مسقط - العمانية
أكد معالي محمد جواد ظريف وزير الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، على أهمية الدور الفاعل الذي يقوم به حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في سبيل ترسيخ مبادئ الأمن والسلم الدوليين؛ لما يتمتع به جلالته من ثقة في مختلف دول العالم. كما أكد معاليه -خلال مؤتمر صحفي عقده، اليوم- على أهمية محادثاته مع جلالة السلطان المعظم والمسؤولين في السلطنة حول هذا الجانب المهم.. قائلاً إن بلاده تولي أهمية خاصة لتوثيق علاقتها مع دول الجوار.
وأوضح ظريف أن وتيرة الأعمال والنشاطات الدبلوماسية التي تقوم بها بلاده هذه الآونة يمكن أن تتطور وتتسع رقعتها.. مُعرباً عن استعداد طهران لتمكين وتطوير علاقاتها مع كافة دول العالم الإسلامي؛ ومعتبراً في الوقت ذاته أن تمتين هذه العلاقات يحظى بأهمية بالغة لدى طهران، ولا توجد هناك أية عقبات تقف دون تطويرها.
وأكد وزير الخارجية الإيراني على تقدير بلاده لشخص جلالة السلطان المعظم -أيده الله- مبيناً أن زيارة جلالته لطهران ولقائه سماحة المرشد الأعلى للجمهورية الإمام الخامنئي، ورئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية فخامة الدكتور حسن روحاني، فتح آفاقاً جديدة للعب دور بنَّاء للسلطنة؛ من أجل حل وتسوية المشاكل الإقليمية والدولية.
وأوضح أن دور السلطنة على مستوى المنطقة يحظى باهتمام بالغ، كما أن هناك احترامًا تكنه الأوساط العالمة للمسؤولين في السلطنة.. معرباً عن أمله في ديمومة التواصل بين السلطنة وبلاده.
وحول التشكيك في برنامج إيران النووي، قال وزير الخارجية الإيراني: إن استخدام وإنتاج الأسلحة الذرية هو أمر غير شرعي وغير أخلاقي وغير إنساني.. مضيفاً: نعتبر السلاح النووي يضر بأمننا الوطني، ونحن لسنا بحاجة لأي سلاح نووي، وعلى أي مستوى من المستويات.. مؤكداً أن الدخول في سباق التسلح النووي على المستوى الإقليمي والدولي لا يعتبر سوى ضرب من الانتحار.
وعلى صعيد الملف النووي وعلاقات إيران ببلدان المنطقة، قال: نشعر بأن علاقات بلدان المنطقة يجب أن تُبنى على أساس من الثقة المتبادلة وتعزيز أواصر الصداقة فيما بينها، وعلى التعاون والقواسم المشتركة في مختلف المجالات العقائدية والثقافية والجغرافية والاقتصادية والسياسية.
ومضى المسؤول الإيراني يقول: إن الشعب الإيراني لا يثق في الغرب، والغرب عليه أن يبني جدار الثقة بينه وبين إيران.. موضحاً أن بلاده أعلنت ان الطاقة النووية إذا ما استخدمت للأغراض السلمية؛ وهو أمر غير قابل للتفاوض مُطلقاً.. مشدداً على أن بلاده لا تنوي خداع العالم في هذا المضمار، وستواصل نشاطها النووي للأغراض السلمية والمدنية حصراً.
وأكد أن كلَّ ما تتخذه طهران من إجراءات في هذا الإطار هو للأغراض السلمية البحتة، وكل ما تقوم به من أنشطة يتم تحت المظلة الدولية؛ دون إيجاد قلق أو هواجس للآخرين.. مُردفاً: هدفنا من اتفاق جنيف هو تحقيق هذا الهدف، وليس التغاضي عن مواصلة النشاط النووي للأغراض السلمية، وأن الهدف كان -ولا يزال- بناء جدار من الثقة بين إيران والجانب الآخر.
وحول مفاوضات (5+1) في جنيف، وما إذا كانت قد تطرقت إلى الملف السوري، قال معاليه: إن هذه المفاوضات اقتصرت على النقاش حول الملف النووي، ولم تتطرق إلى أي ملف آخر سواء الاجتماعات الثنائية، أو متعددة الأطراف.. مضيفاً: لا نؤمن بأن الخوض في غمار ملف ما سوف يجرنا إلى الحديث عن ملفات أخرى.
وأشار إلى أن نص برنامج الإجراءات المشتركة -الذي أُبرم بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومجموعة بلدان (5+1)- وضع في متناول كافة الأوساط الإعلامية وشعوب العالم، وهو شيء عام، وقابل للتداول وعبارته واضحة وبشكل كامل.. مبيناً أن إيران قبلت مواصلة التخصيب بنسبة 5 بالمائة خلال الأشهر السته القادمة.. وأوضح معاليه أن مجموعة بلدان (5+1) قبلت بأي حل يتم بين الجانبين على أن يتضمَّن التخصيب وإزالة العقوبات والحضر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفيما يتعلق بالنزاع في سوريا، قال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تدعم التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية.. قائلاً: إذا ما وُجهت الدعوة لنا للمشاركة في اجتماعات جنيف 2؛ فإننا سوف نشارك في هذا الاجتماع، وإننا نؤكد على أن حل الأزمة السورية لا يمكن أن يتم من خلال الخيار العسكري، كما نؤكد كذلك أن مستقبل سوريا يجب أن يحدد حصراَ من قبل أبناء الشعب السوري وصناديق الاقتراع.
وحول دور إسرائيل في المنطقة، وعقب اتفاق مجموعة (خمسة زائد واحد)، قال معالي محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني: إن إسرائيل مصالحها تؤمن بإيجاد بؤرة توتر من خلال أشكال التهديد والإرهاب، وتخويف الآخرين وممارسة السياسات الظالمة وقمع الشعوب، وهي تريد هذه الأطراف أن تمرر نهجها وسياساتها والبعض يبذل جهوداً لصرف الأنظار عن واقع ما يجرى في المنطقة من خلال مواصلة تهديداتهم بالبرنامج النووي الإيراني.
ومضى معاليه يقول: في المقابل، فإن هناك أنشطة نووية يقوم بها الكيان الصهيوني والأسلحة الكيماوية التي يمتلكها، ومواصلته لبناء المستوطنات وانتهاكاته لحقوق أبناء الشعب الفلسطيني والمنطقة، وهذه الأطراف تسعى جاهدة من خلال الأكاذيب لأن توجه البوصلة نحو إيران.
وفي ختام المؤتمر الصحفي، عبَّر معالي وزير الخارجية الإيراني عن شكر بلاده العميق للدور الإيجابي المقدَّر الذي تقوم به السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، في تحقيق الأمن والسلم في المنطقة والعالم.. قائلاً: نحن هنا لشرح النمو والتطورات التي تشهدها علاقات بلادنا مع مختلف الدول؛ لأن علاقات إيران بعُمان خاصة جداً، ونتمتع بعلاقات حسن الجوار.