تويت
تزداد أهمية السياحة يومًا بعد آخر كنشاط اقتصادي، له مردودات إيجابية جمَّة، على صعيد التنمية الاقتصادية، لما لهذا القطاع من علاقة تشابكية مع قطاعات إنتاجية وخدمية متعددة؛ ومنها: الصناعات الحرفية، والنقل والاتصالات، والنشاط العقاري والخدمي بكافة أنواعه؛ مما يعني أنَّ ازدهار هذا القطاع يُقابله انتعاش مُماثل في كل هذه القطاعات. وهي في الدول التي تُحسن استغلالها، تعد رافدًا أساسيًّا في التنمية والنمو الاقتصادي، وتسخَّر لها إمكانيات ضخمة واستثمارات مليارية؛ حتى تعود بأفضل النتائج على اقتصادات تلك الدول؛ لذا تُعتبر السياحة مساهمًا فعليًّا ومباشرًا في النمو الاقتصادي، وتحقيق الاستدامة، وتوفير فرص عمل للكوادر الوطنية، خاصة وأن السياحة نشاطٌ اقتصاديٌّ كثيف العمالة، وتعد من أكثر القطاعات توظيفا للقوى العاملة؛ سواء عبر التوظيف المباشر في المنشآت السياحية، أو في المؤسسات ذات الصلة بتقديم الخدمات للمنشآت السياحية؛ لذا -وعلى المستوى العالمي- فإن العاملين بهذا القطاع يعدون بمئات الملايين.
وتعوِّل السلطنة كثيرًا على السياحة للإسهام في التنويع الاقتصادي وتحقيق الاستدامة، ويأتي في هذا الإطار مؤتمر عُمان الأول للاستثمار السياحي، الذي بدأت فعالياته أمس بتنظيم من غرفة تجارة وصناعة عُمان، بالتعاون مع اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي. ويسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على المقومات السياحية بالسلطنة، والتعريف بالمناخ الاستثماري في القطاع السياحي، وتكريس مفهوم السياحة كصناعة يُمكن أن يعوَّل عليها الكثير في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، والإسهام في تنويع مصادر الدخل والتحول للاعتماد على قطاع الخدمات في تحقيق عوائد يعتمد عليها، إضافة إلى توفير الفرص الوظيفية لشباب الوطن.
ويُنتظر أن يتمخَّض المؤتمر عن بلورة رؤية مستقبلية واضحة ومحددة تساهم في تحسين بيئته الاستثمارية من جميع النواحي التشريعية والتأهيلية والتمويلية؛ بما يُساعد على استقطاب الاستثمارات واجتذاب السياح؛ ليقوم القطاع بدوره المُرتجي كرافد واعد يُساهم في تعزيز التنويع الاقتصادي والاستدامة.