العوفي: أشجار القرم إحدى الدعائم الأساسية لقيام الثروة السمكية
العريمي: مركز القرم للمعلومات البيئية الأول من نوعه إقليميا
المحرمي: المركز يسهم في تنمية القدرات الوطنية والإقليمية
هيرويوكي هاتوري: ندرة وجود بيئات أشجار القرم في العالم
مسقط - الرؤية
نظمت وزارة البيئة والشؤون المناخية ممثلة بالمديرية العامة لصون الطبيعة صباح أمس حلقة العمل الدولية للاستدامة البيئية لبيئات أشجار القرم، والتي نظمتها الوزارة بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "JICA"، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية بفندق كراون بلازا القرم.
وحضر الحلقة سعادة محمد بن خميس العريمي وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية وسعادة جورجي هيسايدا السفير الياباني المعتمد لدى السلطنة، وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة والجمعيات الأهلية، ووزارة الزراعة والثروة السمكية، ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، وجامعة السلطان قابوس، ومجلس البحث العلمي، ومركز عُمان للموارد الوراثية والحيوانية والنباتية، ووزارة السياحة، ومركز البحوث والدراسات ومكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، وبلدية مسقط، وجمعية البيئة العمانية، وشركة المحيطات الخمسة للاستشارات البيئية، وشركة ميتسوبيشي، وشركة حيا للمياه، بالإضافة إلى منظمات دولية وجهات أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي. وتهدف هذه الحلقة إلى إبراز جهود السلطنة محلياً وإقليمياً في مجال صون بيئات أشجار القرم، وزيادة فرص تبادل المعلومات في هذا المجال، وتعريف المشاركين على مشروع مركز القرم للمعلومات البيئية.
مركز القرم
من جهته، قال سعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي راعي الحلقة: "شرفت برعاية حفل افتتاح حلقة عمل دولية حول الاستدامة البيئية لبيئات أشجار القرم، وكما نعلم جميعًا أن النظام البيئي البحري من أهم الأنظمة، والمحافظة على أشجار القرم وسلامتها غاية في الأهمية على اعتبار أنها إحدى مكونات البيئة البحرية في السلطنة وإحدى الدعائم الأساسية التي تضمن نجاح قيام الثروة السمكية الحقيقية في السلطنة، فهي تعد من ضمن البيئات الأساسية التي تساعد على تكاثر والمحافظة على الثروة السمكية وعمان مشهورة بالمحافظة على استدامة أشجار القرم على مستوى المنطقة؛ حيث وضعت لها البرامج والخطط والموازنات اللازمة لتنفيذها، بالإضافة إلى إقامة تعاون دولي مع اليابان وبشكل أساسي مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، بهدف بناء القدرات، لنقل التقنيات والمعرفة من الدول المتقدمة إلى السلطنة، وقد قطعت السلطنة خلال العشرين عامًا المنصرمة شوطًا كبيرًا في مجال استدامة أشجار القرم والمحافظة عليها، وإكثارها. وأضاف: "مساحات الأشجار تزداد عاما بعد الآخر، وهناك مركزا لأشجار القرم وهذا أمر تفردت به السلطنة، ومن المتوقع أن تعمل تلك الجهود جميعا في بناء القدرات وبناء البرامج والسياسات الخاصة بالموضوع". وأشاد العوفي في هذا الإطار بالجهود التي تبذلها وزارة البيئة والشؤون المناخية، وجميع القائمين على تنظيم هذه الحلقة والحكومة اليابانية في بناء القدرات والمشاركة بالخبرات والدعم الفني للسلطنة في هذا الجانب.
دولة ريادية
فيما قال سعادة محمد بن خميس العريمي وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية في تصريح عقب افتتاح حلقة العمل، إنه من منطلق اهتمام السلطنة بحماية البيئة وصون مواردها الطبيعية والتي من بينها صون بيئات أشجار القرم، كان من الضروري إبراز ذلك الاهتمام على مختلف المستويات محلياً وإقليمياً وعالمياً، والذي تجلى بإعلان السلطنة في شهر ديسمبر من عام 2003 دولة ريادية في إدارة وصون بيئات أشجار القرم من قبل المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، إلى جانب الاهتمام العلمي للوزارة في هذا الجانب من خلال حصول عدد من موظفي الوزارة على الدراسات العليا في موضوع استدامة أشجار القرم.
وأضاف العريمي أنه تجسيداً لتلك الجهود نبعت فكرة إنشاء مركز القرم للمعلومات البيئية كأول مركز من نوعه على المستوى الإقليمي، موضحًا أنه زاد من أهميته توجيه الوزارة بدمجه مع مراكز الوزارة الأخرى، والمقترح تنفيذها ليكون شاملاً لكافة قطاعات الوزارة ومتحفاً بيئياً ومركزاً للمراقبة البيئية وللمؤتمرات والندوات المتخصصة ولإقامة ورش العمل والدورات التدريبية التي تستهدف المختصين في مجال البيئة. وأشار إلى أنه من المقرر أن يكون المركز واجهة حضارية لما وصلت إليه السلطنة من تطور ورافداً مهمًا للسياحة البيئية ونموذجا متفرداً لما تقوم به السلطنة من جهود في شتى المجالات وخاصة حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية. ولفت إلى أن هذه الحلقة ستسهم في بناء القدرات الوطنية في مجال استدامة أشجار القرم من خلال مختلف أوراق العمل المطروحة، والاستفادة من خبرات الوكالة الدولية للتعاون الدولي "جايكا" في موضوع التنوع الإحيائي للبيئة البحرية وخاصة أشجار القرم.
أهداف المركز
وفي بداية الحلقة، أكد محمد بن عبد الله المحرمي مدير عام صون الطبيعة في كلمة وزارة البيئة والشؤون المناخية أن اهتمام السلطنة بالبيئة وصون مواردها الطبيعية منذ مطلع النهضة المباركة والذي جاء بإصدار القوانين والتشريعات التي تنظم الحفاظ على البيئة وصون مواردها بشكل عام وغابات أشجار القرم بشكل خاص، بطريقة تجعلها مستدامة للأجيال القادمة مع استمرارية استخدامها إنما يترجم النهج السامي لراعي البيئة الأول مونا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- في سن القوانين والأنظمة للحفاظ على الموارد الطبيعية في بلادنا الغالية عُمان. وأضاف أن فكرة اقتراح إنشاء مركز القرم للمعلومات البيئية ظهرت خلال فترة إعداد الخطة الرئيسية "لتأهيل وصون وإدارة أشجار القرم في سلطنة عُمان"، والتي تم إعدادها في الفترة من 2002-2004؛ حيث تم الاتفاق بين حكومة السلطنة ممثلة في هذه الوزارة والحكومة اليابانية ممثلة في الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) على إنشاء المركز وتقديم الدعم الفني بمحمية القرم الطبيعية في محافظة مسقط، باعتبارها أحد أهم المواقع الغنية بأشجار القرم في السلطنة، بالإضافة إلى موقعها السياحي المميز وأهميتها للعديد من الخبراء والباحثين والمهتمين بالطبيعة، على أن تقدم الوكالة الدعم الفني للجانب العماني لمدة عامين (2012-2013).
وأشار المحرمي إلى أهداف المركز، قائلاً إنّه يهدف إلى تجميع البيانات البيئية والاقتصادية والاجتماعية الخاصة بأشجار القرم والبيئة البحرية بشكل منتظم واستغلالها في عمليات تخصيص مناطق جديدة لأشجار القرم، والعمل على تأهيل الكوادر الوطنية والإقليمية وتوفير الوسائل المناسبة لتنفيذ البحوث والدراسات وتحليل البيانات ومعالجة العينات الخاصة ببيئات أشجار القرم المختلفة والعمل على تفعيل برنامج التوعية البيئية بشكل عام وبيئات أشجار القرم وإدارة المناطق الساحلية بشكل خاص، وتوفير البرامج التدريبية الخاصة باستزراع أشجار القرم ودراسة بيئاتها المختلفة من قبل الجهات المختصة بالسلطنة بالتنسيق مع المؤسسات العلمية المتخصصة المختلفة، والاهتمام بإدارة المناطق الساحلية ورصد الملوثات في البيئة البحرية وغيرها من القضايا البيئية المختلفة ذات العلاقة، وإسهام المركز في دعم وتنمية القدرات الوطنية والإقليمية حيث إنّ السلطنة هي الدولة الرائدة في المنطقة في إدارة أشجار القرم.
ولفت المحرمي إلى أنّ المركز يعتبر الأول من نوعه على مستوى الخليج العربي والمنطقة ككل، وسيساهم في مشاركة المنظمات الإقليمية والدولية في برامج التدريب والبحوث المختلفة، وتأهيل الكوادر الوطنية في مجالات البيئة البحرية المختلفة، وسيكون مركزًا هاماً للبحث البيئي، ومزاراً سياحياً يتم من خلاله تشجيع مشاريع السياحة البيئية وتطوير المحميات الطبيعية، كما سيتيح المركز لفئات مختلفة من المجتمع تشمل طلبة الجامعات والكليات والمدارس فرصة الاستفادة من الإمكانيات المتاحة.
واختتم مدير عام صون الطبيعة كلمته قائلاً: "نحن على ثقة كبيرة بأن هذه الحلقة الدولية سوف تحقق الأهداف المرجوة منها نظراً للخبرة والمعرفة المتراكمة التي يتمتع بها المحاضرون المحليون والدوليون في هذا المجال، وبلا شك فإنها سوف تؤدي إلى بناء قدرات المشاركين وتعريفهم بأفضل السبل في المحافظة على أشجار القرم والتقنيات الحديثة لاستزراع شتلات أشجار القرم. كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى سعادة راعي الحفل وإلى سعادة وكيل الوزارة وسعادة السفير الياباني لدى السلطنة، وإلى فريق خبراء الدعم الفني لوكالة جايكا على الجهود التي بذلوها خلال فترة تواجدهم في السلطنة لتدريب نظرائهم العمانيين للعمل بمركز القرم للمعلومات البيئية".
الاستدامة البيئية
وألقى سعادة جورجي هيسايدا السفير الياباني المعتمد لدى السلطنة كلمة قال فيها: "نظرًا لإدراك الحكومة اليابانية لأهمية مفهوم الاستدامة البيئية للموارد الحيوية وتحديدًا في المناطق ذات الظروف المناخية الصعبة، وكذلك إلى السياسات المعمول بها من قبل حكومة سلطنة عُمان لتطبيق مبادئ الحفاظ على البيئة والسياحة البيئية في مناطق غابات أشجار القرم، تم الاتفاق بين الحكومتين على العمل معًا من خلال التبادل العلمي والدعم الفني والتقني للمختصين في مجال أشجار القرم بالسلطنة".
كما تحدث هيرويوكي هاتوري في كلمة الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "JICA"، وقال: "تجيب هذه الكلمة على التساؤل المطروح بشأن أهمية الحفاظ على بيئات أشجار القرم، وتتمثل الإجابة في قيمة وندرة وجود بيئات أشجار القرم في العالم". وأضاف أن الكثير من الأمثلة تبرز الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تقدمها أشجار القرم للمجتمعات القائمة عليها، مؤكدا أهمية الدور الكبير الذي سيقوم مركز القرم للمعلومات البيئية بتوفيره محليًا وإقليميًا ودوليًا في مجال الاستدامة البيئية لبيئات أشجار القرم.
وتضمنت حلقة العمل مجموعة من المحاور من أهمها مقدمة عن مشروع مركز القرم للمعلومات البيئية، والدعم الفني للمشروع من قبل فريق خبراء جايكا، ومبادرة المستقبل لغابات أشجار القرم، ووتجربة التعاون والشراكة لتنفيذ نشاط يتعلق بأشجار القرم، ودراسة استزراع أشجار القرم في سبخة أبوظبي، ومشروع استزراع أشجار القرم بسلطنة عُمان، ومساهمة صندوق الحياة البرية العالمي في تنفيذ اتفاقية رامسار في المغرب العربي.
وستناقش الحلقة اليوم الثلاثاء مجموعة من المحاور من أهمها تطوير نظام رصد التمثيل الضوئي لإنتاج الكتلة الحيوية في غابات أشجار القرم، وإدارة النظم الإيكولوجية البحرية في غرب آسيا، وبرنامج التعليم البيئي في غابات أشجار القرم، وتركيز ثاني أكسيد الكربون في غابات أشجار القرم، وبرنامج الرصد والمراقبة لغابات أشجار القرم، واتفاقية الأراضي الرطبة والحفاظ على النظام الإيكولوجي لغابات أشجار القرم، ونبذة عن الخطة الرئيسية لتأهيل غابات أشجار القرم بسلطنة عُمان، وتعزيز الحفاظ على أشجار القرم، كما سيتخلل حلقة العمل زيارة ميدانية للتعرف على محمية القرم الطبيعية وزيارة مشروع استزراع خور السوادي بولاية بركاء.
ويهتم مركز القرم للمعلومات البيئية المزمع إقامته بجمع وعرض البيانات والمعلومات البيئية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالبيئة البحرية عامة وأشجار القرم وتنوعها الفريد بشكل خاص، حيث إن لأشجار القرم أهمية كبيرة في حفظ التوازن البيئي إلى جانب كونها مناطق حضانة لعديد من أنواع الأسماك ذات القيمة التجارية والكائنات البحرية الأخرى، بالإضافة إلى أنها مناطق ذات مناظر طبيعية خلابة طبيعة رطبة تكون جاذبة للطيور، ولقد بدأت الوزارة منذ عام 2001م في تنفيذ خطة مرحلية لإعادة استزراع أشجار القرم وتأهيل الأخوار في محافظات السلطنة المختلفة، ولقد تم خلال الفترة من بداية عام 2001 وحتى 2013 استزراع ما يقارب نصف مليون شتلة في العديد من الأخوار المختارة بمختلف مواقع السلطنة الساحلية.