صحار- العمانية
أعلنت شركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية (أوربك) عن توقيع اتفاقيّات الهندسة والتوريد والإنشاءات لمشروع تحسين مصفاة صحار. فبعد استخراج التصاريح البيئية اللازمة للمشروع، وإتمام إجراءات المناقصة، تمّ منح عقد تنفيذ أعمال الهندسة والتوريد والإنشاء لشركتي ديلم وبتروفاك.
كما وقعّت الشركة عقد توريد المعدات الأساسيّة للمشروع وحصلت عليه كل من شركة أي تي بي كازلوني وشركة جي إي وشركة ثوماسن وشركة فلوسيرف وجميعها من الشركات التي تتمتع بخبرة طويلة في تنفيذ هذا النوع من الأعمال. ومن المتوقع الانتهاء من إنشاء الوحدات الجديدة وتشغيلها بالمصفاة بحلول شهر ديسمبر من عام 2016م.
وقال معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز رئيس مجلس إدارة أوربك:" يأتي مشروع تحسين مصفاة صحار استجابة للحاجة إلى تطوير قدرات المصفاة للتعامل مع التغير في خصائص النفط الخام العماني، وتحقيق أقصى استفادة من المشتقات النفطيّة الناتجة عن التكرير. كما سيعمل هذا المشروع على تحسين الأداء البيئي للمصفاة استكمالا لمشروع التحسين البيئي الذي بدأته الشركة في عام 2011م، كما أنّ مشروع تحسين المصفاة سيعمل على تلبية الطلب المحلي المتزايد على المشتقات النفطية.
وأضاف معاليه في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أنّ مشروع تحسين مصفاة صحار يمثل واحدًا من أهم ثلاثة مشاريع استراتيجية ستعمل أوربك على تنفيذها خلال الفترة من هذا العام وحتى عام 2018م؛ فهناك مشروعان آخران، هما مشروع خط أنابيب مسقط - صحار ومشروع مصنع لوى للبلاستيك الذي يهدف لإنتاج أكثر من مليون برميل من البولي إثيلين والبولي بروبيلين بحلول 2018م.
وعن تفاصيل الإنتاج قال مصعب بن عبدالله المحروقي الرئيس التنفيذي لشركة أوربك: إنّ مشروع تحسين مصفاة صحار سيعمل على رفع القدرة الإنتاجية للمصفاة من خلال زيادة مستويات الطاقة الإنتاجية الكلية لتصل الزيادة في مستويات إنتاج الوقود والبروبيلين والنافثا إلى نسبة 70 بالمائة. وسيتم توظيف هذه الزيادة لمقابلة النمو في الطلب الناتج عن زيادة استهلاك الوقود في السلطنة والذي ارتفع بنسبة تتراوح بين 10- 15 بالمائة سنويًا على مدى السنوات الخمس الماضية.
وأضاف أنّه علاوة على ذلك فإنّ زيادة توفير المادة الخام من مصفاة صحار لمصنع البولي بروبيلين من شأنه أن يمكن المصنع من الوصول إلى طاقته الإنتاجية الكاملة لأول مرة، ومن بين الأشياء التي ستتحقق لأول مرة هو تمكين المصفاة من إنتاج القار (البيتومين) من مجمع أوربك في صحار، وهي المادة التي تستخدم في صناعة الأسفلت الذي يشهد طلباً متزايدًا عليه لتنفيذ مشاريع البنية الأساسية المختلفة في السلطنة. كذلك فإنّ زيادة إنتاج النافثا من شأنه أن يمكن أوربك من خفض نسبة مشترياتها من النافثا من نسبة 75% من إجمالي احتياجاتها إلى 25% فقط. وبإنجاز هذا المشروع الحيوي فسترتفع الطاقة الإنتاجية للمصافي بالسلطنة من 180 ألف برميل يوميًا إلى 250 ألف برميل يوميًا.
وتابع المحروقي أنّه علاوة على القيمة الاقتصادية للمشروع فإنّه من المتوقع كذلك أن يؤثر إيجابًا، وبشكل ملموس على العديد من الجوانب الأخرى. ففيما يخص الفرص الوظيفية فإنّه من المتوقع إضافة 300 وظيفة دائمة في عمليات التشغيل والصيانة وتوفير مئات الوظائف للعمانيين خلال فترة تنفيذ المشروع من قبل الشركات المقاولة.
وأشار إلى أنّ الشركة قد بدأت في تطبيق برامج تدريب وتأهيل مكثفة لخمسمائة متدرب بالشركة منذ عام 2011م وبإجمالي 230 متدربًا حتى نهاية 2013م. ولفترات تدريب تصل إلى 18 شهرًا يلتحقون بعدها بمختلف الوظائف الفنية والإداريّة وفقًا للاستراتيجية المعدة للموارد البشرية في ضوء مشاريع النمو المذكورة.
يذكر أنّ مشروع مصفاة صحار يعزز القيمة المضافة في الاقتصاد الوطني من خلال استفادة الأنشطة التجارية المحلية بنسبة لا تقل عن 10% من إجمالي العقود والمشتريات ثمّ ستعم الفائدة على العديد من الأنشطة كمواد البناء كالأسمنت والحديد والكابلات والرمال بالإضافة إلى معدات البناء بالإضافة للعديد من الخدمات الأخرى. وفيما يتعلق بهذا الجانب فإنّ شركة أوربك لديها التزام واضح نحو تشجيع المشاريع المرتبطة بالقيمة المضافة المحليّة وتسعى دائمًا لوضع الشركات المحليّة موضع الأولوية من حيث التعاقد للخدمات والتوريد وغيره. ولتعزيز المشاركة المحليّة في هذا الجانب اعتمدت أوربك منذ 2011م استراتيجية إعطاء الفرص للشركات المحليّة وأقامت نظام قياس أداء لتحقيق هذه الغاية أستند على أنّه يجب العمل من استفادة السوق المحليّة بشمال الباطنة بما مجمله 10 بالمائة من مشتريات أوربك السنوية من السوق العماني والمقدرة بـ 300 مليون دولار أمريكي، وقد انبثقت رؤى أوربك في قيام شراكة حقيقية مع السوق المحليّة من خلال تسهيل إجراءات التسجيل ومنافذ الحصول على المناقصات. فمنذ عام 2012م اعتمدت أوربك بالإضافة للمنافذ الاعتيادية ثلاث منافذ للإعلان عن مناقصاتها الأولى في غرفة تجارة وصناعة عمان والثاني في صالة أوربك بمنطقة فلج القبائل والثالث من خلال "موقع بوابة الباطنة" الذي يدار من قبل غرفة تجارة وصناعة عمان فرع شمال الباطنة في ولاية صحار.
كما قامت الشركة برعاية الندوة السنوية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي أقيمت في شهر يناير الماضي في صحار ومسقط بالتنسيق مع غرفة تجارة وصناعة عمان.
كما تُعد الشركة حاليا خطة طموحة تتمثل في إقامة ندوة خلال شهر ديسمبر القادم للتعريف بالفرص المتاحة من المشاريع والخدمات التي تحتاجها الشركة خلال عام 2014م. ووضع خطة تفصيلية لمشاريع القيمة المضافة المحلية المتعلقة بمشروع تحسين المصفاة وذلك بالاشتراك مع المقاول الرئيسي للمشروع، حيث تسعى الشركة للانتهاء منها قبل الندوة في النصف الثاني من شهر ديسمبر 2013م.
وفي الوقت الذي يهدف فيه مشروع تحسين مصفاة صحار إلى تحسين أداء المصفاة من حيث قدرتها على التعامل مع التغير في طبيعة الخام العماني وتوفير الكميات الكافية من الطلب المحلي على المنتجات النفطية فإنّ أوربك قد خصصت نسبة مئوية من تكلفة المشروع لتمويل مشاريع المسؤولية الاجتماعية بمحافظة شمال الباطنة وبالأخص في ولايتي صحار ولوى والتي ستعود بالفائدة على المنطقة اجتماعيًا واقتصاديًا حيث تدرس الشركة تنفيذ بعض المشاريع الاجتماعيّة ذات الطبيعة المستدامة بالتنسيق مع الأهالي ومؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكوميّة المختصة.
وبالإضافة لجملة من المشاريع التي قامت بها أوربك على هذا الصعيد سواء تلك التي تندرج تحت مؤسسة "جسور" شركاء أوربك في المسؤولية الاجتماعيّة كمركز التعافي من الإدمان التابع لوزارة الصحة، أو مشاريع دعم أندية صحار ومجيس والسلام الرياضية بهدف تطويرها والارتقاء بأدائها خدمة للصالح العام، أو المشاريع التي تدعمها الشركة مباشرة والتي ساهمت فيها بتطوير مختلف المرافق التعليميّة والصحيّة والاجتماعية بالمنطقة.
ولم تقتصر مبادرات أوربك على تنمية المجتمع من خلال برامجها المختلفة بل بادرت هذا العام بتنظيم رحلتين لمصافي النفط في كل من مملكة هولندا وجمهوريتي سلوفاكيا والمجر لبعض المعنيين بالمجتمع المحلي من ولايتي صحار ولوى بهدف التعرف عن قرب على تجارب هذه الدول من خلال التعايش بين الصناعات والمجتمعات المحيطة بها.
ومنذ عملية اندماج المصانع المكونة لأوربك تضاعفت جهود الشركة الجديدة في العمل على تحسين الأداء البيئي لعملياتها حيث أعلنت الشركة رسميًا عن انخفاض وهج الشعلة بنسبة 60 بالمائة منذ عام 2011م وانخفاض انبعاثات أكسيد الكبريت بنسبة 80 بالمائة منذ عام
2011م. أمّا بالنسبة للمشروعين الآخرين وهما التخلص من مادة الكاتليست ومشروع محطة معالجة المياه فالعمل فيهما جارٍ وفق الخطة، وبدأت تظهر تأثيراتهما الإيجابية على البيئة المحيطة وسيتم الإعلان مستقبلا عن نتائجهما بدقة. كما ستواصل أوربك تركيزها بشكل أكبر على الأداء البيئي من خلال اتخاذ إجراءات احترازية بيئية إضافية كجزء لا يتجزأ من مشروع التحسين الذي تقوم به.