مسقط- فاطمة الإسماعيلية
تصوير/ خميس السعيدي
تشارك السلطنة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للإيدز والذي يوافق الأول من ديسمبر من كل عام، ويأتي شعار هذا العام بعنوان "علاج نقص المناعة المكتسبة.. علاج أكثر.. علاج أفضل".
ونظمت وزارة الصحة ممثلة في دائرة مراقبة ومكافحة الأمراض المعدية احتفالاً بهذه المناسبة أمس تحت رعاية سعادة الدكتور محمد بن سيف الحوسني وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية في فندق هوليدي إن، وذلك بهدف تسليط الضوء على هذا الوباء وتبادل التجارب بين مختلف الشعوب في كيفية التصدي لهذا المرض ومكافحته ولتكثيف جهود مختلف القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة للحد من انتشاره، ولتوعية أفراد المجتمع وخاصة فئة الشباب منهم بتجنب الممارسات والسلوكيات الخطرة والتي غالباً ما تؤدي إلى الإصابة بفيروس الإيدز.
وألقى الدكتور سعيد بن حارب اللمكي مدير عام الشؤون الصحية بالإنابة كلمة قال فيها: "جاء اليوم العالمي للإيدز هذا العام تحت شعار "علاج نقص المناعة المكتسبة، علاج أكثر، علاج أفضل"، حيثُ تحث هذه الحملة على محاربة وباء بطريقة مختلفة تماماً، بمعنى أن تكون كل خطوة نخطوها نحو مكافحة وعلاج هذا المرض". وأضاف اللمكي: كما تعلمون فقد تم الإبلاغ عن أول حالة مصابة بعدوى فيروس نقص المناعة المكتسبة في السلطنة عام 1984، ومنذ ذلك الحين ولغاية نهاية 2012 بلغ عدد الحالات المصابة من العُمانيين في السلطنة 2291 حالة، منها 63% أي (1445) حالة كانت لا تزال على قيد الحياة حتى نهاية عام 2012، ومن بين الحالات الحية المصابة وقامت الوزارة جاهدة في توفير العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية؛ حيثُ توجد ستة أصناف من الأدوية، كما يتوفر لدى المختبر المركزي للصحة العامة فحص الحِمل الفيروسي لفيروس نقص المناعة المكتسبة، ويتوفر فحص "CD4" في أربعة مراكز تخدم جميع أرجاء السلطنة، علماً بأنه سيتم توفير فحص المقاومة والتنميط الجيني قريباً في السلطنة، كما تتوفر لدى السلطنة مجموعة كبيرة من الفحوصات المخبرية والأدوية لتقديم العلاج الأمثل للمريض. علماً بأن 762 شخصاً أي بنسبة (52,7%) يعالج من هذا الفيروس، لذلك يجب أن يكون هدفنا زيادة عدد المتلقين للعلاج بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية للبدء بعلاج المرضى بتقنية CD 500. ومن هذا المنطلق، إن أهمية زيادة الوعي بين الشباب تكمن في الوقاية والحد من انتقال العدوى، ومن هذا المنطلق، فإنّ على المناطق والمحافظات القيام بحملات توعوية بين العامة، وأن تكون هناك حملات مشابهة في الجامعات والكليات والأندية الاجتماعية والشبابية.
وتابع أن أحد أهم مصادر انتقال عدوى الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة تبادل الإبر بين متعاطي المخدرات؛ حيثُ سمحت السلطنة في الوقت الحاضر ببيع الحُقن في الصيدليات، كما أنّه سوف يتم القيام بدراسة عن متعاطي المخدرات بالحقن للنظر حول الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة لدى هذه الفئة من السكان. وأشار إلى أن الكل مدعو للعمل على زيادة الوعي لدى جميع السكان، موضحاً أن وباء فيروس نقص المناعة المكتسبة له أبعاد اجتماعية أيضاً، لذلك علينا بذل المزيد من طاقاتنا من أجل تقديم الرعاية للأسر المحتاجة، حيثُ إنّ الحكومة لن تألو جهداً في تقديم الدعم الاجتماعي لهذه الأسر، إضافة إلى أن انضمام المنظمات والمؤسسات غير الحكومية للعمل في هذا المجال يمكن أن يزيد من تعزيز جهودنا في تحقيق الأهداف المنشودة. يمكننا جميعاً أن نلعب دوراً كبيراً في تحقيق أهدافنا، وزيادة رقعة العلاج وكذلك التقليل من انتقال عدوى هذا الوباء.
بعدها تم عرض كلمة مسجلة لمعالي الدكتور علاء الدين العلوان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط؛ حيث قال إنّ علاج فيروس العوز المناعي يسهم في علاج الأرواح ومع تقدم الأدلة العلمية أصبحنا ندرك أن العلاج بمضادات الفيروسات يقلل من احتمال انتقال الفيروسات من المتعايشين معه إلى الآخرين، والمشكلة أننا نعالج نسبة ضئيلة جداً من الذين يحتاجون إلى هذا العلاج إذ لا يحصل على المعالجة إلا شخص واحد بين كل خمسة أشخاص من الذين يحتاجون للعلاج، ليس لدينا أي عذر، فعلينا أن نعالج أكثر وأن نعالج أفضل.
ثم قدم الدكتور محمد رضا اللواتي مدير برنامج مكافحة العوز المناعي المكتسب ملخصاً عن الوضع الوبائي. وذكر أن العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية متوفر حالياً بشكل كبير جداً، حيثُ يوجد حالياً ما يقارب 20 دواءً مختلفاً ضمن ستة أصناف من الأدوية، كما إن العلاج متوفر في 15 مركزا في مختلف أرجاء المحافظات في السلطنة مع وجود فريق من الأخصائيين في كل مركز من مراكز العلاج. لذلك، تم إرشاد جميع المرضى المصابين بالعدوى بمتابعة العلاج بشكل دوري في أقرب مركز من مراكز العلاج، كما أنه يتم الفحص عن الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة في السلطنة في جميع أرجاء المؤسسات الصحية العامة وكذلك أغلب المؤسسات الصحية الخاصة، إضافة إلى أنه سيتم البدء بالعمل في مركز المشورة والفحص التطوعي في مركز الرعاية الصحية الأولية في محافظة مسقط، علماً بأنّه يمكن إجراء هذا الفحص بدون إظهار الهوية في أي مركز صحي.
وتابع أنه تتوفر حالياً لدى جميع المؤسسات الصحية العامة في السلطنة فحوصات الكشف عن فيروس نقص المناعة المكتسبة وكذلك فحوصات تقييم شدة المرض، على سبيل المثال، فحص الحالة المناعية أو الحِمل الفيروسي، بالإضافة إلى ذلك، توافر فحوصات الإصابات الأخرى المرتبطة بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
وقدمت الدكتورة جميلة العبرية مديرة دائرة صحة الأسرة والمجتمع ورقة حول برنامج منع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل؛ حيث إنّ البرنامج يهدف على خفض الوفيات والمراضة لدى الأمهات والأطفال عن طريق الوقاية من انتقال عدوى فيروس العوز المناعي المكتسب من الأم إلى الطفل وتقديم الرعاية المتكاملة للأمهات المصابات وأطفالهن وعائلاتهن، ويقوم البرنامج على فحص الحوامل عند التسجيل في عيادة الحوامل في الرعاية الصحية الأولية بعد تقديم معلومات عن أهمية الفحص، وفحص الأمهات غير المسجلات أثناء الولادة أو في زيارات النفاس، وتقديم المشورة اللازمة عند إعطاء نتيجة الفحص وعند المتابعة والعلاج، وتحويل الحالات الموجوبة إلى طبيب مختص في مؤسسات الرعاية الصحية الثانوية، والتقصي وفحص زوج المرأة المصابة وأطفالها.
وقدمت الدكتور حليمة الغنامية مديرة دائرة الصحة المدرسية بالإنابة عرضاً حول وعي الطلبة بموضوع الإيدز وتهدف الصحة المدرسية في برامجها الوقائية والتوعوية إلى نشر الوعي بين الطلبة والطالبات عن مرض الإيدز وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه وبناء على نتائج المسح العالمي لصحة طلبة المدارس 2010 في سلطنة عُمان حول الوعي بفيروس نقص المناعة المكتسب تبين أن 81.6% من جميع الطلبة و80.5% في الفئة العمرية 13-15 سنة سمعوا عن مرض الإيدز وقد جاءت الإناث أكثر من الذكور في ذلك.
وحول موضوع الإيدز في المناهج الدراسية وتوظيفه في برامج التوعية الطلابية، ذكرت أنه من المواضيع المهمة التي تتطلب تكاتف جميع الجهود من أجل الحد من انتشاره وحيث إن المناهج تلعب دورا كبيرا في تثقيف الطلاب وتوعيتهم بخطورة هذا المرض لذا اهتمت الوزارة بتوعية الطلاب من خلال بعض الدروس والأنشطة العلمية التي تهدف إلى التعريف بهذا المرض والطرق التي ينتقل بها وكيفية الوقاية منه والتعاطف مع المصابين به ومعرفة أماكن الأنشطة والخدمات الوطنية والمحلية في المجتمع بشأن هذا المرض وإكساب الطالب المهارات المتعلقة بالسلوكيات الوقائية من مرض الإيدز ومن الأمثلة عليها الحزم في مقاومة ضغوط رفقاء السوء والتعبير عن الرأي واتخاذ القرار ومهارات التواصل ويتم ذلك من خلال مشروع تثقيف الأقران، وهنا يتم غرس السلوك السليم لدى الطلاب الذي يتسم بالتعقل والمسؤولية والالتزام بالإطار الأخلاقي القويم الذي يرسمه لنا ديننا الإسلامي. وفي نهاية اليوم تم تقديم محاضرة دينية حول حقوق الإنسان ونظرة الإسلام لحقوق المتعايشين بالإيدز، لما للجانب الديني من دور هام في هذا الموضوع.