مسقط - ناصر المجرفي
تحتفل أجهزة وزارة الزراعة والثروة السمكية في كل محافظات السلطنة بيوم عيد الشجرة الذي يصادف 31 أكتوبر من كل عام، رمزا وتكريما لها ولإعطاء أهمية خاصة للشجرة بأنواعها المختلفة في كل مكان وقد تم تحديد هذا اليوم باعتباره قمة النشاط الزراعي للموسم الشتوي والذي يعتبر أهم المواسم الزراعية بالسلطنة حيث تتم زراعة معظم أنواع الشتلات .
وتولي الحكومة الرشيدة ممثلة بوزارة الزراعة والثروة السمكية، قطاع الزراعة اهتماما خاصا فقد أخذت على عاتقها مسؤولية تنمية وتطوير قطاع الزراعة، وفي إطار هذه الجهود أولت الوزارة اهتماما خاصا بتطوير الشجرة والاعتناء بها أعطتها الأولوية في برامجها ومشاريعها وقد أخذت النخلة شعارا لتلك الاحتفالات أكثر من مرة أظهرت خلالها اهتمام الوزارة بشجرة النخيل وأهميتها بالنسبة للعمانيين والاقتصاد العماني ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً وشجرة النخيل التي تمثل ثمارها المحصول الاقتصادي الأول في السلطنة أعطتها الوزارة جل اهتمامها وقامت بتنفيذ برنامج الإحلال والتجديد لأشجار النخيل المسنة وإحلالها بأخرى ذات إنتاجية عالية من الأصناف المعروفة بجودتها في السلطنة فعملت على إكثار فسائل النخيل المختارة عن طريق أحدث التقنيات بمختبر الزراعة النسيجية.
وفي إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الزراعة والثروة السمكية في تطوير الزراعة بالسلطنة تطويرًا مبنياً على أسس علمية تساعد على جعل النشاط الزراعي مجزيا اقتصاديا فإنها تقوم بعمل الأبحاث المتعلقة بخصوبة التربة وتغذية النبات لتحديد الطرق والأنواع والمعدات المثلى من الأسمدة الواجب استخدامها على الأنواع المختلفة من المحاصيل الزراعية وتقوم بهذه المهمة محطات البحوث الزراعية في الباطنة وصلالة والمنطقة الداخلية والشرقية.
وتقوم الوزارة من خلال أجهزة وقاية المزروعات بتقديم الخدمات الوقائية التي يصعب على المزارع القيام بها منفردا وخاصة فيما يتعلق بالمحاصيل الهامة كنخيل التمور حيث تقوم بالرش الجوي لحشرة دوباس النخيل وتأتي هذه الخدمة في مقدمة الخدمات المجانية التي تقدمها الوزارة سنويا للمزارعين كما تقوم الوزارة بتوفير الأدوات اللازمة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء بما في ذلك المصائد الفرمونية والمناشير وغيرها وفي مجال مكافحة الجراد وتقليل أضراره على المحاصيل المختلفة فإنّ الوزارة تقوم برش أسراب الجراد التي قد تدخل إلى البلاد .
وفضلاً عن أشجار النخيل توجد أنواع أخرى من أشجار الفاكهة ومن أهمها الليمون والمانجو والموز وجوز الهند والفيفاي والجوافة وقد بدأت الوزارة في استغلال المناطق الجبلية كالجبل الأخضر في زراعة المحاصيل الملائمة للظروف المناخية لتلك المناطق كالعنب والرمان والمشمش والزيتون .
أما في مجال محاصيل الخضر فقد اهتمت الوزارة بإدخال التقنيات الحديثة الكفيلة بزيادة الإنتاج وتأتى في مقدمة هذه التقنيات إدخال أنظمة الري الحديثة واهتمت الوزارة كذلك بزيادة نشر البيوت المحمية لزيادة إنتاج بعض محاصيل الخضر وتوفيرها في الأوقات غير المناسبة لإنتاجها تحت الظروف العادية، وتبذل الوزارة جهودا كبيرة لمكافحة آفات الخضر وخاصة من خلال المكافحة المتكاملة والتي تركز على الوسائل غير التقليدية والتقليل قدر الإمكان من استخدام المبيدات الكيماوية .
وتولي الوزارة اهتماما خاصا ببعض المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير والذرة مع الحفاظ على المحاصيل البقولية العمانية نظراً لأهميتها من الناحية الوراثية، وقد توصلت بحوث الوزارة إلى استنباط بعض الأصناف الجديدة من القمح والتي تتميز بإنتاجية عالية وقدرة على التكيف مع ظروف السلطنة.
وللمحافظة على سلامة المحاصيل الزراعية المحلية ورفع جودة الصادرات العمانية فإنّ الوزارة لا تألو جهدا في منع استيراد الأشجار من الخارج حتى لا تنقل الأمراض التي قد تتسبب في تدهور الثروة الزراعية بالسلطنة.
وتتبنى الوزارة مشاريع رائدة لتطوير وتنمية الغابات وإمدادها بالشتلات الملائمة من أصناف الأشجار العمانية لتوزيعها على المواطنين من أجل الحفاظ على البيئة وزيادة الرقعة الخضراء، وتقوم الوزارة بتنفيذ برنامج لتطوير وحماية المراعي في محافظة ظفار والذي يتضمن إراحة المراعي الطبيعية خلال موسم الخريف حتى يتسنى نمو النباتات الرعوية كما تقوم بتشييد الأسوار على مساحات من الأراضي لتكثيف الغطاء الحرجى فيها عن طريق زراعة الآلاف من شتلات الأشجار كل عام، ولتأمين نجاح هذه الجهود التي تبذلها الوزارة فقد دأبت على تنفيذ برامج تدريبية لمزارعين في مجال إكثار وتربية الأشجار ووقايتها وفق أحدث أساليب البستنة من أجل النهوض بإنتاجية مختلف الأصناف من أشجار الفاكهة .