تويت
تأتي دعوة الجامعة العربية أمس على لسان أمينها العام خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، إلى تحمل المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن مسؤوليّاته تجاه حقن دماء السوريين؛ في ظل التردي المستمر للأوضاع، والذي يروح ضحيّته يوميًا المزيد من الضحايا والأبرياء؛ تكرارًا لما سبق أن نادت به الجامعة مرارًا، باتخاذ التدابير اللازمة لإقرار وقف شامل لإطلاق النار، وكل أعمال العنف والقتل والتدمير ضد المدنيين السوريين، طبقًا لميثاق الأمم المتحدة، وهي دعوة لم تسفر حتى الآن عن نتائج إيجابية وملموسة على أرض الواقع، حيث فشلت الجهود العربية والدولية في تحقيق هدف وقف نزيف الدم السوري.
إنّ المجتمع الدولي مطالب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى بالاستجابة لطموحات الشعب السوري وتطلعاته المشروعة في إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي أساسه المساواة في الحقوق وسيادة القانون، وعدم التمييز بين المواطنين أياً كانت انتماءاتهم الدينية أو الطائفية أو العرقية مع المحافظة على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها. كما تزداد الحاجة إلى تبني مخرج سلمي للأزمة، من خلال حل سياسي متوافق عليه من قبل كافة ألوان الطيف السياسي، ومجمع عليه من جميع أطراف الصراع السوري، ومدعوم بإرادة تنفيذ دولية وعبر آليات أممية لضمان تطبيقه بنجاح يضع حدًا للاقتتال السوري - السوري، ويحيد تدخلات الأطراف الإقليمية في الصراع.
وتقع على الجامعة العربيّة، مسؤولية أكبر من مجرد الأمنيّات والدعوات، من خلال تحرك فاعل في سبيل إقرار الحل السياسي للأزمة السورية، ومن ذلك دعم الجهود الدولية القائمة حاليًا لعقد مؤتمر جنيف 2، والمشاركة الفعليّة في التحضير له، وتوظيف علاقاتها بأطراف الصراع في سوريا لإقناعها بالمشاركة في المؤتمر دون شروط مسبقة، حتى تساعد في تهيئة عوامل النجاح لمسار الحل السلمي لهذه الأزمة الدموية المعقدة.