مساعد العميد لشؤون الطلاب: يوم التخرّج الخطوة الأولى نحو النجاح والمشاركة في عجلة البناء
الخريجون يعبّرون عن فرحتهم بالتخرّج.. ويضعون نصب أعينهم المساهمة في بناء الوطن
المخرجات ترفد سوق العمل بكوادر متميّزة.. وتسهم في دعم الاقتصاد الوطني
صلالة- أحمد الرواس- طلال المعمري
تصوير/ فهد الميمني
احتفلت الكليّة التقنية بصلالة مساء أمس الأربعاء بتخريج 447 طالبًا وطالبة، وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار وبحضور سعادة الدكتورة منى بنت سالم الجردانية وكيلة وزارة القوى العاملة للتعليم التقني والتدريب المهني وعدد من أصحاب السعادة والشيوخ وممثلي الدوائر الحكوميّة والخاصة بالمحافظة، وكذلك أولياء أمور الخريجين، وذلك بمسرح المروج بصلالة، وقد توزّع الخريجون على أقسام الهندسة وتقنية المعلومات والدراسات التجاريّة في مستويات الدبلوم والدبلوم العالي.
الحفل بدأ بتلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم، بعدها ألقت الدكتورة مريم بنت عبدالله العوادية عميدة الكلية التقنيّة بصلالة كلمة رحّبت في بدايتها براعي الحفل والضيوف، ثمّ قالت: "إنّها للحظات ليست ككل اللحظات حينما تتزاحم فيها مشاعر الفرح، وتتشابك فيها تعابير ابتسامة التخرّج، ونحن نحتفل بهذه المناسبة السعيدة، وخاصة أنّها تزامنت مع احتفالات العيد الوطني المجيد، وبتخريج طلبة الكليّة التقنية بصلالة والذين أكملوا دراستهم علي نظام الدبلوم والدبلوم العالي، والذين بلغ عددهم 447 طالبا وطالبة". وأضافت أنّ الكليّات التقنية استطاعت بفضل التوجيهات المستمرة والمتابعة من الحكومة الرشيدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- أن تحقق الغايات والطموحات منها وهو إعداد جيل من الشباب العماني المدرب تدريبًا تقنيًا وإيمانا منها بأهمية ودور التعليم التقني في رسم مستقبل مشرق لاسيما وأنّ هذا العصر هو عصر التطوّر العلمي والتقني وأنّ وزارة القوى العاملة تسعى من خلال الكليّات التقنيّة لتقديم تعليم تقني عالي الجودة ووفق برامج دراسيّة وتدريبية عالمية من أجل خدمة الوطن في القطاعين العام والخاص والتي تسهم بشكل مباشر في بناء الاقتصاد العماني".
وتابعت العوادية: "لم يقتصر اهتمام الكليّة التقنية بصلالة على ترسيخ الجانب العلمي فقط بل في تكوين شخصيّة خريجيها ورفع كفاءاتهم لمواجهة المستقبل والانطلاق إلى سوق العمل. وهو في أعلى مستوى من الكفاءة والقدرة لسد احتياجات سوق العمل العماني". ووجهت الدكتورة مريم العوادية كلمة إلى الخريجين، قائلة: "أتقدم بالتهنئة الخالصة لأبنائي وبناتي الخريجين والخريجات في هذه المناسبة العظيمة والتي تبعث في النفوس فرحًا وابتهاجًا وفخرًا وفّقكم الله في خدمة هذا الوطن المعطاء في ظل القيادة الرشيدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه".
بعد ذلك ألقت الخريجة أميرة بنت عادل بت أحمد العيدروس كلمة نيابة عن زملائها الخريجين والخريجات رحّبت فيها براعي الحفل والحضور وهنأت زملاءها الخريجين والخريجات بتخرجهم، وتقدمت بالشكر لإدارة الكليّة التقنية بصلالة على ما بذلوه من دعم ومساندة للخريجين أثناء دراستهم. وقالت: "سعيدة أن أمثل أمامكم لأخاطب هذا الحفل الكريم نيابة عن زملائي وزميلاتي من خريجي الكلية التقنية بصلالة في هذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً، وفرصة أستطيبها وأسعد بها لأهنئ زملائي وزميلاتي الخريجين والخريجات وأسرهم بهذا النجاح والإنجاز الذي يمثل تطوراً مهماً في حياة كل واحد منّا". وأضافت: "ما نمت أمة، ولا ازدهرت حضارة، ولا ساد شعب إلا عندما كان الإنسان فيه هدفاً لكل تطوير، ومحوراً لكل تنمية، وعنواناً لكل شعار وخطة. وها نحن الفوج من الخريجين والخريجات نمثل مرحلة مهمّة في تطور نظم التعليم التقني، من خلال صياغة خططه وبرامجه التدريبية الطموحة، في مختلف المراحل والتخصصات والتي تخضع لعمليات تطوير وتحديث مستمر مواكبة لمتطلبات سوق العمل وما تشهده من نمو وازدهار. ونحن على ثقة بقدرتنا على العطاء الجاد والإنجاز السريع لكل ما سيعهد إلينا من أعمال ومهمّات كل في مجاله وعمله". واختتمت كلمتها قائلة: "أوجه تحية لكل إخواني الخريجين وها نحن نقف على أبواب التخرج وحصاد ثمار سنوات من الجد والاجتهاد، وتبقى تلك السنوات ذكرى جميلة لن ننساها طالما حيينا، لحظات ممزوجة بدموع الفرح على حصاد تفوقنا واجتهادنا والحزن على الفراق فبعد كل تلك السنوات التي قضيناها تحت ظلال العلم كنا ولا زلنا أسرة واحدة لذا أشكر كل من ساهم في هذا العطاء، وآمل من المولى عزّ وجل أن يوفقنا لنبدأ مرحلة جديدة نحو المستقبل وحصادهم جهود سنوات من التفوّق والنجاح، وأشكر كل أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية؛ الذين كان لهم الدور الرئيس في تخطينا صعوبات الدراسة والتمكّن من النجاح والتفوق، وأيضًا أوجه شكري إلى أسرتي الكريمة التي كانت لي العون والحافز في النجاح وأدعو الله عزّ وجل أن يوفقنا في بدء مرحلة جديدة يملؤها النجاح والازدهار".
توزيع شهادت الخريجين
بعدها قام سعادة راعي الحفل بتوزيع الشهادات على أوائل الخريجين والخريجات، ثمّ بقيّة الخريجين من جميع التخصصات.
ويعتبر يوم التخرج بمثابة التكريم للخريج الذي قضى سنوات من الجد والاجتهاد؛ حيث يقول الخريج يعقوب بن حسن بن هاشل السعدي والذي يعمل مشغل آلات في ميناء صحار: " الحمدلله الذي وفقنا في مسيرتنا التعليمية لنشهد هذا اليوم الذي نحصد فيه ما زرعناه طوال السنوات التي قضيناها بالكلية، ونحن كخريجين نشعر بالفخر لوصولنا لهذا اليوم، الذي يطمح كل طالب جامعي لأن يصل إليه، لذا أشكر الكلية التي ساهمت بهذا العطاء وأشكر الهيئة الأكاديمية والإدارية لكل الجهود التي قاموا بها أثناء مسيرتنا التعليمية بالكلية".
فيما قال الخريج أحمد بن سالم بن علي شماس من قسم الهندسة تخصص معماري؛ والذي يعمل بشركة صلالة للميثانول: "أولا أوجه تحية لكل إخواني وأخواتي الخريجين، وها نحن نقف اليوم على أبواب التخرج وحصاد ثمار سنوات من الجد والاجتهاد، وستبقى تلك السنوات ذكرى جميلة لن ننساها طالما حيينا، لحظات ممزوجة بدموع الفرح على حصاد تفوقنا واجتهادنا، والحزن على الفراق فبعد كل تلك السنوات التي قضيناها تحت ظلال العلم كنا ولا زلنا أسرة واحدة لذا أشكر كل من ساهم في هذا العطاء، وآمل من المولى عزّ وجل أن يوفقنا لنبدأ مرحلة جديدة نحو المستقبل".
وقال الخريج ليث بن سعود بن عبدالعزيز العمري من قسم الهندسة تخصص إلكتروني والذي يعمل بوزارة الدفاع: "يسرّني كخريج أن أوجه كل التهاني والتبريكات لخريجين وخريجات كليّة التقنية بمناسبة هذا اليوم الذي لطالما انتظرناه بعد سنوات من النجاح والتفوّق في الكلية، وها نحن نصل إلى درجات النجاح والتفوّق بفضل الله عزّ وجل وكل أعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية الذين لهم الدور في نجاحنا لذا أشكرهم جزيل الشكر لكل ما فعلوه لنا خلال مسيرتنا التعليمية".
وقالت الخريجة أميرة بنت عادل بت أحمد العيدروس تخصص هندسة معمارية، إنّ الاحتفال بتخرجنا يشكل فرحة كبيرة بعد تعب وجد واجتهاد دراسي خلال سنوات دراستي بالكلية، لذا أشكر كل من ساهم ووقف معي من إدارة الكلية، والشكر موصول للأهل الذين لهم الدور الأبرز في مسيرة دراستي، وتحصيل عوامل النجاح، وأضافت: إنّ أهم هذه العوامل الاجتهاد والمثابرة والصبر والطموح الذي يوصلنا للنجاح والتفوّق.
وقال الخريج المعتمد بن محمد عبدالرب العنسي اليافعي، والذي يعمل بشركة عمان تل: "الحمدلله الذي وفقنا لنصل إلى هذا اليوم الذي يحلم به كل طالب وطالبة، بعد سنوات من الدراسة ها نحن نتوج سنوات جهدنا ونجاحنا الذي كان نتيجة سنوات من العطاء والاجتهاد لذا في هذا المقام لا يسعنا إلا أن نرفع القبعات، لأولئك الذي حملوا على عاتقهم مسؤولية البناء والإعداد، منحتمونا العلم والثقة.. فلكم منّا عظيم شكرنا وجزيل امتنانا".
وقالت الخريجة وفاء بنت يوسف بن غياض المرزوقي تخصص هندسة معمارية: "إنّ لحظات التخرّج ليست ككل اللحظات، فحينما تتزاحم المشاعر، وتتشابك التعابير مع ابتسامات التخرّج ودموع الفراق، تعجز الكلمات عن الوصف، فها نحن قد وصلنا إلى ختام مسيرتنا التعليمية بعد أن قضينا سنوات نتعلم فيها تحت ظل هذه الكليّة التي قدمت فيها كل ما يمكن من أجل تقدمنا وتفوقنا لذا الحمدلله الذي وفقنا خلال مسيرتنا في الكليّة وأشكر كل الأعضاء الأكاديمين والإداريين للجهود الذي بذلوها من أجلنا".
وقال الخريج طارق بن سعيد بن أحمد الرواس والذي يعمل بشركة عمانتل: "في هذه اللحظات التي تتزاحم فيها المشاعر وتتشابك فيها التعابير بين ابتسامات الإنجاز ودموع الفراق وها نحن نغادر صرحًا تعليميًا، أمضينا فيه أياماً من أجمل الأيام مع أساتذة أكاديميين كانوا لنا عونًا أثناء مسيرتنا ولا نجد كلمات تصف جزيل شكرنا لهم على كل ما بذلوه في سبيل مساعدتنا وتخطينا الصعوبات، ووصولنا إلى نهاية مسيرتنا التعليمية إلى أنّ وصلنا إلى لحظة تتويج تفوّقنا ونجاحنا في هذه الكليّة".
بينما قالت الخريجة ميمونة بنت محمد بن سالم العجميّة من قسم الهندسة تخصص معماري: "مرت علينا سنوات كانت علينا الأفضل حيث امتزجت فيها ذكرى فرح، حزن وخوف من المستقبل وتحدي وإصرار من أجل الوصول إلى الأفضل... كانت تلك السنوات التي عشناها في الكلية مليئة بالصعوبات والتحديّات ولكن مع العزم والإصرار على النجاح والتفوّق وبفضل الله عزّ وجل ثمّ الهيئة الأكاديمية التي كانت لنا العون على تخطي الصعاب والوصول إلى التفوق والنجاح ولا يسعني غير شكر كل من ساهم وساعدنا خلال مسيرتنا في الكلية اسأل الله عزّ وجل التوفيق والنجاح لهم على ما بذلوه لنا".
أداء وإسهامات
من جهته، قال الدكتور أحمد بن علي الشحري مساعد العميد لشؤون الطلاب بالكلية التقنية بصلالة إنّ الكلية التقنية بصلالة، وهي تحتفل بتخريج دفعة جديدة من طلبتها تقف شامخة بإنجازاتها فخورة بأدائها وإسهاماتها المتلاحقة، وهذا جاء بدعم متواصل من وزارة القوى العاملة، مضيفا بأنّ الكليّة تسير بخطوات واثقة نحو أداء رسالتها وتحقيق أهدافها، وتدرك دورها في تمكين المجتمع من الإسهام في التطورات والإنجازات وإرساء دعائم تنمية الموارد البشرية في السلطنة.
وأضاف مساعد العميد لشؤون الطلاب أنّه يشعر بالفخر والاعتزاز لرؤية هذه الكوكبة الخيّرة من الشباب العماني الطموح، والذين اجتازوا وأتموا دراستهم بنجاح، حيث إنّ معظم هؤلاء الخريجين يشغلون الآن وظائف واعدة ومنتجة في مختلف مجالات العمل سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، مشيرًا إلى أنّ هذه المسيرة الناجحة للكليّة التقنية بصلالة هي ثمرة توجيه ودعم مستمر من قبل وزارة القوى العاملة، مؤكدًا أنّها بفضل ذلك ستظل مثالا للتميّز ونموذجًا للإنجاز ودليلا صادقًا على أنّ الكليّة تسير بخطوات ثابتة و واثقة نحو أداء رسالتها وتحقيق أهدافها على أكمل وجه. واختتم الشحري حديثه قائلا إنّ يوم التخرّج هو من الأيام التي يحتفل بها الخريج طوال حياته ولن ينساها وهي تمثل له الخطوة الأولى نحو النجاح والمشاركة الفاعلة في عجلة البناء وسوف تبقى العلاقة بين الخريجين والكليّة علاقة مجيدة أساسها متين يرتكز على التواصل مع الخريج وتأمين فرص العمل له متمنيًا النجاح والتوفيق لجميع الخريجين والخريجات.
التطور التاريخي للكليّة
وبدأت الكليّة التقنية بصلالة عامها الدراسي الأول ككليّة فنيّة صناعيّة في عام 1995/1996م بتطبيق نظام برنامج تعليمي جديد هو برنامج المؤهلات المهنيّة الوطنيّة العامة (GNVQ) ومدته سنتان بعد السنة الأولى التأسيسية. في هذا النظام يعطى الطالب دورًا أكبر في تحمّل مسؤولية أعلى نحو برنامجه التعليمي كما يؤهله في نفس الوقت لمراحل أعلى في الدراسة بعد حصوله على الدبلوم. وفي العام الدراسي 2001م استبدل برنامج المؤهلات الوطنيّة العامة بنظام جديد أكثر ملاءمة لسوق العمل العماني وهو برنامج الدبلوم الوطني العماني (OND) ومدته أيضًا سنتان. ولقد شهدت الكليّة الكثير من التطور والتقدم في مختلف المجالات حيث كان عدد المقبولين بالكلية في بدايتها لا يتعدى 84 طالبًا وطالبة بينما خلال العام الدراسي الحالي 2013-2014، وصل عددهم 4315 طالبًا وطالبة. كما شهدت العملية التعليمية ومرافق الكلية الكثير من التطوير والتعديلات حيث إنّه حاليًا تقام بالكليّة المراحل النهائية في مشروع مباني الهندسة. وتتمثل رسالة الكلية التقنية في تقديم التعليم التقني عالي الجودة وفق برامج دراسية وتدريبية معترف بها عالميًا لمخرجات التعليم العام وللموظفين العمانيين في القطاعين الخاص والعام. ولتخريج الكوادر الفنيّة والتقنية المؤهلة علميًا وعمليًا للعمل في مجلات التقنية التي تسهم بشكل مباشر في بناء الاقتصاد الوطني والعماني. وتطرح الكليّة التقنيّة منهجًا دراسيًا شاملا يتدرج من شهادة الإنجاز والدبلوم التقني، الدبلوم العالي التقني، وذلك لتأهيل وإعداد الدارسين لمستويات التوظيف المختلفة بالبلاد؛ حيث تسعى الكليّة التقنية بصلالة للعمل على تطبيق المعارف التقنية والإدارية في المجالات التقنية الإدارية بما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل. وتلبية احتياجات الطلاب بتوفير فرص النمو الفردي والاجتماعي والأكاديمي والتقني والمهني وتكوين جيل من التقنيين والمهنيين على مستوى عالٍ من الكفاءة من خلال توفير برامج تقنيّة معترف بها وذات جودة عالية وتزويد القطاعات الاقتصادية وغيرها من القطاعات بكوادر مؤهلة تأهيلا فنيًا وإداريًا وكذلك القيام بإجراء الدراسات والبحوث العلمية والتطبيقية ونشرها وذلك لخدمة الكليات التقنية والمجتمع العماني.
كما تسعى الكلية للقيام بدور فعّال لخدمة المجتمع المحلى بمختلف قطاعاته، وذلك من خلال التعريف بدور التعليم التقني وبرامج ونشاطات الكليّة للمجموعات للجهات المستهدفة خاصة طلبة المدارس وتقديم دورات تدريبيّة في المجالات التقنيّة والإدارية واللغة الإنجليزية لموظفي شركات ومؤسسات القطاع الخاص والعام إسهاماً في رفع كفاءتهم وقدراتهم الوظيفية وإجراء البحوث المشتركة، وتقديم الخدمات الاستشارية وعقد حلقات العمل والندوات والعمل على توظيف بحوث التخرّج التي يقوم بإعدادها طلبة الكليّة لتكون في خدمة المجتمع المحلي.