خالد بن علي الخوالدي
فرحة عارمة عمّت السلطنة من أقصاها إلى أقصاها وكانت الابتسامة حاضرة بين الموظفين والأسر وفي الشارع وفي كل زاوية من زوايا هذا الوطن بعد صدور جدول الرواتب التي جاءت بعد الأوامر السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه- بتوحيد رواتب الموظفين المدنيين بالسلطنة وتوحيد صناديق التقاعد وهي لفتة كريمة من صاحب الأيادي البيضاء والأب الرحيم والحكيم والمربي الذي عودنا دائمًا على جعل الفرحة والابتسامة هي شعارنا وأيامنا كلها أعياد وكل أيام عماننا الغالية الحبيبة أعيادا بوجود الأب القائد الحنون وأبنائه الأوفياء الأبرار.
وسبق الأوامر السامية النقاش والجدال والحوار والكتابات عن ضرورة توحيد الرواتب بين جميع القطاعات المدنية بعد أن تم توحيدها في القطاعات العسكرية وكانت بعض المطالبات والمناقشات والكتابات تنساب بأدب واحترام وذوق وبشكل راقٍ كما هي عادة العماني المُتّسم بالهدوء والرزانة والحنكة والحكمة التي تعلمها وتشربها بهدوء من صاحب الرزانة والحنكة والحكمة والتأني والمتسم ببعد النظر واستشراف المستقبل والذي تشهد له الدنيا قاطبة بهذه الصفات العظيمة التي تعلمها وخبرها وتحسسها وعاشها وتقلب في حيثياتها فهو سلطان بن سلطان ومن سلالة سلاطين كانت لهم إسهاماتهم البارزة والمؤثرة في تاريخ عمان الطويل والمشرف واللامع في سماء من يدركون قيمة التاريخ ومن يستشرفون المستقبل الحديث بعيون الفعل لا الكلام فهنيئاً لنا جميعًا هذا القائد النادر في كلامه الفعّال والمؤثر في أفعاله.
وهناك فئة قليلة نأت بنفسها خارج هذا الإطار وتناولت الموضوع بسلبية مجحفة للوطن الغالي والقائد الملهم والشعب الأبي وخرجت عن الأسلوب المتزن وقدحت في أمانة وإخلاص المخلصين الذي يعملون لخدمة هذا الوطن وتعدت الحدود والأخلاق والآداب والذوق العام المعروف عن الشعب العماني وهي فئة لن تستنكف عن غيها لأنّها تحمل في قلبها الضغينة والحقد على ما تحقق من إنجازات في هذا البلد الحديث بمكوناته والتي لم تتجاوز مراحل عمره ثلاثة وأربعين عاماً وهي سنوات قليلة في عمر الدول، وخوفي أن تستمر هذه الفئة السوداوية في طرح أفكارها السلبية والهدامة والمزعزعة والمستنكرة لكل الإنجازات والمستهزئة بكل شيء والمستهجنة لكل عمل، وكان خوفي في محله حيث استمرت وظهرت ألاعيب هذه الفئة على السطح منذ صدور الأوامر السامية حيث التعليقات السخيفة والصور المفبركة والاستهزاء بغية إضحاك العامة وهم من أنفسهم يضحكون وعملوا المقارنات الظالمة والمجحفة بين عمان وغيرها من الدول وأبشر هؤلاء بأنّ الشعب العماني أرقى من تفكيركم وأنكم ذاهبون بتصرفاتكم البذيئة إلى الوقوع في الهاوية وإن الشعب لن يرحمكم إن لم ترجعوا عن غيكم وسخافتكم وأذكركم مرة أخرى بأن كل أوامر وتحركات وتصرفات جلالته هي محسوبة وتأتي في وقتها أفلا تعقلون وتتدبرون وتتفكرون أم أن الغشاوة والضبابية ما زالت تمنعكم عن النظر.
إن الأوامر بتوحيد الرواتب هي نظرة ثاقبة وبعيدة النظر وتستشرف المستقبل المنير لعمان وأهلها وهي خطوة تتبعها خطوات تصب جميعها لتحقيق العدالة التي دائمًا ما يجعلها الأب الحنون والعطوف في أولى اهتماماته وأولوياته والتي بدونها لا تنتظر أمة الرقي والتقدم والتطور فثقوا أعزائي بأنّ عمان وأهلها في أيدٍ أمينة ومخلصة وصادقة ووفية وأن قائدها خطط لها أن تصل إلى النجوم وبإرادته وإرادتكم سوف تتحطم كل العقبات وستصل إلى ما تصبو إليه وكونوا معول بناء لا معول هدم وأكرموا جلالته بالإخلاص في العمل والجد والاجتهاد في تأدية واجباتكم المقدسة لخدمة هذا الوطن الغالي وبزيادة الإنتاج في العمل وأن نلاحظ أن هناك فروقًا في أداء الوظيفة المدنية مستقبلاً، ودمتم ودامت عمان بخير.
[email protected]