
بركاء - حمد السليماني
تواصلت، لليوم الثاني على التوالي، فعاليات ندوة "بركاء عبر التاريخ"؛ حيث رعى فعاليات الندوة في يومها الثاني سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ جنوب الباطنة، بحضور سعادة الشيخ ماجد بن خليفة الحارثي والي بركاء، وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، والمكرمين أعضاء مجلس الدولة ومشايخ وأعيان الولاية.
أدار الجلسة سعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية ومقرر الجلسة عبدالله بن سالم المعولي مدير مدرسة بتعليمية جنوب الباطنة، وشملت ثلاث أوراق عمل تناولت المكانة الفكرية للولاية وبركاء في عصر النهضة والألعاب والفنون الشعبية التي تشتهر بها الولاية.
قدَّم الورقة الأولى "المكانة الفكرية في ولاية بركاء" أفلح بن أحمد بن سليمان الكندي نائب مدير دائرة الإشراف التربوي المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم، تطرَّق فيها إلى العوامل التي أثرت على الحياة الفكرية في ولاية بركاء، وفصَّل فيها العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعوامل الجغرافية والاستراتيجية.
وبعدها، تطرَّق الباحث إلى المراكز الحديثة؛ مثل: المدارس الحكومية والخاصة، وانتشارها في ربوع ولاية بركاء، والجامعات؛ ومن أمثلتها: كلية عمان للإدارة والتكنولوجيا والجامعة الألمانية.
كما تناول الباحث أهم العلوم التي اشتهرت به الولاية، وقام بذكر أمثلة على بعض الأعلام؛ أولها: العلوم الدينية. ومن الأسماء اللامعة في علوم الدين العلامة: القاضي الشيخ سالم بن محمد بن سالم الدرمكي، والشيخ سليمان الفليتي. وفي علوم الطب؛ وذكر منهم على سبيل المثال: عائلة خلف بن عبدالله بن سعيد الفليتي "المجبر" في النعمان، والتي اشتهرت بالتجبير. ومجالات طبية أخرى تزخر بها الولاية كالحجامة والوسم والجراحة والمسح. وفي علوم الهندسة حيث تم تشييد بيت النعمان وحصن بركاء، وفي الأدب والفنون فكانت بركاء ولا تزال ولادة الشعر والأدب والفنون.
الورقة الثانية
وجاءت الورقة الثانية بعنوان "الفنون والألعاب الشعبية في ولاية بركاء"، وقدمها الباحث خميس بن جمعه المويتي؛ حيث أكد أن أغلب الفنون والألعاب الشعبية متشابهة من حيث المسميات ومتقاربة من حيث أدائها وهى تعكس مدى أصالة الشعب العماني، وعمق ثقافته الضاربة بجذورها في عمق التاريخ ومقدار إسهامه في تطور الحياة البشرية على مر العصور، ثم قام الباحث بالتفصيل في الفنون التي تمارس في ولاية بركاء بذكر طريقة أدائها ومن أمثلة على الكلام الذي يتغنى به في كل فن والمناسبات والأوقات التي تقال فيها. ومن أمثلة تلك الفنون: القصافي والرزحة والعازي والتغرود والهمبل والطارق والمالد والزمط والميدان والدان والمغايظ والليلوا والسيروان والتشحشح والنعوبيبة والمرنجوحة أو المريحانة والونة ومحورب الخيل.
ثم تناول الباحث الجانب الآخر، وهو الألعاب الشعبية، التي عرفها بأنها نشاط رياضي ذهني ضارب في القدم يشكل جزءاً من الإرث الاجتماعي المرتبط بجذور الشخصية الإنسانية والمقومات الحضارية للمجتمع العربي تناقلته الأجيال جيلاً بعد جيل ومارسته برغبة وصدق من أجل الترفيه والتنشيط وقضاء وقت الفراغ بطريقة مفيدة، وتحظى الألعاب الشعبية باهتمامٍ كبيرٍ المجتمعات العمانية عامة وفي ولاية بركا خاصة لما لها من فوائدَ جمةٌ تعود اللاعبين على المهارة الذهنية والبدنية، ثم فصَّل في كل لعبة بذكر طريقة أدائها ومن هذه الألعاب شجرة بشجرة ودق الحصى والسرا وأقطع السناسل عويصور والشل أو اللكد والتوفة أو لقف دوم الصولاه أو الصوله والغميضا والبيلوه وسلوم بلوم والحصن أم اصقيفه.
الورقة الثالثة
وختمت أوراق العمل بالورقة التي قدمها الباحث سيف بن خلف السيابي مدير مدرسة بتعليمية جنوب الباطنة، وجاءت بعنوان "بركاء في عصر النهضة"؛ حيث ذكر في مقدمته أن ولاية بركاء حظيت بنصيب وافر من الخطط التنموية في مختلف المجالات؛ ففي المجال الأمني يتواجد مركز شرطة بركاء وما يقوم به من بدور فاعل في نشر مظلة الأمان في كافة أرجاء الولاية، وحاليا يتم إنشاء مركز لتخليص المعاملات مثل تجديد المركبات ورخص القيادة والجوازات، وإدارة الادعاء العام بولاية بركاء؛ حيث يشمل نطاق اختصاصها للقضايا المحالة من مركزي شرطة بركاء والمصنعة وبلديات بركاء ونخل ووادي المعاول. وفي مجال التعليم، تناول الباحث الزيادة المضطردة في قطاع التعليم بالولاية واتساع نطاقها لتصبح الآن 27 مدرسة بمختلف الحلقات يدرس فيها 19232 طالبا وطالبة، وبالنسبة للتعليم العالي تتواجد بالولاية كلية عمان للادارة والتكنولوجيا والجامعة الألمانية للتكنولوجيا، كما تطرق الباحث للخدمات الصحية ومشاريع الجسور العلوية والطرق؛ حيث تشهد ولاية بركاء إقامة العديد من الجسور العلوية والتي من شأنها تسهل عملية السير وتقليل الازدحام والحوادث المرورية، ومشروع طريق الباطنة البحري ومشروع طريق الباطنة الجنوبي السريع. وفي مجال الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية وفي الخدمات البلدية والتنمية الاجتماعية والخدمات البريدية والقوى العاملة ومحطة انتاج الطاقة وتحلية المياه وفي مجال حماية المستهلك. وفي قطاع الرياضة، وفي الجانب السياحي . وفيما يتعلق بالجانب التجاري والاقتصادي.
وختم الباحث ورقته بذكر أهم المشاريع قيد الإنشاء؛ وهي: مشروع الصرف الصحي، ومشروع جامعه عمان، ومشروع الميناء البري لخط سكك القطار.