تمثل جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي حافزًا مهمًّا، مشجعًا ومؤثرًا في تطوير مسيرة العمل التطوعي بكافة أشكاله في السلطنة؛ من خلال التقدير لكل عمل تطوعي يُعلي قيمة العطاء، وتحفيز كلِّ جَهْد يُثري ميادين التطوع، ويُعمِّق إسهاماتها المجتمعية ويكفل استمراريتها.
وتجسِّد الجائزة الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والهادفة إلى تعزيز دور العمل التطوعي في خدمة المجتمع؛ من خلال تدعيم انتشاره ليشمل العديد من المجالات والأنشطة، خاصة في هذه المرحلة التي يحتاج فيها العمل التطوعي إلى الدعم والمؤازرة؛ لينهض بالواجبات المُناطة به، ويُحقق الآمال والتطلعات المعقودة عليه. ويتأتي ذلك عبر إيجاد شراكة مُجتمعية بين جهات التطوع من الجمعيات والمؤسسات الأهلية والأفراد، ومعرفة احتياجات المجتمع المحلي المختلفة؛ بهدف تسخير واستثمار مهارات المتطوعين لخدمته؛ مما ينعكسُ إيجابًا على المشروعات الاجتماعية والإنسانية ذات الأثر على المجتمع، والتي تساهم في النهوض به، والمُضي قدماً نحو التنمية المستدامة.
وهي تحتفلُ بتتويج الفائزين بها في دورتها الثالثة، قطعتْ جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي، أشواطاً مهمَّة في طريق تحقيق أهدافها؛ والمتمثلة في: ترسيخ ونشر ثقافة العمل التطوعي؛ باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من ثقافة المجتمع العُماني المتطور، بما تمثله من منظومة القيم والمبادئ والأخلاقيات والمعايير والرموز والممارسات التي تحثُّ على المبادرة والعمل الإيجابي الذي يعودُ بالنفع العام على الآخرين، إضافة إلى إبراز دور الجمعيات والمؤسسات الأهلية التطوعية والأفراد ممن ساهموا بمشاريع مجيدة في العمل التطوعي، وإزكاء روح التنافس البنَّاء بين المؤسسات التطوعية الأهلية والأفراد لخدمة المجتمع، واستقطاب الأجيال الشابة إلى العمل التطوعي والعطاء النفعي العام، علاوة على تشجيع مبادرات المؤسسات التطوعية والخاصة لزيادة إسهاماتها بالمشاريع التطوعية النوعية المتميزة.
... إنَّ تنامي أعداد المشاريع المشاركة في الجائزة، والتي وصلت في دورتها الثالثة إلى نحو مائة مشروع، يعكسُ الاهتمامَ المجتمعيَّ الكبير الذي يُكرسه الجميع لهذه الجائزة التي أثبتت مكانتها كمبادرة رائدة لتعزيز ثقافة العمل التطوعي، وتفعيل وترسيخ روح التكافل في المجتمع العُماني المتكاتف.