تويت
بركاء- حمد السليماني
نظمت دائرة التنمية الاجتماعية ببركاء ممثلة في قسم الرعاية الخاصة ندوة بعنوان "الواقع والطموح" وذلك صباح أمس بقاعة جهينة، تحت رعاية سعادة الشيخ ماجد بن خليفة بن علي الحارثي والي بركاء وحضور عدد من أصحاب السعادة الولاء وأعضاء مجلس الشورى وأعضاء المجلس البلدي وعدد من المسؤولين والمدعوين.
هدفت الندوة بصفة خاصة للحديث عن ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين وكيفية إعطاء الجميع فكرة عن ضرورة الاهتمام بهذه الفئة من أبناء المجتمع وإدماجهم في البرامج والفعاليات التي تنفذ وتذليل الصعاب عنهم وتقديم العون والمساعدة لهم. استهلت الندوة بكلمة دائرة التنمية الاجتماعية ببركاء ألقاها سالم بن حارث العبري مدير الدائرة قال فيها جاء تنفيذ هذه الندوة في إطار الأهداف السامية التي تسعى وزارة التنمية الاجتماعية لتحقيقها ممثلة في دائرة التنمية الاجتماعية ببركاء وما يميز العمل الاجتماعي في السلطنة أنه يقوم على عدة مرتكزات لكل منها أهميته الخاصة لدى فئات المجتمع وهي العقيدة السمحاء والنظرة الإنسانية الشاملة والتكافل الاجتماعي وهي سمة من سمات المجتمع العماني منذ القدم.
وأضاف العبري أن من الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الوزارة لهذه الفئة منح الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بطاقة معاق لتسهل عليهم تدبير شؤون حياتهم عند الجهات الحكومية والأهلية كما تم التنسيق مع الجهات المختصة لتوفير فرص العمل المناسبة لأوضاع المعاقين .
حيث اشتملت الندوة على ثلاث ورقات عمل الأولى بعنوان "معاق قاد أمة" ألقاها الدكتور خلفان بن سنان الشعيلي مدير إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة شمال الباطنة ، تحدث فيها عن نظرة الإسلام للإعاقة واستشهد بعدد من الآيات القرآنية ثم عرج بعد ذلك إلى الحديث عن تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم للمعاقين والتيسير الرباني عليهم ورفع الحرج عنهم من خلال اقتباس بعض الأحاديث الشريفة بعدها تطرق إلى القدرات والفروق الفردية بين المعاقين فقسم القدرات إلى نوعين: العقلية والجسمية كما تحدث عن بعض الصحابة المعاقين الذين شاركوا في غزوات الرسول كما ذكر بعض العلماء والمفكرين العرب والعمانيين أمثال الصلت بن خميس الخروصي والإمام جابر بن زيد والعلامة نور الدين السالمي.
أما الورقة الثانية فجاءت بعنوان " الإعاقة من منظور نفسي واجتماعي" قدمها الدكتور هاشل بن سعد الغافري مساعد العميد بكلية العلوم التطبيقية بالرستاق تحدث فيها عن أنواع الإعاقة حيث قسمها إلى الإعاقة العقلية والنفسية والبدنية كما تطرق إلى تعريف المعاق ترجم من خلاله أهم نقاط التي تميز المعاق عن غيره من أبناء المجتمع فعرفه ذلك الذي فقد عزيمته وإرادته كما تحدث عن دور المجتمع في عملية تكييف المعاقين لينخرط في جميع مجالات المجتمع المختلفة بعدها تحدث عن فترات تعامل المجتمع للمعاق عبر التاريخ حيث أوجزها في أربع فترات منها فترة النبذ والتي تعرف بمرحلة التوازن السكاني حيث كان الموتى يتساوون في العدد مع المواليد لقسوة الظروف التي مرت بها البشرية قبل معرفة فنون الزراعة والصناعة كان ما يميز هذه الفترة لفظ المجتمع لكل من به نقص جسمي، إذ كان يلقى بهم إلى الموت ففي روما ظل النّاس أجيالاً عديدة يغرقون الأطفال المشوهين في نهر التيبر . والفترة الثانية فترة التسول والتي توقفت فيها المجتمعات عن قتل المعاقين لكنها تركتهم يلتمسون الطريق إلى حياتهم بوسيلتهم الخاصة فاتخذوا التسول وسيلة للكسب، أما الفترة الثالثة فهي فترة الملجأ حيث جمع القديس (ليميناس) كل المتسولين المكفوفين المجاورين له، وأسكنهم في مساكن صغيرة بناها لهم بالقرب من صومعة، ولقد قامت محاولات بعد ذلك امتدادًا لهذه المحاولة، وأصبح كل دير يضم بيتاً للصدقة. وأخيرا فترة الاندماج في المجتمع في التاريخ الحديث بدأ الاهتمام بتعليم المعاقين تعليماً منظماً وذلك من خلال توفير مدارس وجمعيات معنية بالاهتمام بالمعاقين بعد ذلك استعرض المحاضر شرحًا موجزا عن أهم إحصائيات المعاقين على مستوى العالم.
والورقة الثالثة جاءت بعنوان " واقع الخدمات الاجتماعية المقدمة للمعاقين" قدمها الدكتور سعيد بن حميد الحرملي مدير عام مساعد بالمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة. اشتملت الورقة على جداول توضح أهم أنواع الإعاقات وأسبابها موزعة على جميع محافظات السلطنة حيث تمركزت الكثافة العددية في محافظة شمال وجنوب الباطنة بإجمالي 22411 معاقًا تحدث بعدها عن أهم الخدمات التي تقدمها الوزارة للمعاقين منها صرف الأجهزة الطبية والتعويضية وتوزيع كراسي متحركة عادية وكهربائية بالإضافة إلى توفير أسرة طبية وعادية وكهربائية كما تم مد مراتب طبية وهوائية وكما وفرت الوزارة عددا من نظارات وسماعات أذن طبية وأجهزة تنفس.