الرؤية- فايزة سويلم الكلبانية
عقدت أمس أعمال الاجتماع السنوي لفريق حوكمة الأسواق المالية لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي انعقدت لمدة يوم بفندق شنجريلا بر الجصة، والذي استضافته السلطنة ممثلة بالهيئة العامة لسوق المال وسوق مسقط للأوراق المالية، وبإشراف منظمة التعاون والتنمية الأوروبية (OECD).
وقال أحمد بن صالح المرهون مدير عام سوق مسقط للأوراق المالية في كلمة ألقاها بهذه المناسبة: إنّ الاجتماع السنوي لفريق حوكمة الأسواق المالية يتيح فرصة للمشاركين للتفاكر حول المواضيع ذات الصلة بحوكمة الشركات في الأسواق الإقليميّة، حيث باتت الحوكمة مهمة في استقطاب رؤوس الأموال والتواصل بين الاقتصاديات بشكل أكثر فعالية. وأضاف: تعمل أسواق المال على تعزيز وترسيخ مبادئ العدالة والشفافية، حيث لا يمكن تحقيق ثقة المستثمرين بدون التطبيق السليم لمبادئ وقواعد ميثاق حوكمة الشركات، وهي ثيمة إذا تمّ إنفاذها بصورة فاعلة ستحقق التوزيع العادل للفائض الاقتصادي على المتعاملين في الأسواق المالية لا سيما المديرين والمؤسسين والمساهمين، مشيرًا إلى أنّ الالتزام بمبادئ حوكمة الشركات سيكون عنصرًا مهمًا للوصول إلى رؤوس الأموال ويفضي إلى تنمية اقتصادية حقيقة. وقال: علينا التركيز على ثلاثة عناصر مهمّة وهي الإفصاح والشفافية، ومنع الغش والاحتيال من خلال تطوير آليات التقاضي لتكون مرنة وسهلة للمساهمين حتى يتسنى لهم متابعة حالات الغش، بالإضافة إلى منع تضارب المصالح ما بين المديرين والمساهمين في بيئة العمل.
وناقش المجتمعون عددًا من المواضيع ذات العلاقة بتطوير أسواق المال بالمنطقة ودراسة السبل الكفيلة بتحسين مستوى الإفصاح والشفافية والرقابة على المتعاملين من داخل وخارج البورصات بما ينعكس على استقطاب المستثمرين إلى الأسواق وزيادة الثقة لديهم وتعزيز مبادى الحوكمة بالإضافة إلى مناقشة مواضيع أخرى تتعلق بمسألة إعادة هيكلة البورصات بما ينسجم ومتطلبات الأسواق المتقدمة والناشئة.
وأوضح جليل طريف أمين عام اتحاد هيئات الأوراق المالية العربية بأنّ تطبيق مبادئ الحوكمة في تطور مستمر ويسير بشكل إيجابي، وهناك بعض البوادر الإيجابية وهي مهمة للشركات نفسها، حيث عملت بعض تلك الشركات على تعيين بيوت الخبرة، مشيرًا إلى أنّ هناك تحديات كبيرة لتحقيق مبادئ الحوكمة وتوعية الشركات حول أهميّتها ومميزاتها، حيث تبذل الأسواق جهودًا حثيثة في هذا الجانب. وأشار جليل طريف إلى أهمية بناء القدارات الذاتية عند الجهات المنظمة وأيضًا عند الشركات ومحاولة تنمية هذه القدرات ودعمها حتى تتمكن من تطبيق مبادئ الحوكمة مؤكدًا على جدية الحكومات في تطبيق مبادئ الحوكمة والسعي لتطبيقها من خلال إيجاد التشريعات وتطويرها.
وقال أمين عام اتحاد هيئات الأوراق المالية العربية: هناك بعض أسواق رأس المال لديها برامج متطورة ومتقدمة التي تلعب دورًا توعويًا مهمًا في مسألة نشر ثقافة حوكمة الشركات في الأسواق المالية في حين تحتاج أسواق أخرى برامج مشابهة لنشر تلك الثقافة.
من جانبه أكّد فؤاد راشد مدير عام بورصة البحرين على أهمية الاجتماع السنوي لفريق حوكمة الأسواق المالية لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذي يعقد بشكل دوري لتبادل الخبرات وأعطاء أهميّة لجوانب تساعد على تطوير الأسواق المالية، موضحا أنّ الشركات في بورصة البحرين تطبق مبادئ الحوكمة وتلتزم بها من خلال اتباع نظام تمّ إصداره مؤكدًا في ذات الوقت بأنّ الالتزام بالحوكمة تسهم في بناء الثقة بين المستثمرين والأسواق وأيضًا تساعد على اتخاذ القرارات الاستثمارية.
وقالت الدكتورة شهيرة عبد الشهيد مستشار رئيس البورصة المصرية إنّ هناك تقدمًا في مسألة حوكمة الأسواق المالية مشيرة إلى أنّ اجتماع مسقط سيسهم في عرض التجارب في هذا الجانب وأيضًا سيوفر فرصة التعرّف على تجارب الأسواق في هذا الجانب مشيده بمستوى التنظيم الذي خرج به الاجتماع. وتسعى الهيئة العامة لسوق المال وسوق مسقط للأوراق المالية إلى توسيع استخدام وتطبيق معايير الحوكمة في كل مؤسسات سوق رأس المال من شركات مساهمة عامة ومرورًا بشركات الوساطة المالية، وانتهاءً بالهيئة العامة لسوق المال وسوق مسقط للأوراق المالية وشركة مسقط للمقاصة والإيداع.
وأوضح أحمد بن عبد الكريم الهوتي الخبير بسوق مسقط للأوراق المالية أنّ المبادرة جاءت من الاتحاد الأوروبي للإسهام في تمكين البورصات العربية وتطوير وتحسين الحوكمة في البورصات ومؤسسات سوق رأس المال، مشيرًا إلى أنّ الاجتماع ناقش 4 محاور رئيسة تتمثل في خصخصة البورصات، وتمكين البورصات من إدراج الشركات الموجودة في البلد، إلى جانب تشجيع الناس على الاستثمار عبر الأسواق المالية وتحسين أداء الإدارة سواء في الهيئة العامة لسوق المال أو سوق مسقط للأوراق المالية من خلال التمكين الإداري والقيام بدوره من حيث التدريب والتأهيل.