادات الميكروبات.
ومن النتائج المُهمة للاجتماع: الإعلان عن الانتشار الجديد على الصعيد الدولي لفيروس شلل الأطفال، ودعوة جميع الدول الأعضاء إلى تقديم كل الدعم المُمكن للدول التي شهدت انتشار المرض. وقد ضربت السلطنة أروع الأمثلة في الدعم العملي لخطوات مُكافحة الشلل؛ من خلال صدور التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- بتبرع السلطنة بمبلغ خمسة ملايين دولار لدعم جهود المُنظمة الدوليَّة في مُجابهة هذا المرض والتصدي له على مستوى العالم.
وفي جانب ذي صلة، حملت نتائج الاجتماع، دعمًا قويًّا لصحة الأمهات والأطفال؛ من خلال اعتماد إعلان دبي حول إنقاذ حياة الأمهات والأطفال، وضرورة تكريس المزيد من الجهود، وإعطاء الأولويَّة لصحة الأمهات والأطفال وتعزيزها؛ من خلال تضامن إقليمي تكاملي لتحقيق هذا الهدف السامي.
ويأتي اعتماد الاجتماع للاستراتيجيَّة الإقليميَّة للصحة والبيئة 2014-2019، وإطار العمل الخاص بها في إقليم شرق المتوسط، إيذانًا بالانتقال درجة أعلى في سُلَّم الرعاية الصحيَّة بدول الإقليم؛ من خلال تقوية القُدرات المؤسسيَّة لهذه الدول؛ للنهوض بدورها في التنظيم والترصد في مجال الصحة والبيئة، والعمل على تحقيق التعاون بين سائر الجهات ذات العلاقة من أجل حماية الصحة من المخاطر البيئيَّة.
... وإجمالاً، تُعد قرارات وتوصيات الاجتماع، إضافة نوعيَّة مهمَّة لمسيرة الصحة بدول إقليم شرق المتوسط والعالم أجمع.