إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكبرياء وسوء تقدير الخصم وراء سقوط حصون "القلعة الصفراء" بدوري المحترفين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكبرياء وسوء تقدير الخصم وراء سقوط حصون "القلعة الصفراء" بدوري المحترفين


    تحليل - وليد الخفيف
    سقطت حصون القلعة الصفراء في أيدي أبناء السيب، ودفع لاعبو فنجاء ثمن الكبرياء والاتكالية؛ فمنيت شباكهم بهدفين من السيب، بتوقيع المتألق خالد الحمداني في الدقيقة 24 من الشوط الأول، و14 من الشوط الثاني.
    ... فوز السيب جاء مستحقا شكلا وموضوعا، فكان الأفضل فنيا وبدنيا وتكتيكيا على مدار شوطي المباراة، فآلت السيطرة الميدانية والاستحواذ له معظم فترات المباراة، وأضاع لاعبوه العديد من الفرص السهلة التي كانت كفيلة بتوسيع الفارق. وبدأ المغربي هشام جدران مدرب فنجاء المباراة بطريقة لعب 4/4/2 بشكلها التقليدي المتوازن معتمدا على كانو وحديد كلاعبي ارتكاز في وسط الملعب، ورائد ابراهيم ييمنا والمعشري يسارا، والمقبالي وسيسيه في الهجوم. أما الروماني بيتر فقد اعتمد على طريقة لعب 4/3/2/1 بوجود ثلاثة لاعبين في ارتكاز خط الوسط بقيادة المخضرم عبدالله الشين.
    شوط المباراة الأول، جاء مُتوسط المستوى لم تقدم فيه الأسماء الدولية الكبيرة بفريق فنجاء الأداء المنتظر؛ فجاءوا بأداء فاتر فاقد للرغبة، بعيدا عن الحماس وبثقة مبالغ فيها وصلت لحد الكبرياء، فلم يكن أحمد حديد في مستواه، وتقيَّد كانو بأداء واجباته في وسط الملعب دون إبداع، واختفى محمد المعشري ورائد ابراهيم عن الأجواء، واستسلم سيسه والمقبالي للرقابة الصارمة التي فُرضت عليهما. كما أن الأخطاء الدفاعية القاتلة لمدافعي فنجاء كانت الأبرز خلال الشوط، فكاد محمد المسلمي ونزير المسكري أن يقضيا مبكرا على أمال فريقهم حال استثمار هذه الأخطاء من قبل مهاجمي السيب، يُضاف إلى ذلك البطء في الارتداد والتحول من الحالة الهجومية إلى الحالة الدفاعية لسعد سهيل تاركا خلفه مساحات واسعة استغلها عمار البوسعيدي في مرات عديدة، وإن كان البطء في الارتداد كان عيبًا فريق فنجاء بأكمله. فيما أن الفجوة المساحية كانت كبيرة بين كانو وحديد مع خط الدفاع؛ الأمر الذي كشف خط دفاع فنجاء وهز من ثقة المسلمي والمسكري واستثمره لاعبو السيب بالضغط على قلبي الدفاع بالثلاثي أسامة حديد وحبيب الله وعمار والبوسعيدي؛ مما اضطر قلبي الدفاع للعب الكرات الطويلة التي أحسن خط وسط السيب استخلاصها بفضل انتشاره الجيد وحسن تمركزه وتباعد خطوط فنجاء.
    واعتمد بيتر على استراتيجية الضغط على المنافس في كل مكان في الملعب مراهنا على الكفاءة البدنية للاعبيه؛ فضغط الثلاثي أسامه حديد وحبيب الله الدحماني وعمار البوسعيدي على خط دفاع فنجاء فأجبر المسلمي ونذير قلبي دفاع فنجاء على التخلص من الكرة بلعب الكرات الطويلة التي كانت دائمًا بلا عنوان؛ في ظل اختفاء دور أحمد حديد وكانو كمحطتي استلام للكرة من خط الدفاع.. وتفوُّق خط وسط السيب كان واضحًا بفضل المجهود الوفير لثلاثي الارتكاز قابله برود وتراجع خط وسط فنجاء؛ فآلت الأفضلية للإمبراطور السيباوي.
    وواصل السيب ضغطه المتوازن الهادئ على منافسه الذي تفاجأ بمستوى منافسه؛ فتنوعت هجمات السيب من العمق والأطراف، خاصة من الطرف الأيسر الأكثر نشاطا. غير أن الضغط السيباوي أثمر عن إحراز الهدف الثاني في ظل غياب الرقابة الدفاعية على مهاجمي السيب مع سوء التمركز الدفاعي واللامبالاه التي أبداها لاعبو فنجاء بالتمركز بخمسة لاعبين في مواجهة أربعة لاعبين في غياب سيسه اللاعب الأطول في الفريق.
    واستمر فنجاء في اعتماده على الكرات الطويلة الساقطة في هجماته على السيب، إلا أن العمق الدفاعي السيباوي وتلاحم خطوط الفريق وسرعة ارتداده وحسن تمركزه قد أفسدت هذه الخطة قليلة الحيلة، وغاب عن فنجاء على غير العادة تنويع الهجمات بعدما ظهر معظم لاعبيه بعيدا عن الفورمة. واختفت الحلول الابداعية لجدران طوال المباراة باختفاء اللاعب المهاري حامل أختام الفريق واستمر على نفس الطريقة لنهاية المباراة.
    ... تغييرات جُدران لم تغيِّر من الأمر شيئاً؛ فعجز محمد مبارك وبدر الميمني وبسام الرواحي عن إحداث الفارق، وأعتقد أن تغيير أحمد حديد جاء متأخرا، في الوقت الذي وفق بيتر في تغييراته التي منحت فريقه مزيدا من السيطرة بعد تنشيط خطوطه فكان الفوز حليفا للسيب الطموح وكانت الخسارة ضريبة كبرياء فنجاء.
يعمل...
X