اعتراف الأمم المتحدة بالعجز عن إيصال الغذاء لكل المستهدفين بالمساعدات الإنسانية في سوريا خلال شهر نوفمبر الماضي، والبالغ عددهم نحو أربعة ملايين شخص، أمر له تداعيات كارثيّة على الشعب السوري، خاصة مع حلول فصل الشتاء حيث البرد القارس والأمطار، وما يترتب على ذلك من مخاطر صحيّة؛ خصوصًا على الأطفال حيث إنّ هناك نحو 4.3 مليون طفل يحتاجون للمساعدة داخل سوريا، ونحو 1.2 مليون طفل آخرين يعيشون كلاجئين في دول مجاورة وهم أيضًا بأمس الحاجة للمساعدة، ويعكس هذا العدد، التنامي المضطرد في عدد الأطفال المعرضين للمخاطر والذين يحتاجون للمساعدات في سوريا، حيث تضاعف إلى أربعة أمثاله تقريبًا خلال عام واحد.
إنّ تطورات الوضع الإنساني في سوريا نتيجة الصراع العسكري آخذة في التفاقم؛ حيث يتسبب القتال في خلق هذه المأساة، وأيضًا يعوق معالجتها بمنع وصول المساعدات إلى مستحقيها خاصة في بعض التجمّعات السكانيّة المعزولة والمحاصرة، والتي ظلّ بعضها معزولا ولأشهر عديدة، لتعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء لدرجة أنّ النّاس يموتون لعدم وجود الغذاء الكافي وانعدام الرعاية الطبيّة.
ولأنّ استمرار القتال هو العائق الأكبر لوصول المساعدات الإنسانية، يستلزم الأمر النظر في إصدار قرار أممي بفرض عقوبات على الأطراف التي تمنع دخول المساعدات، حيث إنّ البيان الذي صدر في شهر أكتوبر الماضي، غير ملزم، ويكتفي بحث الأطراف المتصارعة في سوريا على التعاون.
ويتطلب اتساع رقعة الاحتياجات الإنسانيّة، زيادة مماثلة في الاعتمادات المالية المخصصة لذلك، حيث إنّ برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى أربعين ملايين دولار أسبوعيًا لتغطية العمليات داخل سوريا، وكذلك المساعدات للاجئين السوريين.
إنّ الاستجابة لتلبية احتياجات الشعب السوري، واجب إنساني على الأسرة الدوليّة، ينبغي النهوض به في أسرع وقت وعلى أكمل وجه.