طرابلس - الوكالات
عاد الهدوء المشوب بالحذر إلي مدينة بنغازي مهد ثورة 17 فبراير الليبية، عصر أمس، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الليبي حالة "النفير العام" في بنغازي بعد اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة بين القوات الخاصة ببنغازي "الصاعقة" وأنصار الشريعة الإسلامية، مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة اكثر من 49 والاعداد قابلة للزيادة.
وفي السياق ذاته، قال القائد الميداني في كتيبة "عمر المختار" إسماعيل اللواطي، إن "الاشتباكات بين الصاعقة وأنصار الشريعة في بنغازي توقفت حاليا، بعد دخول جهات عدة بالمدينة في مساع للتهدئة".. وأضاف بأن لجنة حكماء بنغازي تجتمع الآن في مقر مديرية الأمن بالمدينة بتنسيق العقيد صادق اللواطي وكتيبة عمر المختار للوصول إلى حل بشأن الخلاف بين قوات الصاعقة وأنصار الشريعة.
وأوضح اللواطي أن قوات الصاعقة انسحبت من مقر أنصار الشريعة بشارع الزي، وسيجتمع آمر قوات الصاعقة ونيس بوخمادة مع قيادات من أنصار الشريعة للوصول إلى حل.
وذكرت مصادر اعلامية أن رئيس الأركان يرافقه وكيل وزارة الدفاع في طريقهم إلى بنغازي لقيادة جهود التهدئة بين أطراف الصراع.
وكان مصدر أمني قد صرح بأن أحد الأشخاص من أهالي المدينة أوقفت سيارته جماعات مسلحة من أنصار الشريعة تابعة لكتيبة "الفضيل" بمنطقة "البركة" وأرادت الحصول على سلاحه الشخصي ورفض التنازل عن السلاح، مما أدى إلي استدعاء قائد السيارة لعدد من شباب منطقته وتشابك الطرفين.
وأضاف بأن القوات الخاصة تدخلت لفض الاشتباك، ولكن تم إطلاق النار عليهم من قبل أنصار الشريعة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أفراد وإصابة 10 منهم بحالات حرجة من القوات الخاصة وإصابة 4 مدنيين.
وجراء ذلك، أعلن الجيش الليبي، أمس، حالة "النفير العام" في بنغازي شرق البلاد، ودعا "كافة العسكريين" إلى "الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري"، بعد مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة في اشتباكات بين الجيش و"جماعة سلفية" مسلحة في كبرى مدن شرق ليبيا قبل أن يعود الهدوء إلى المدينة.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي (الحاكم العسكري للمدينة): إن رئيس الغرفة العقيد عبدالله السعيطي "أهاب بكافة العسكريين الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري"، لافتا إلى أن "هذا الأمر يصحبه إعلان لحالة النفير".. وأضاف بأن "كل من يتخلف عن الالتحاق سيتحمل عواقب غيابه قانونيا، ويعد ذلك هروبا من حالة النفير والطوارئ القصوى".
وبدوره، دعا المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) كافة الأطراف بمدينة بنغازي إلى ضبط النفس والاحتكام إلى الحوار الحكمة. وأعرب -في بيان له- عن تعازيه لأهل بنغازي في شهداء هذه الأحداث، وأن يتقبلهم الله في مستقر رحمته، وأن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى.
وأكد إصراره على تطبيق القرار رقم (53) لسنة 2013 ودعم الشرعية بإخلاء بنغازي وجميع المدن الليبية من المظاهر المسلحة كافة، داعيا الوجهاء والحكماء والأعيان إلى مواصلة جهودهم في التوصل إلى التهدئة والإصلاح.