البريمي عروس تكتسي حلل العطاء والإنجاز في العيد الوطني المجيد
43 عاما من التطوير والتنمية في شتى المجالات
المجالس البلدية تعكس التطور الديمقراطي في السلطنة
تواصل تنفيذ المشروعات الاستراتيجية والخدمية في ولايات المحافظة
البريمي- سيف المعمري
أكد سعادة السيد إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم البوسعيدي محافظ البريمي أن العيد الوطني الثالث والأربعين المجيد مناسبة غالية على كل مواطن يعيش على تراب هذا الوطن الغالي، متوجهًا بالدعاء بأن يحفظ الله حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وأن يديم على جلالته الصحة والعافية والعمر المديد، وعلى الشعب العماني الغالي بالسعادة والرفاه في ظل قيادة جلالته الحكيمة.
وقال إنّ ثلاثة وأربعين عاما تحمل بين أيامها محافل وتطورات عديدة يعيشها المواطن العماني في ربوع هذا الوطن؛ فالمواطن هو المحور الذي تدور حوله التنمية في شتى ميادينها. وأوضح سعادة السيد محافظ البريمي أنّ مظلة التنمية الشاملة عمّت بخيراتها كل بقعة في أرض عٌمان الطاهرة، وأصبحت عُمان في عهد جلالته أنموذجاً إقليمياً ودولياً محل تقدير واحترام الجميع، حيث الموازنة بين البناء والعطاء في الداخل والمساهمة في المحافل الإقليمية والدولية والذي أعاد عُمان إلى أمجادها القديمة وإسهاماتها الحضارية المشهودة.
إنجازات تنموية
وأبدى سعادة السيد إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم البوسعيدي سعادته بالنصيب الوافر الذي حظيت به محافظة البريمي في عهد النهضة المباركة من الإنجازات التنموية والمشاريع، وجاءت تلك الإنجازات وفق خطط تنموية متوازنة وشاملة؛ حيث تحقق للمحافظة عدد من الخدمات. ذكر منها إكمال البنية الأساسية من ماء وكهرباء وطرق بالمحافظة، تم خلال الفترة القريبة الماضية افتتاح إزدواجية طريق البريمي- صحار والذي يربط محافظة البريمي بمحافظة شمال الباطنة عن طريق دوار فلج القبائل بولاية صحار، كما تمت إنارة الطرق الداخلية وتجميل مدخل ولاية البريمي وشوارع الخدمات وتمديد شبكات مياه جديدة وتوسعة الشبكات القديمة وبناء الوحدات السكنية بولايات المحافظة الثلاث (البريمي- محضة- السنينة). وفي مجال الإنجازات التعليمية بالمحافظة، فقد تم افتتاح الحرم الجامعي لكلية البريمي الجامعية ويجرى الآن إنشاء الحرم الجامعي الجديد لجامعة البريمي بالإضافة إلى انتشار مدارس التعليم الأساسي في جميع ولايات المحافظة وقراها وتجمعاتها السكانية.
المؤسسات الصحية
وأضاف سعادته أنّه تم افتتاح عدد من المؤسسات الصحية في المحافظة موزعة على ولايات المحافظة، منها مستشفى البريمي ومستشفى وادي الجزي ومجمع البريمي الصحي ومركز صحي محضة ومركز صحي وادي الحيول ومركز صحي الروضة وحفيت والفياض والسنينة وفي المجال الترفيهي تم مؤخراً افتتاح حديقة البريمي العامة لتنضم إلى عدد من المتنزهات السياحية بالمحافظة كمتنزه العقدة ومدل والكهف وغيرها، ويجري الآن إنشاء المجمع الرياضي المتكامل الذي شارف على الانتهاء والذي يؤمل أن يصبح جاهزاً في النصف الأول من العام المقبل.
وفي قطاع الأسواق والمراكز التجارية، قال سعادته إنّه تم افتتاح مركز اللولو هايبر ماركت، وجاري الآن إنشاء عدد من المراكز التجارية التي ستوفر مناخاً أسريا للتسوق والترفيه، وستسهم تلك المراكز في توفير فرص عمل لأبناء المحافظة ذكورًا وإناثاً، كما يجري العمل الإنشائي في المسلخ المركزي والذي سيكون دعامة اقتصادية للمحافظة، إلى جانب الأسواق الأخرى في المحافظة كسوق الخضار والفاكهة بولاية البريمي وسوق المنتجات الموسمية في ولايتي البريمي ومحضة.
التدريب والتأهيل
ولفت سعادة محافظ البريمي إلى أنّه من أجل تهيئة برامج التدريب والتأهيل لسوق العمل، فقد تم افتتاح مركز التدريب المهني الذي تشرف عليه وزارة القوى العاملة، والذي يعد منبراً أكاديمياً في المحافظة إلى جانب المؤسسات التعليمية الأخرى، وقد ساهم المركز في انخراط أبناء المحافظة في عدد من البرامج التأهيلية والتدريبية والتي ستؤهلهم بعد التخرج لشغل فرص العمل بالسوق المحلي.
وحول إنشاء المؤسسات الحكومية التي تقدم خدماتها للمواطنين بالمحافظة، للتخفيف من عبء الوصول إلى العاصمة مسقط والولايات المجاورة للمحافظة، أكد سعادته أنّ التوسع في المؤسسات الحكومية وإنشاء مقار لها في المحافظة، يحمل العديد من الجوانب الإيجابية، في مقدمتها تسهيل إنهاء معاملات المواطنين بالمحافظة بأقل جهد وأقرب فرصة، بالإضافة إلى توفير فرص العمل لهم. وتابع أنه تم الانتهاء نسبياً من العمل الإنشائي لمجمع المحاكم بالبريمي، والذي يعد مفخرة لأبناء المحافظة، ومعلمًا بارزًا يضاف إلى معالم المحافظة. وأشار إلى أنه سيتم قريبًا افتتاح مقر لصندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية ومكتب للإعلام علاوة على دائرة الصناعات الحرفية التي افتتحت في السنوات القليلة الماضية والجمعية العمانية للفنون التشكيلية.
المجالس البلدية
وتطرق سعادته للحديث عن تجربة المجالس البلدية في المحافظة، قائلاً إنّ المجالس البلدية حديثة الإنشاء، ومن المبكر جداً أن يتم الحكم عليها في الوقت الحالي؛ كونها لم تكمل عامها الأول حتى الآن. وأضاف أنّه تم إنشاء المجالس البلدية في كل محافظات السلطنة، بناءً على المرسوم السلطاني رقم (116/2011)، والخاص بقانون المجالس البلدية ولائحتها التنفيذية رقم (15/2012). وتابع أنه بدأ العمل في تلك المجالس منذ بداية عام 2013، مشيراً إلى أن المجالس البلدية تعتبر- بحسب المرسوم السلطاني- البوصلة الموجهة للمشاريع التنموية في المحافظات. وشدد على أهمية الإشارة إلى أنّ مسيرة المجالس البلدية في المحافظات لا تزال في مراحلها الأولى، وسيتم تلافي العقبات التي تعترض عمل المجالس البلدية مستقبلاً، من خلال مرحلة تقييم إنجازات المجالس البلدية بشكل عام. وأوضح أن المجلس البلدي يتشكل من أعضاء يمثلون المؤسسات الحكومية ترتبط أعمالهم باختصاصات المجلس، وكذلك أعضاء من الأهالي المنتخبين من قبل المواطنين؛ مما يخلق تجانساً بين رؤية الحكومة التنموية من جهة، والمطالب التنموية للمواطنين من جهة أخرى، وتنصب جميعها في قالب مشاريع تنموية مدروسة وذات جدوى في المحافظات، وتخدم المصلحة العامة بشكل عام.
مشروعات الطرق
وتحدث سعادة المحافظ عن مشروعات الطرق في المحافظة، وأشار إلى ازدواجية طريق محضة- الروضة، والجدوى الاقتصادية منه، قائلاً إنّه تم إسناد مناقصة ازدواجية طريق محضة- الروضة من مجلس المناقصات بمبلغ تجاوز 60 مليون ريال، وتم إسناده إلى شركة مشاريع الكثبان العالمية من المقدر أن ينتهي بعد حوالي (32 شهرًا). وأوضح أن هذه المدة تختلف حسب الظروف المصاحبة للمشروع، وهو قيد التنفيذ الآن، مشيرًا إلى الجدوى الاقتصادية له كطريق حيوي إستراتيجي مهم تنبع أهميته الإستراتيجية من أنه يلبي احتياجات النمو المضطرد للأنشطة الاقتصادية والتجارية والسياحية في البريمي، وبقية المحافظات كما أنه حلقة وصل مهمة مع طرق دول الجوار.
وزاد سعادته أن وزارة النقل والاتصالات قامت بطرح مناقصة الخدمات الاستشارية للتصميم والإشراف على مشروع ازدواجية طريق البريمي- محضة، على الشركات المتخصصة بطوال حوالي (26 كم)، وهو طريق حيوي مهم، واستكمال لازدواجية طريق محضة- الروضة، وسيساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية ويسهل انسياب الحركة المرورية بين ولايتي البريمي ومحضة، وسيتم إسناد مناقصة داخلية له وفتح المظاريف في الأشهر المقبلة.
وأشار سعادة السيد محافظ البريمي إلى أنّ طريق الزروب- دوار- حفيت، لم يتم حتى الآن وضع دراسة جدوى له حاليا، معربا عن أمله في أن يتم ذلك في الخطة الخمسية المقبلة، تماشيا مع ربط الطرق بشبكة رئيسية.
وحول المطالبات المستمرة بإنارة طريق حفيت- عبري، قال سعادة السيد محافظ البريمي إنّ هناك مخاطبات لإنارة طريق حفيت- السنينة التابع لمحافظة البريمي، وليس إلى ولاية عبري التابعة لمحافظة الظاهرة، مؤكدًا أن الطريق افتتح منذ حوالي 7 سنوات، ونفذته وزارة النقل والاتصالات، ولكن من المؤمل أن تقوم وزارة البلديات بتكملة إنارة الطريق المذكور.
التوسع السكاني
وأشار سعادته إلى تحديات التوسع السكاني بولاية البريمي، وقال: لا يوجد أدنى شك في أن ولاية البريمي تشهد نموًا سكانيًا سريعًا ومضطردًا، وهذا مؤشر إيجابي جيد ويدلل على النمو الذي تشهده المحافظة بشكل عام، كما يدل على توافر وجودة الخدمات المقدمة للسكان. وفيما يتعلق بتوفير شبكات المياه والشوارع الداخلية للمخططات السكنية الجديدة، أشار إلى أن تلك المشاريع تنفذ من قبل الحكومة وفق الأولويات ووفق الاعتمادات المالية المتوفرة.
وعن الأهمية الإستراتيجية والسياحية للسدود الجوفية، قال البوسعيدي إن سدود المياه الجوفية تسهم في تعزيز منسوب المياه الجوفية، مما يكون له الأثر الجيد في الاستفادة منها بشكل عام على المدى الطويل من الناحية الاقتصادية، أما من الناحية السياحية فالسدود الجوفية تشكل نقطة جذب سياحي للسياح ومتنفسًا لقضاء أوقات جميلة.
وعن نصيب ولاية السنينة من المشاريع التنموية في الخطط المستقبلية، قال إنّه في إطار خطط تطوير وتجميل ولاية السنينة، فإنّ المحافظة تبذل المزيد من الجهد في هذا الجانب في الخطة الخمسية القادمة، لإعطاء كل ولاية من ولايات المحافظة الحق في النصيب الأوفر من التطوير والتنمية.
ولفت سعادة محافظ البريمي إلى أنّ النشاط السياحي في المحافظة جيد؛ غير أنّه عبر عن أمله في تطوير هذا القطاع الحيوي، الذي يسهم في زيادة الدخل بشكل عام، مضيفاً أنّ عدد الفنادق في المحافظة لا بأس به، لكن يفترض أن لا يطغى الكم على الكيف؛ مما يعني ضرورة رفع تصنيف تلك الفنادق وجودتها، كإنشاء فنادق ومنتجعات سياحية ذات تصنيف أربع نجوم وما فوق. وأوضح أن منتجع السلام يشكل إضافة نوعية للقطاع السياحي في المحافظ؛ حيث إنّه سينمي الإيرادات السياحية، وسيوفر خدمات إيوائية ذات جودة عالية.