كابول - رويترز
حث الرئيس الأفغاني حامد كرزاي اجتماعا حاشدا لشيوخ القبائل والزعماء السياسيين أمس على دعم اتفاق أمني حاسم مع الولايات المتحدة وإن أقر بأنه ليست هناك ثقة كبيرة بينه وبين واشنطن.
وانعقد مجلس القبائل الأعلى (لويا جيركا) الذي يضم نحو 2500 شخصية أفغانية بعد يوم واحد من توصل كرزاي وواشنطن لمسودة اتفاق تحدد شكل الوجود العسكري الأمريكي بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان عام 2014.
وقال كرزاي "ثقتي في أمريكا ليست قوية. لا أثق بهم وهم لا يثقون بي."
وأضاف "في الأعوام العشرة الماضية تعاركت معهم وروجوا دعاية ضدي."
ومضى قائلا إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أرسل له خطابا يؤكد فيه أن الاتفاق الأمني يخدم مصالح أفغانستان.
وتابع بقوله إن أوباما وعده بألا يدخل الجنود الأمريكيون أي منازل في أفغانستان إلا تحت ظروف استثنائية وهو مطلب كان كرزاي كارها للامتثال له وأطال عملية التفاوض التي استمرت حتى ساعة متأخرة يوم الأربعاء.
وسينظر اجتماع اللويا جيركا الذي يستمر خمسة أيام في أمر مسودة الاتفاق وما إذا كانت القوات الأمريكية ستبقى في البلاد أم ستدع مسألة قتال تمرد طالبان للقوات الأفغانية.
وسعى البلدان على مدى عام تقريبا لإبرام اتفاق أمني ثنائي يحدد عدد قواعد الولايات المتحدة وجنودها الذين سيبقون في أفغانستان بعد خروج معظم القوات الأجنبية المقاتلة منها بحلول نهاية العام المقبل.
وسبق وأن وصفت حركة طالبان اجتماعات اللويا جيركا بأنها مسرحية هزلية. وفي المرة السابقة التي اجتمع فيها المجلس عام 2011 أطلق متمردون صاروخين على الخيمة التي يجتمع فيها شيوخ القبائل لكن أحدا من الحضور لم يصب.
وأعرب شيوخ قبائل وزعماء سياسيون جاءوا من مختلف بقاع أفغانستان للمشاركة في اجتماع اللويا جيركا عن خيبة أمل إزاء الطريقة التي تدار بها المفاوضات بين كابول وواشنطن.
كانت القوات الأمريكية قد دخلت أفغانستان بعد قليل من هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على نيويورك وواشنطن وساعدت المقاتلين الأفغان على الإطاحة بحكومة كانت تقودها طالبان ووفرت مأوى لقيادات تنظيم القاعدة.
وأثار الوجود الأمريكي عداء شديدا بين بعض الأفغان الذين رأوا فيه انتهاكا لسيادتهم وغضبا لمقتل مدنيين خلال العمليات العسكرية الأمريكية.