تحرصُ السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- دائمًا على نجاح مسيرة التعاون الخليجي؛ من أجل تحقيق المزيد من النماء والازدهار لدول المجلس، والإسهام في الجهود الرامية لاستقرار المنطقة وتقدمها. ومن هذا المنطلق، تشارك السلطنة في مؤتمر القمة الرابعة والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي يُعقد في الكويت اليوم وغدًا؛ حيث يرأس وفد السلطنة إلى القمة الخليجية، نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.
وتلتئم القمة في ظل ظروف دقيقة وتحديات كبيرة تعيشها المنطقة، تحتم على دول المجلس تبادل الرأي وتوحيد الرؤى، وتدعيم التنسيق المشترك بما يُعزز مسيرة التعاون، ويؤكد تلاحم وترابط دول المجلس، ويُحفز التعاون الاقتصادي، وكل ما من شأنه خدمة المواطن الخليجي.
وأمام القمة الخليجية العديد من الملفات التي تحتاج دراسة معمَّقة بغية الوصول فيها إلى اتفاقات تدعم مسيرة المجلس إلى الأمام؛ ومنها ما يتعلق بالمجال الأمني؛ كمكافحة الإرهاب والفساد وحماية المنشآت النفطية، والتعاون الاقتصادي، إضافة إلى الوضع في سوريا والحوار الوطني في اليمن في إطار المبادرة الخليجية.
أما فيما يتعلق بمناقشة الاتحاد الخليجي، فإن ثمَّة ظروف موضوعية عديدة ينبغي أن تتكامل قبل الشروع في فتح هذا الملف، وهذه هي رؤية سلطنة عُمان التي ترتكز على أنه ينبغي الارتقاء بصيغ التعاون القائمة الحالية؛ لتعظيم مردودها الإيجابي على دول المجلس؛ لأنها هي البديل الأمثل عن التفكير في خطوة لاحقة قد لا تجد إجماعا حولها؛ الأمر الذي يُضعف هذا الكيان بدلا من تقويته وتدعيمه.
... ويؤمل أن تسفر قمة الكويت عن نتائج مهمة وملموسة تعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك في مختلف المجالات، وبما يساهم في تحقيق آمال وتطلعات المواطن الخليجي في مزيد من المكتسبات والإنجازات.