القاهرة - رويترز
قال مسؤولو أمن إن أربعة جنود أصيبوا، أمس، في انفجار استهدف مبنى للمخابرات الحربية في دلتا النيل بمصر، في ثاني هجوم يستهدف أجهزة الأمن بمنطقة دلتا النيل في أقل من أسبوع.
ووقع الانفجار قرب بوابة مبنى المخابرات الحربية في قرية انشاص على بعد نحو مائة كيلومتر شمالي القاهرة في محافظة الشرقية. وذكر الجيش أن الانفجار دمَّر الجدار الخلفي للمبنى جزئيا، ووصفه بأنه عمل إرهابي.
وكان هجوم انتحارى قد استهدف مديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة يوم الثلاثاء الماضي، وأسفر عن مقتل 16 شخصا. وقالت الحكومة التي يدعمها الجيش إن أعمال العنف لن تحيد بخارطة الطريق السياسية عن مسارها، والخطوة التالية وفق الخارطة هي الاستفتاء على الدستور الجديد في منتصف يناير المقبل.
ويشير انفجار أمس لاتساع نطاق هجمات المتشددين التي تكررت منذ ان عزل الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو الماضي.. وقتل نحو 350 شرطيا وجنديا في تفجبرات وحوادث إطلاق نار منذ عزل مرسي؛ معظمهم في شبه جزيرة سيناء؛ حيث اتسع نطاق أنشطة إسلاميين متشددين ممن استغلوا الفراغ الأمني عقب الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في 2011.
وقال مسؤولان أمنيان إن قنبلة سببت الانفجار، في حين ذكرت قناة النيل للإخبار التليفزيونية المصرية، إن الحادث ناجم عن تفجير سيارة ملغومة. وفي وقت سابق ذكرت المصادر أن الانفجار وقع في مدينة بلبيس قرب انشاص.
وأصيب خمسة أشخاص حين انفجرت قنبلة قرب حافلة في القاهرة يوم الخميس وكان هذا أول حادث يستهدف المدنيين على ما يبدو إذ لم تعلن اي جهة مسؤوليتها او الجهة المستهدفة.
وقالت السلطات إنها أبطلت مفعول عدة قنابل اخرى في الايام الاخيرة وعثرت الشرطة أمس على قنبلة بدائية الصنع داخل حقيبة وضعت خارج مبنى جامعي في دمياط.
وتصاعدت حدة التوتر السياسي بالفعل منذ الهجوم الانتحاري يوم الثلاثاء وأعلنت الحكومة المصرية جماعة الاخوان المسلمين جماعة إرهابية والقت القبض على مئات من انصارها في توسيع لنطاق الحملة ضد الجماعة.
ويقول بعض المحللين إن مصر تواجه خطر هجمات متشددين لفترة طويلة فضلا عن صراع اهلي نتيجة الخلاف بين انصار ومعارضي جماعة الإخوان المسلمين. ولقي سبعة حتفهم في اشتباكات في الشوارع خلال الايام الثلاثة الماضية.
وأدانت جماعة الإخوان المسلمين الهجوم على مديرية أمن الدقهلية في حين اعلنت جماعة انصار بيت المقدس مسؤوليتها عن التفجير.
وقال ه.أ هلير زميل المعهد الملكي للدراسات الدفاعية في مصر: "سيقع المزيد (من الهجمات). لا اعتقد أن العوامل تغيرت بما يؤدي لتقليل الهجمات عل الاقل على المدى القصير".. وتابع: "معارضة الجيش والرغبة في عودة مرسي لا تقتصر على الإخوان المسلمين، ومن المحتمل أن يكون بعض الإسلاميين من غير الإخوان المسلمين تحولوا للعنف ومن بينهم من ينتمون لجماعة أنصار بيت المقدس لكنهم ليسوا الوحيدين".