جوبا - رويترز
سعى وسطاء أفارقة أمس للاجتماع مع خصوم رئيس جنوب السودان في محاولة لوقف الاشتباكات التي تهدد بانزلاق أحدث دولة في العالم إلى حرب أهليّة قبليّة.
وقتل مئات الأشخاص في نحو أسبوع من الاشتباكات التي اتسع نطاقها من العاصمة جوبا ووصلت إلى حقول النفط الحيوية مما يعمق أخطر أزمة داخلية منذ حصول جنوب السودان على استقلاله قبل عامين.
واتهم الرئيس سلفا كير وهو من قبيلة الدينكا نائبه السابق ريك مشار المنتمي لقبيلة النوير والذي أقاله في يوليو الماضي بالسعي للاستيلاء على السلطة.
ورغم الهدوء الذي يخيم على جوبا أمس إلا أن الأمم المتحدة قالت إنّ مئات الأشخاص قتلوا في أنحاء البلد الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا وأنّ 35 ألفًا آخرين لجأوا إلى قواعدها.
وفي مؤشر على قلق الولايات المتحدة التي لعبت دورا مؤثرًا في انفصال جنوب السودان قال وزير الخارجية جون كيري إنه أوفد مبعوثا للمساعدة في المحادثات.
والتقى الوسطاء الأفارقة مع الرئيس سلفا كير وأجروا معه محادثات وصفوها "بالمثمرة". وقالت حكومة جنوب السودان على حسابها على تويتر إنّها ترغب في إجراء حوار مع أي مجموعة متمردة.
وقال وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين إن الوسطاء حصلوا على الموافقة للمضي قدمًا والاجتماع مع خصوم كير بمن فيهم مشار وحلفاؤه.
وأبلغ بنجامين رويترز عبر الهاتف "دعهم يحصلون أيضًا على تأكيد منهم بأنّهم يرغبون في الحوار". وأضاف أنّ كير ليس لديه أي مشكله في الحوار مع مشار.
وقال وزير الإعلام ميشيل ماكوي لوث لرويترز إنّ مشار موجود في بانتيو عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط حيث اشتبك جنود من فصائل متنافسة عند ثكنة عسكرية قبل بضعة أيام. ولم يتسن التحقق من هذه المعلومات من جهة مستقلة.
ومن المقرر أن يغادر الوسطاء وبينهم وزراء أفارقة ومسؤول من الاتحاد الإفريقي في طريقهم إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم السبت.
وأوفدت الولايات المتحدة مبعوثها للسودان وجنوب السودان السفير دونالد بوث للمساعدة على دفع المحادثات.
وقالت الأمم المتحدة إنّ 11 مدنيًا من قبيلة الدنكا قتلوا في هجوم شنّه آلاف من الشبان المسلحين من قبيلة أخرى على قاعدة تابعة لقوات حفظ السلام الدوليّة بولاية جونقلي. وقتل جنديان هنديان من هذه القوات.
وقال المتحدث باسم الجيش في جنوب السودان فيليب أقوير يوم السبت إن طائرات هليكوبتر عسكرية أغارت على بلدة بور التي يسيطر عليها المتمردون والواقعة على بعد 150 كيلومترًا شمالي جوبا. ولم يذكر مزيد من التفاصيل.